الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكر المتطرف في كوردستان!

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2017 / 1 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


يبدو ان عهد التعايش السلمي بين الأديان في كوردستان على وشك الانتهاء ليحل محله عهد التطرف الفكري الاسلامي، فبعض المساجد لم تعد بيوت للعبادة، بل لاعداد متطرفين دينيين على شاكلة الدواعش والأسوأ من ذلك ان رجال الدين يُمارسون دوراً سيئاً للغاية في تقويض التعايش السلمي الذي ساد كوردستان منذ أن كان الكورد يدينون بالديانة المثرائية مروراً بالأديان التي تأسست أو انتشرت كالمسحية والايزيدية واليارسانية والزردشتية. ففي تقرير للاُمم المتحدة نُشر عام 2016 أشار الى ان العراق سيخلوا من المسيحيين بحلول عام 2026 ولو اُجريت استطلاعات وبحوث اُخرى لتبين ان اليارسانيين والايزيديين أيضا سيغادرون كوردستان خلال 20 سنة المقبلة اذا ما ارتفع مستوى التطرف الديني في كوردستان.
خلال السنوات القليلة الماضية، تحديداً بعد احتلال داعش لمحافطات نينوى وصلاح الدين والأنبار شن المتطرفون من رجال الدين في كوردستان حملة ضد المسيحيين والايزيديين واليارسانيين ودعا بعضهم الى انكار انتمائهم للقومية الكوردية وضرورة محاربة عقيدتهم ومقاطعة احتفالاتهم الدينية وقد وصل الأمر الى الدعوة الى تصفية غير المسلمين ما حدا بالمسيحيين والايزيديين واليارسانيين الى المطالبة بتقديم المتطرفين من رجال الدين للمحاكمة، الا ان الامر لم يجد أذانا صاغية بسبب خشية الأحزاب العلمانية الحاكمة (الديمقراطي الكوردستان والاتحاد الوطني) من أن يؤدي محاكمتهم الى فقدان أصوات الناخبين الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية.
تشير الاحصائيات الى 300 – 500 شخص انضموا الى داعش من كوردستان ما يؤكد على انتشار الفكر المتطرف وتتمثل مصادرة في:
1 . رجال الدين المتطرفين: اذ يمارسون دوراً في نشر الفكر المتطرف في كوردستان، تحديداً بين الفئة المراهقة والشابة، تحديداً من ذوي المستوى العلمي المتدني، ويقومون بتفسير القرآن لهم على أهوائهم بسبب عدم اتقانهم للغة العربية.
2. وسائل الاعلام: رغم ادعاء حكومة الاقليم بمراقبة وسائل الاعلام، الا ان الاسلامية منها تنشر الفكر المتطرف باستمرار في محاولة لاعادة التراث السلفي الذي يمثل خطورة على التعايش السلمي.
3. مواقع التواصل الاجتماعي: أصبحت تشكل خطورة على الشباب بسبب نشر مقاطع فيديو مفبركة لغرض غسل ادمغة المراهقين والشباب ودفعهم لتبني الفكر التطرف.
4. الكتب الاسلامية: فالكتب التي تحتوي على أفكار متطرفة تلقى اقبالاً بين الكورد بسبب تشجيع رجال الدين الشباب على قرائتها.
الأحزاب العلمانية الحاكمة في كوردستان لم تتوفق في منع التطرف الديني من الانتشار، رغم معرفتها بأنها أضحت تشكل تحديداً أمام هوية الاقليم وتاريخه المعتدل، فعلى امتداد تاريخ كوردستان كان الانتماء القومي هو السائد وقد انبثقت منه ثورات وانتفاضات وحروب مع الحكومات العراقية، الا ان واقع الاقليم يخبرنا بان الانتماء الديني يحل تدريجياً محلل الانتماء القومي، بل ويقوم باضعافه، بدليل انضمام مئات من رجال الدين والشباب الى داعش أو قيامهم باعمال ارهابية في الاقليم وحثهم قوات البيشمركة علة عدم مقاتلة من يرفع شعار الاسلام والجهاد (في اشارة الى داعش) فالأحزاب العلمانية تتعامل باستحياء مع موجة التطرف الاسلامي الذي يسود كوردستان.
هنالك حقيقة هي ان الفكر المتطرف لا يرتبط بالأحزاب الاسلامية فحسب (الجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي) بل يرتبط بالدرجة الاساس بأجندات خارجية ينفدها رجال دين كورد يتخذون من المساجد نقطة انطلاق من خلال توظيف مكانتها لدى المصلين، فرغم التصريحات التي يدلي بها المسؤلون الحكوميون والحزبيون حول التعايش السلمي في كوردستان الا ان ما موجود على أرض الواقع مختلف تماماً، بدليل ان الخوف من الفكر المتطرف يمنع الايزيديين واليارسانيين من بناء دور عباداتهم داخل المدن الرئيسية (اربيل، السليمانية، دهوك، حلبجة) والاحتفاظ بها في قراهم أو بيوتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية