الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة اشتباه

كمال تاجا

2017 / 1 / 17
الادب والفن


حالة اشتباه

لا أحد يجبرك
على ممارسة العيش
بشخصية منكمشة
على ذاتها
وأنت منزو
مثل فعل- مشين
ومنغلق على ذاتك
مثل عمل مناف للحشمة
وتضرب بالأرض ~إعياء
على عكاز عمى مداهم
ولديك دائماً مشكلة عبثية
مع عدم الاكتراث
-
وأنت تعرف تماماً من أنك
لم ترتكت خطأ
يميل لشواذ
أو تصرف أحمق
ينحرف لأنحطاط
ولم يضبطك رجل أمن
تخرج عن السياق
ولا تجرأت على التحرش بالمحظور
ولم تمسس يدك
نار
مؤخرة أنثى
ولا طاوعتك قوتك الصغرى
لأن تطأ ثدي فاغر الفاه
ليخرج عن طوره
ويقفز من وكر انكماشه
بحمالة الثديين
لتجحظ ألحاظك
-
و كل شيء مخالف ~ غامض
ومحجوب عن الأنظار
يمر بك
ولا يهزك
يا ضريح قذف الريح
على سوء استخدام
دواعي وجودك
-
وأنت تنحرف عن ذيل الهدف
ولا تعطيه أدنى انتباه
و لا قليل من الاهتمام
-
ودون أن تدلك
إشارات المرور
على السبيل
لا تعرف من أنت
-
وأحيانا تشحذ قواك
وتجمع تلم بكل أطرافك
تحاول أن تثبت
أن لك كيان
وتتوقف باستحياء
في منتصف الدرب
تريد أن تطلب
من شخص مار في طريقك
لتطرح عليه هذا السؤال العبثي
الذي يؤرقك
هل تعرفني ؟
فينظر إليك شذراً
من فوق إلى تحت الصرة
ويقول لا -- لا أعرفك
ليش مين أنت
بلا صغرة
-
إذن أنت نكرة غير موصوفة
بحالة اشتباه
مهما برزت في محاولة ظهور
ومهما رقصت على أنامل
لفت النظر
لاتثير الانتباه
إلا مثل دوسة خف
تسحقها كل الخطوات اللامبالية
-
ولأنه ليس لديك الموهبة المناسبة
للظهور العلني
لتنافس بنات الليل
بالإغواء
وهي بشفتيها الملونتين
مثل فتحة فرج
محافظ على دماء بكارتة
وعلى عيون الإشهاد
ولسانها والذي يلوك بلعابها
قضيب سابق
أو لبان
ما يزال مذاقه تحت رضابها
كونها هي وحدها
العاهرة الأولى ~ والأخيرة دائماً
والتي وهبتنا
حدة تدفق الأنفاس
ومن فوهة أعلى فخذيها
نرتشف السعادة
ونخرج إلى الحياة
-
وأنت مجرد ظل ملقى
بلا اهتمام
لكآبة متوارية
وألف سبب لغفلة
مع هجمة ألف وحشة
-
وأنت تقرض الوحدة
قرض مزاعم
في المطارحة بغرام
الاحتيال على أطياف
كانت ممدودة
إلى لقاءات
لم تعد محتملة
فوق كل الأرائك الفارغة
إلا منك
-
وأنت تطوي أوقات
و تسابق زمن
لا يمكن اللحاق به
وتضغط هنيهات في
انتهاز فرص
غير سانحة دائماً
وعندك مشكلة عويصة
مع ضبط الوقت
والنفس معاً
-
وتعاني من صعوبة ممارسة
العيش المتواري
مع أشباح غائبة
وتستقبل خلان غادروا
إلى كل مكان غير أليف
وتودع أطياف
لا يتماثلوا للبقاء
-
وترى مكان الغوى فارغ
بالنفس
ولا أحد
يوزع البسمة ~
على أفواه الشغف
ولا ترى العشق
كما تحب وتهوى
-
وتجول بألحاظك
في كل أمكنة غيابك
ولا ترى وجودك
ماثلاً للعيان
ولا أحد يبحث عنك
-
والهجر بغمضة عين
يمحو كل نظرة شاردة
في عينيك
بطلة غائبة
لا تتجلى
-
وترى النديم من بعيد
يتملى
حضورك بالذهن
دون أن تتحسسه
وجهة نظر
-
أم أن كل النساء
ثبطوا عزيمتك
مع فحولة متراخية
لتشتم كل عابرات سبيل
نزوة
تأخرك
عن حفل هذا الوصال
المنعقد
على الأرصفة
وفي الساحات العامة
-
وأنت في نهاية المطاف
لست المجتبى
ولا أنت مؤهل
لأن تحجز المكان المناسب
على سدة العيش
والذي سبقك إليه كل الآخرين
وأنت ساه
وفي غفلة من أمرك
-
أم أنت شخص مختلف عن كل الناس
وتظهر للعلن
لا كما تريد وتهوى
وعلى انفراد
تضرب رأسك بحائط انسدادك
-
وتثرثر بأحاديث الغوى
مع فراق البين
وتعيد ترتيب الفراش
وتنسق طاولة الانتظار
في زاوية محددة
مع كرسي خال
يجلس منفرداً
قبالتك
ومن ثم تسترسل في حلم يقظة
ساهمة
ومهما أشعلت من بصيص ضوء
في وجدانك المطنب
ومهما حاولت أن تعود إلى نفسك
المحطمة المنزوية
لتجد نفسك بالمحصلة وحيداً
وفي مواجهة هذا المصير الأجرد
تحملق بالظلمة
وبأحلام ناضبة ليست قادرة
على قياس
بعدك من قربك
-
وتركت الأماني تستعرض
أزيائها الفاجرة
كما يحلو لها من انفلات
-
للأسف
كنت تنتظر عصفة
غير مناسبة لأن
ترفع أطراف ثوب الأنثى
المارة في دربك
لتغتسل بالانبهار
-
والتي كانت تتطلب منك
انتحال صفة رجل
مدجج بسلاح
جرأة مناسبة
لأن تخلع هذا الثوب
بفتوة ماثلة للعيان
ترضخ لها الساقين الأنثويتين
وتجزيك إحسان
مثل مد النظر
على روعة
ما يليق برجولتك
من افتتان
-
أم أن رفع المعنويات
حلم لا يتضح
كسدل جفن
على بريق لامع
فوق عيون مغرمة
لأنثى عابرة
تقف قبالتك
وعلى وشك
لكن
دون أن تنال وطرك

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - الأسطى حسن .. نقطة التحول في حياة الفنان فريد شوقي


.. أون سيت - أولاد رزق 3 .. أعلى نسبة إيرادات .. لقاء حصري مع أ




.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح