الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحاف الأرصفة

كمال تاجا

2017 / 1 / 20
الادب والفن


لحاف الأرصفة

مثل عين خائنة
تآمرت مع عيون ظالمة
غضت النظر
عن تدني اللهفة الأخوية
من بادرة
أي نصرة جماعية
لأغاثة المظلوم
-
ونوهت وبكل دواعي الانحلال
إلى سقوط
الروح البشرية
في فخ الإعاقة
كإنسانية تأكل لحم البشر
وتنهش بعضعها بعضاً
وخاصة بعد تحطيم
يد المساعدة
والتي انسحبت
وتردت عن عدالة
أمس الحاجة
وكشفت النقاب
عن العهر الأخلاقي
السائد الآن
من العسرة
-
هكذا انكمشت أضلعي من الأسى
وأنا ألامس بألحاظي
الخارجة كسهام مصوبة
ومن كل اتجاه
لحدقات عيوني
الجاحظة
كزلة بصر
عن إطار
مدها للنظر
نحو هذا الجسد النحيل
لطفل صغير
ينام على الطوى
منكمشاً على بعضه
كأنما ألف عصا من التأمر
على سلب معدات حيويته
من لقمة كفاف
وجرعة ماء
قامت بجلده
حد الانهاك
-
وهو يشد لحاف الأرصفة
كي يواري وجع تلويه
-
مما حدا بهذا البلاط الأصم
و الذي يتداعى
كي يحضن هذا الوخز الأليم
للإنسانية جمعاء
في حفرة قذرة
-
وعندما تتأمله
وعن قرب
على وقع الصدمة
كانهيال صفعة شديدة
على خدك
ومن يد خفية
تركت هذا الأثر المؤلم
بإنكماش أضلعك
-
وتستوعب كم أنت مشارك بالجريمة
ولو لم تمسسها يدك
وتمتلئ بنحيب الاشمئزاز
وعن آخرك
وينكسر قلبك
من ضعضعة
وتدني روح إنسانيتك
كأبن عاق للبشرية
-
وفجأة يأخذك الإجهاش بالبكاء
وتجد نفسك تتجشأ
أنفاس الحياة
وكأنما تقضي نحبك

كمال تاجا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?