الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحة جغبوب واحة مصرية

عبدالحميد سرحان عبده

2017 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


واحة جغبوب هي واحة مصرية تقع على الحدود الغربية لمصر ، بين خطي طول 24 – 25 شرقاً وبين دائرتي عرض 40- 29 و 50- 29 شمالاً ، وكان يطلق عليها في نهاية القرن التاسع عشر اسم جيرابوب بالإضافة إلى جغبوب ، عيّن محمد على باشا حاكماً عليها وفرض على سكانها الضرائب ، كما أرسل الخديوي إسماعيل المهندسين لبناء بئرين فيها ، وللواحة أهمية استراتيجية واقتصادية ودينية ، فمن الناحية الاستراتيجية تعد مركزاً عسكرياً مهماً فهي من الواحات المتصلة ببعضها البعض وهي أهم ما في مجموعة الواحات ، حيث تتصل بسيوة ، والفرافرة ، والداخلة ، والخارجة وعن طريق واحة الداخلة تتصل بأسيوط ، فالعدو الذي يحتل واحة جغبوب يهدد سيوة مباشرة ويستطيع الهجوم على مصر الوسطي والفيوم ، وبذلك يكون العدو قد احتل الحصن المصري الوحيد في حدود مصر الغربية ، ويكون بذلك قد أعد مركزاً للاعتداء على مصر براً وجواً ، وهي مركز لأية قوات قادمة من ليبيا إلي مصر العليا من ناحية سيوة ، وأما أهميتها الدينية ، فقد أقام فيها السيد محمد بن على السنوسي زاويته وأصبحت مركزاً مهماً للدعوة السنوسية ، ومن الناحية الاقتصادية ، فهي في ملتقى الطرق بين السودان وبين ليبيا وصحراء مصر الغربية وبين ساحل البحر الأبيض المتوسط ، فهي مركزاً لمرور القوافل التجارية.
وفي البداية دارت المفاوضات حول واحة جغبوب بين بريطانيا والدولة العثمانية ، وعندما قامت الحرب العثمانية الإيطالية كانت الدولة العثمانية حريصة على تأكيد علاقتها بواحة جغبوب من أجل أن يساندوها في حروبها ضد إيطاليا ، وكانت بريطانيا تشعر بأهمية الواحة ، فدارت بينهما المفاوضات حول مسألة واحة جغبوب ، على أي حال فقد دار الصراع حول واحة جغبوب بين بريطانيا و الدولة العثمانية وإيطاليا ثم أصبح الصراع بعد ذلك بين مصر من جانب وبين إيطاليا وبريطانيا من جانب آخر ، وبعد استقلال مصر بتصريح 28 فبراير 1922 م ، أرسلت بريطانيا لإيطاليا أن مسألة واحة جغبوب أصبحت من اختصاص الحكومة المصرية ، حيث انه قد انتهت الحماية البريطانية على مصر ، وبذلك أصبح الصراع حول واحة جغبوب بين مصر وإيطاليا.
وقد دارت المفاوضات بين مصر وإيطاليا حول مسألة واحة جغبوب ، وقد شُكلت العديد من لجان الحدود لدراسة الأمر ومعاينة واحة جغبوب على أرض الواقع ، وكل لجنة كانت تقدم تقريرها عن الواحة بما انتهت إليه ، وذلك منذ بداية عهد وزارة عبدالخالق ثروت، وكذلك وزارة يحيي إبراهيم باشا ، ثم من بعدها الوزارة السعدية ، والتهديد الإيطالي في كل فترة باستخدام القوة لضم الواحة ، ثم جاءت من بعدها وزارة أحمد زيور باشا، التي تنازلت عن واحة جغبوب بتوقيعها اتفاق 6 ديسمبر 1925 ، وتنازلت فيه الحكومة المصرية عن واحة جغبوب للطليان ، وفي 19 يونية 1930 تولي إسماعيل صدقي باشا الوزارة المصرية، والذي جاء ببرلمان مزور ، فكانت نهاية المطاف في هذا البرلمان المزور الذي قام بالتصديق علي اتفاق 6 ديسمبر 1925 ليسدل الستار على هذه القضية ، وتتحول واحة جغبوب القطعة المصرية الغالية إلي الاراضي الليبية، وهي حتي الان لا تزال ضمن الاراضي الليبية.
المصدر:
عبدالحميد سرحان عبده محمود، قضية واحة جغبوب في البرلمان المصري 1924-1935، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الاداب، جامعة أسوان،2016.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إسرائيل حول تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلح


.. مقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان • فرانس 24




.. ألعاب باريس 2024: استقبال رسمي وشعبي -مهيب- للشعلة الأولمبية


.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما مؤيدا لفلسطين بجامعة جورج واشنط




.. أنصار الله: استهدفنا 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي وحققنا