الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انظمة آيلة للسقوط

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يظن الديكتاتور ان دولته التي يحكمها الخوف والقمع والارهاب المؤسسي، هي دولة قوية وتحت السيطرة، يسمع فيها دبة النملة، ولا يتحرك فيها احد الا بعلمه، يعتقد هذا البائس انه بذلك قد وصل الى اقصى حدود القوة والسيطرة، وان من تحته من المستعبدين لن يجرؤوا على رفع الرؤوس مرة اخرى، ففوق كل راس سيف وفوق كل شفة اذن، والشيء الوحيد الذي شهد ازدهارا في عهده الميمون هو السجون، لا يهم اذا ضمت هذه السجون الفا او مليون، فعلى الجميع ان يصمت، وعلى الجميع ان يعرف انه لا احد آمن ولا احد كبير الا هؤلاء الذين كرسوا حياتهم لمدح عبقريته وجماله ودلاله وقوته والأهم …. انجازاته الغير مرئية.

وكلما اشتد غضب الناس ووصل الغليان لاقصى الحدود، كلما زاد من غباءه وغيه واقدم على افعال رعناء كتنفيذ حكم الاعدام على ابرياء، او وضع لاعب كرة مشهود له بحسن الخلق على قوائم الارهاب، يعتقد هذا انه قد اصبح اله ولا اله غيره، يستمر في الضرب وفي الكذب وفي التدليس ويمارس كل الجرائم التي لا تخطر على قلب بشر، لا يمانع في التنازل عن الأرض او التفريط في الثروات، فهو يحتقر شعبه، يعامله وكأنه لا يستحق ما في البلد من موارد باعتباره مواطن، ولكنه بصفته المالك الاوحد لهذا الوطن – الضائع – له وحده حق المنع والمنح والبيع والشراء والتنازل، وعليك ايها المواطن المنهوب المنتهك الا تسمع الا صوته ولا تطالب باكثر مما يمنحك اياه، وحتى لو كان الاسوأ والاعلى ثمنا في العالم.

كلما زاد هذا الكائن المتضخم حجما زاد عمى .. وداس اكثر على كافة الثوابت .. داس حتى على كلابه المخلصين الذين قضوا حياتهم في تلميع حذائه وتلميعه هو نفسه.

لقد بات هذا النظام الذي يظن نفسه قويا وفاعلا بالتجسس على خصوصيات الناس وتشويه سمعتهم والتنكيل بهم وبضربه بالقانون والدستور عرض الحائط، مجرد كيان هش تلتصق اركانه بفعل الايبوكسي، ومع اول ضربة سيسقط متفتتا الى قطع صغيرة لن يمكن جمعها مرة اخرى في صور اخرى كما حدث في المرات السابقة، فهذه المرة ستكون نهاية هذا الكيان المشوه ونهاية لكل ما يمثله من فساد وعمالة وقبح وهمجية.

بل ستكون نهايته نهاية للأنظمة المماثلة في المنطقة والتي تدعم اجرام بعضها البعض وتمد بعضها البعض بالمعلومات والتدريب واحدث وسائل التنصت والقمع والترهيب.

كل نظام يعادي شعبه ويعمل ضد الصالح العام، الى زوال .. مهما طال به الزمن .. ومهما ظن انه مانعته حصونه من الغضب الشعبي .. لن يغني عنه حصونه واجراءه من يوم الحساب القريب شيئا.

كل نظام يعتمد العمل القذر منهاج له، يشهر بمعارضيه وينكل بهم ولا يتوقف امام اي خطوط حمراء، الى زوال .. مهما طال به الأمد.

كل نظام يعتقد ان البلاد والعباد ملك خاص له ولحاشيته .. الى زوال .. مهما طال به الأمد .. فلتفرحوا قليلا .. ولتبكوا طويلا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستولتنبرغ: لا نواجه تهديدات نووية من روسيا فقط، بل أيضا من ا


.. مباحثات عراقية إيرانية في بغداد بشأن الحرب في غزة




.. الرئيس الأمريكي يستبعد التوصل قريبا لاتفاق بشأن وقف إطلاق ال


.. تواصل اشتعال الحرائق في بيريا قرب صفد شمال إسرائيل




.. غانتس: كان يجب على نتنياهو التحلي بشجاعة أكبر وإبرام صفقة تب