الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امر السيد الوزير

جواد البياتي

2017 / 1 / 17
كتابات ساخرة


لم اتمكن من الدفاع عن نفسي عندما اصدر السيد الوزير امره بمعاقبتي نقلا الى الصحراء الغربية لتقصير لم اكن طرفا فيه ، فكان ذلك مدعاة لأنزعاجي رغم انني كنت اتحين الفرص لزيارتها عن طريق الحملات الاعلامية التي كنت اقوم بها بين الحين والاخر برفقة فرق لغرض متابعة وتوثيق نشاطات الوزارة في الواحات الصحراوية وكشفها امام وسائل الاعلام ومن ثم عامة الناس . وقبل ان التحق بالمقر الجديد كنت اجلس مع رجل من اهل الله يعرفني ولاحظ عليّ انزعاجي ، فذكر الحكمة الشائعة " لاتقرب الملوك فإن اقبالهم تعب واعراضهم مذلة " قلت هذا صحيح ، فقال : كان هناك وزيرا مقربا لأحد الخلفاء يعتمد على استشاراته ورأيه وافكاره الخليفة في كل صغيرة وكبيرة ويثق بما يقول ثقة مطلقة ، هذا الرجل كان يخترق سوق المدينة مشيا عند ذهابه وعودته من دار الخلافة ، كان يلاحظ شخصا يجلس خلف اكوام ثلاث صغيرة من التراب ويقول من يشتري ؟ فيثير ضحك المارة وتهكمهم . تقدم منه الوزير يوما وقال : ماذا تحت اكوام التراب هذه ؟ قال : ستعرف عندما تشتري . قال حسنا اعطني كوم تراب قال هات دينار ولما استلم ، قال للوزير : لا تثق بزوجتك ! استنكر الوزير ذلك ولكنه بحكم حلمه اراد ان يستزيد فإشترى كوم اخر فقال له : لا تتجاهل اهلك . واحب ان يستزيد فإشترى الثالث ، فقال له : احذر العمل مع السلطان فإن اقباله تعب واعراضه مذلة !
اخذ الوزير اكوام التراب الثلاثة ومضى الى بيته تتصارع في رأسه افكارا كثيرة حول اهله وقومه وزوجته والخليفة ، وفكر في ترجمة هذه الحكم فبدأ بزوجته عندما طلب منها الاستعداد لحفلة شواء عنزة الخليفة التي اودعها عنده منذ فترة بسبب حبه لها وثقته بالوزير . فخرج وعاد بسكين ملطخة بالدم ليعطي لزوجته انطباعا بذبح العنزة وجاء لها ببعض اللحم لشوائه .
في صباح اليوم التالي داهم العسس بيت الوزير واقتادوه الى قصر الخلافة عبر السوق المؤدي اليه وهم يحاولون ضربه بالعصي ، لكن اهله ومعارفه في السوق كانوا يحاولون منعهم من ذلك .
لما وقف الوزير بين يدي الخليفة شتمه هذا وقال " كيف خنت الامانة " قال " لم اخن " قال " بل خنت ولا يمكن ان اكذب من جاء بخبر الخيانة " قال " وماهي الجريمة " قال " ذبحت العنزة التي إئتمنتك عليها " قال " انها موجودة وسأثبت لك ذلك " . فذهب بصحبة العسس واحضر العنزة ، فخجل الخليفة وارسل بطلب زوجة الوزير ولما حضرت ، لم يتفاجأ الوزير فرمى عليها يمين الطلاق امام الخليفة وطلب من الخليفة اعفاؤه من منصبه وقبل ان يخرج من دار الخلافة قال " لقد كان للتراب ثمن اغلى من الذهب " وعاد ليشكر من كان في السوق على حمايتهم من ضرب العسس .
بعد مضي شهر من ابعادي عن مكتبه ، اعادني الوزير الى بغداد ولكن لم يعيدني الى مكتبي ، فقد كانت حكاية الخليفة ووزيره التي رواها لي احد معارفي ، فعقبت هذه الفترة سنوات جميلة اختزلت كل جمال الدنيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح