الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كجثامين حية

كمال تاجا

2017 / 1 / 17
الادب والفن


كجثامين حية

بالمنفى
هناك مصراع لباب
موصد ردفتيه
في عيوننا
لا يفضي إلى فساحة
ولا إلى انتشار
-
بالغربة الليل مثل النهار
وجهان لعملة سائدة
نصرفها باستهتار
على مرور الوقت
وكأننا نرجئ أوقاتنا الحية
إلى وقت قريب
أوبعيد
يرد لنا الروح
ويعيدنا للحياة
-
في الشتات
لا نعرف من باعنا
ولا من اشترانا
ولا من قبض أثماننا
-
و في مخيمات النزوح
قلوبنا تنبض
مع قصف الرعد
وجلدنا يرتجف
في قبضة زمهرير
يلسعنا
بأكف لا ترونها
والقر يضربنا على جلودنا
بسياط لم تختبروها
أولادنا جياع
باتوا على الطوى
يرتجفون من القر
مضى وقت طويل على تذوقهم
للحسة لبن مع كسرة خبز جافة
ومن سقط الأيدي
-
وكل انطوى على نفسه
كبساط عتيق
ككأس فارغة
ومن كل أنواع الشراب
حتى قطرة الماء
تضن علينا
-
أمراضنا عصية على كل دواء
وأوبئتنا ليس لها شفاء
-
هل تبادر إلى ذهنك
كيف ترتجف الأبدان
ومتى تكتك الشفاه
هل أخذتك قشعريرة
متواصلة
مع صكصكة الأسنان
وأطفالنا يقرعون السن
لاحاجة لأن تلامسهم
بل من بعيد
تسمع حدة الاصطكاك
ويتداعون
نحو الارتطام بالأرض
من وجع التقلب والمغص
والإنسداد
-
ويرتجفون هلعاً
أمام أعين
فت عضدنا
وتهتز أبدانهم النحيلة
وعلى وشك لفظ الأنفاس
-
وأن تخوض في غمار
ليس فيه خيار
وحيث لا داع لأن تستيقظ
والناس نيام
ومهما طقت روحك بالمنفى
وأنت ترعى قطعان النجوم
خوفاً من هجوم ذئاب الغيلة
ومن وجار الثقوب السوداء
على ماتبقي من شتاتك
الأفلة بالفلاة
وأنت تتحفز
من نشب أنياب الغيلة
والتي تخرجك عن طورك
وبعد أن تشتت الأسر الشامية
في كل أرجاء هذه الأرض
وصار أصغر فتى
ماركو بولو
والأب أبو بطوطة
والأم رائدة فضاء
وحياتنا معبأة في كبسوله
وعلى وشك الارتقاء
-
الأكوان تتهادى الأضواء الكاشفة
وتنهض من على أعشاشها
كأسراب هائلة
وكأنها تواجه الأبدية
باستهتار
إلى ما لا نهاية
مثل ما يحدث لنا بالضبط
وهكذا باتت الأبدية
تسحقنا في أعقاب
كل انفجار
وتلقي بنا كجثامين حية
في حفر موزعة في كل الأنحاء
-
وهناك نجوم بارعة
بالرقص
على أنغام لمعان متفاوت الحدة
لا تستطيع إطفاء حدتنا
من الاضمحلال
-
وقلوبنا تارة تنبض
تحاول عبثاً
أن تتعلق بقبس
يذوي في أعالي الفضاء
والعالم يلقي ألينا
بأطواق نجاة خلبية
لزوارق حياة
أيلة اللغرق
-
ونظراتنا تتابع شواظ
من شهب لاسعة
لتزيد من حرقة قلوبنا
-
و الغرباء عن مسقط رأسهم
يبحثون عن حريق
لم يولع بعد
ليأججوا نارهم أكثر
-
والضراوة خمدت في جلودهم
من كثرة ما لامست أطرافهم
من لهيب وضوار
-
لك كان يولع بصرنا
وتتأجج حرارة لهفتنا
للقياك
يا شام

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح