الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريوهات تشكيل الحكومة المغربية

محمد شودان

2017 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


إنها لمسرحية قمة في العبث هذه التي تدور أحداثها على خشبة العمل السياسي المغربي، خاصة في الفصول الأخيرة منها، حيث تداخلت الأدوار وتورط الجميع من المشخصين والمخرج إلى الجمهور في صراع هزلي يثير البكاء والأنين. إنه ليصعب على المتتبع العادي أن يحصر السيناريوهات الممكنة ويتوقع ما قد يحدث بين التصريح والذي يليه، حيث البلاغات الصادرة عن الأحزاب فضفاضة كجلباب المغاربة، (كمام القشابة واسعين) ولكن بالإمكان قراءة ما بين السطور ومعرفة الغاية من هذه الفوضى والوقوف على التعليمات التي لا يمكن الخروج عنها، وقد تتبعنا عن قرب صدمة كل أتباع حزب العدالة والتنمية لما تم انتخاب الحبيب المالكي رئيسا لمجلس النواب رغم أنفهم.
الجنرال لا ينسى كلابه، هذه الرواية الفلسطينية تجد صداها في المشهد السياسي المغربي، بواسطتها وبعيدا عن التكهنات يمكن تفسير حصول حزب الاتحاد الاشتراكي في شخص الحبيب المالكي على رئاسة مجلس النواب، أليس هذا الحزب هو الذي يسر انتقال العرش من الراحل الحسن الثاني إلى الوريث محمد السادس في فترة عرفت العلاقة بين العرش والشعب احتقانا تلا سنوات الرصاص؟، بلى، ولا يمكن نسيان هذا الجميل، وهذا درس آخر لابن كيران ليعلم أن حزبه لن يلقى في سلة المهملات كلية، لأنه أيضا ساهم في مرور الملكية فوق عاصفة الربيع دون أذى، والكل يذكر لما صاح بن كيران "أنا ملكي أكثر من الملك" ودعا أنصاره إلى التخلي عن حركة عشرين فبراير.
لقد تحول بنكيران إلى حمل وديع منذ وضع ربطة العنق، وقد تعلم كيف يلجم فمه عبر خمس سنوات، وحتى في أشد ساعات غضبه، حيث إنه بعد ثلاثة أشهر من حرب البلاغات والتصريحات ثلاثة أشهر كاملة وهو كالكرة في لعب الشوارع يتقاذفه القصر والأحزاب، لم يخرج إلا ببلاغ دون معالم" انتهى الكلام" بلاغ لم يستطع فيه إعلان فشل تشكيل الحكومة، ولم يستطع فيه الإشارة إلى القصر لا بمفاتيح الحكومة ولا بإصبع الاتهام.
لقد أخطأ حزب بن كيران في فهم الديمقراطية ولم يرى فيها إلا وسيلة لتسلم السلطة، وعوض أن يتعامل الحزب مع باقي الأحزاب كشركاء، رأى فيهم منافسين حقق نصره عليهم، ونسي أنه لم يحصل على الأغلبية، فهو لا يشكل إلا أقلية كثيرة العدد بين أقليات أخرى. وهكذا، بالإضافة إلى أخطائه التي شابت مسلسل المشاورات وتخليه عن حلفائه جعل باقي الأحزاب تتخندق ضده في صف واحد، وبذلك يكون قد أضاع ثلاثة أشهر في المراهنة على رئاسة مجلس النواب التي كان يقايض بها أخنوش ولشكر، واليوم وجد نفسه فارغ اليدين وقد عاد بخفي حنين.
من خلال تتبع هذه الفصول والمشاهد صار بإمكاننا الجزم أن بن كيران لن يتخلى عن فرصته في قيادة الحكومة ولو شكليا فقط، وبما أنه فقد رئاسة مجلس النواب فقد بقي له أن يشارك في حكومة رباعية تضم الأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية، مع ضمان صمت وموافقة الاتحاد الاشتراكي على كل القرارات المزمع اتخاذها ومناقشتها في مجلس النواب( وسيبقى حزب الوردة كمسمار جحا في ظهر بن كيران)، وطبعا سيحافظ القصر على الوزارات السيادية، وستطالب الأحزاب المشاركة بوزارات حساسة، وهكذا سيبقى لحزب العدالة التنمية رئاسة شكلية للحكومة، ووزارة الاتصال/وربما ستمنح لبن عبد الله، بالإضافة إلى وزارات قطاعية، وربما لن تخلو الحكومة من شخصيات التيقنوقراط، وهكذا سيتم تدمير الحزب المتعنتر وترويضه ليدخل إلى الحظيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -