الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في شوارع باريس الطفل يكلّم الفضيحة و المشفى والكرنفال والانقلاب العالمي..

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 1 / 18
الادب والفن


في شوارع باريس الطفل يكلّم الفضيحة و المشفى والكرنفال والانقلاب العالمي..
مع "جاك بريفر" الشاعر اليساريُّ الذي أدان "النظام الفرنسي"
إن كانت الحرب لعبة خطرة و مغامرة قد تنتهي بالنجاح و قد تنتهي بالفشل و الخسارة، لأنها تواجه تكتلات ذات أبعاد غير إنسانية كاستخدام الأسلحة، أو تلك التي تعتمد على الجاسوسية، غير أن الأفلام الحربية تلقى عادة نجاحا باهرا بالنظر للآثار التي تتركها الحرب نفسها في الفكر الإنساني، حسبما قاله الخبراء، لأن الحرب تبقى منقوشة في الذاكرة ، طالما وجدت من يؤرخ لها، و الشعوب دائما ما زال متعطشة لمشاهدة الأفلام التي تحكي عن الثورة و الحروب، لا تمل منها حتى لو شاهدتها ألف مرة، مثلما يتعطش المسلمين لمشاهدة فيلم "الرسالة"، حين وقعت أذاني صدفة على أغنية المطربة التونسية ذكرى حول قصة إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، و ذكرت اسم "بريفر"، تساءلت و ما علاقة هذا الرجل بإعدام صدام حسين، لم أكن أعرف الكثير عن هذه الشخصية، و الحقيقة أنني لم أقرأ له يوما، رحت أبحث عن سيرة هذا الشاعر، و وقفت على ما كُتِبَ عنه، و كم زاد تعطشي لمعرفته و أنا أقرأ أنه من الكتاب الذين عاشوا على قصص جبهات القتال ، إنه الكاتب و الشاعر الفرنسي جاك بريفر Jacques Prévert الذي شرح آراءه إزاء الحرب و الفصائل الحربية بتعابير سلبية.
هو شاعر شعبي فرنسي من مواليد 1900 بمنطقة نويي إحدى ضواحي باريس ، عرفن عنه أنه "عصاميٌّ " تعلّم من الحياة والشارع والفئات الشعبية، بدأ حياته الأدبية منذ عام 1925 عندما أخذ يوزع على أصدقائه قصائد شعرية مكتوبة بقلم رصاص و على وريقات، و نادرا ما كانت تُطبعُ هذه القصائد، فجاك بريفر لم ينشر إنتاجه الأدبي إلا بعد الحرب العالمية الثانية، و لقيت نجاحا كبيرا يعادل النجاح الذي حظيت به قصة زولا " الانهيار"..، كانت قصائد جاك بريفر تضع القارئ وفق وجهة نظر " أولئك الذين أخْرِجُوا من الصفوف اعتباطا لينفذ فيهم حكم الإعدام" و لعل وجهة النظر هذه تتطابق مع قصة إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، و لسنا هنا بصدد الحديث إن كان إعدام صدام حسين عدلا أو ظلما و طغيانا، و لو أن رحيله حول العراق الى بلد تسوده الفوضى، بالنظر إلى سوء الأوضاع والانقسام السياسيّ في البلاد، و هذا بشهادة نائب الرئيس العراقيّ السابق أياد علّاوي، بقدر ما يهمنا موقف جاك بريفر من النظام الفرنسي، فقد كان بريفر يرفض العنف، و يمتنع عن كل تمجيد للفصائل الحربية، لم يكن شاعرا فقط أو سينمائيا، أو مسرحيا، بل كان أيضا مُنَظِّرًا، و ناقدا، و "مُعَارِضًا أيضا، هاجم في كتاباته السلطات و النظام الفرنسي القائم و بأسلوب ساخرِ، و لهذا أحببت الحديث عن هذا الرجل رغم عدائي لفرنسا ( تاريخيا) ، فقد كان بريفر يرفض السياسة التي تسمم الشعوب، الذين قرأوا له أجمعوا على أن جاك بريفر تجاوز فولتير و ماركس.
كان يرى في الحروب عالمية كانت أو أهلية فخ للشباب، لأنها تقوده إلى الانتحار، قال عنه إيميل هنربوت أن تعابيره ذات شطحات يسارية، فهو في مؤلفاته يرى تماثيل الرؤساء الكبار خلافا ما يراه الآخرون فيها، لأنه كان يستلهم أفكاره من الواقع المضطرب، و يطرح التفكير العقلاني بدون هوادة، و كان يكفر بالشعارات التي من شأنها حشو الدماغ بالكلام الفارغ، كما كان دوما يحاول كشف الغرور الذي يغمر أولئك الذين يدّعون فهمهم لحقيقة التاريخ ، و سببت له كتاباته عداوة قادة الأحزاب الذين يدّعون أنهم يملكون مفاتيح المستقبل، هكذا كتب عنه غارستون بوطول، الذي قال في إحدى مؤلفاته أن جاك بريفر كان "مناضلا" ذا مواقف، فرغم عدائه له، فقد داك بريفر مع موقف "كليمونصو" حين قال: " إن من لام يقاوم يقتلع نفسه من الوجود" ، فعلا لقد قاوم جاك بريفر النظام الفاسد في فرنسا، و رؤسائها، ففي قصيدة له بعنوان: في شوارع باريس يرسم جاك بريفر لوحة سوداء للنظام الفرنسي، فيقول: " الطفل يكلّم الهذيان ومشكلات الأسرة.. الطفل يكلّم الصورة الكئيبة والأحزان الكاذبة.. الطفل يكلّم الفضيحة و المشفى والكرنفال والانقلاب العالمي.. إلى أن يقول: في شوارع باريس الطفل ويكلّم الرديء ويكلّم الحديد ويكلّم النار.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم ما كشفته الممثلة برناديت حديب عن النسخة السابعة لمهرجا


.. المخرج عادل عوض يكشف فى حوار خاص أسرار والده الفنان محمد عوض




.. شبكة خاصة من آدم العربى لإبنة الفنانة أمل رزق


.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت




.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-