الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوج الشهامة

طارق المنيظر

2017 / 1 / 21
حقوق الانسان


أهدي هذه القصيدة البسيطة التي سطرت أحرفها بدم قلبي المنكوب إلى زميلاتي وزملائي الأساتذة الذين ذاقوا مرارة الظلم وبشاعة مجتمع يُقتل فيه الإنسان ببطء شيديد ومثقل وتداس فيه كرامة الأستاذ تحت أقدام أعداء العلم والمعرفة ببشاعة انتحار.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بقلم طارق المنيظر

هتفوا بقول أبكى عيون الورى شغفا وبات منه أبا المختار بجانب الحيل ملتفتا
أتى على قلوب الضعفاء وفي يده سكاكينُ فلم تمسي إلا وهي من طعنه ألما
حسبنا به الواحد القهار الذي على حتفه قادرٌ ومعه من لمراسيمه قد أقبل طربا
فقالوا قضوا من أماتوا الأستاذ نحبهم وأركبوا من تمسك بالعلم مركبا وعِرا
عاقبوا كل من هتف في وجههم غضبا وكذا من لزم سكتةَ كالصبح عندما يقبل مرتحلا
لكن الأستاذ حط الرحل بساحة فيها أبطال مصرون على الإقدام ثم السفرا السفرا
فوالله ما أكثر من هذه الحرب شراسة يخوضها من لزم منصب المعلم برا ولا بحرا
ومن يخطوا بجانب المعلم خيانة يؤمل مبتغاه وصولا يلق تأميله إلا خسرا
سار الأستاذ والمعلم فجر الناس باسمه هاتفةَ تود لو كان البشر كله للتعليم منتهجا
على مثل هذا المعلم تبكي الناس حواسرا وجهه غدا من الشهامة يلفت النظر ويبهر البصرَ
وتبرز رايات النصر روافعا ليلقين عون ندب شياطين الغدر صبرا
تراقب الجماهير النصر كأنها ترقب الهلال قبل تبديه أو القمر لما يمسي أُفولا
فحرب الأستاذ إذا أرخت ملابسها هيبةً ترى قلوب العدو مُلِئت حزنا وذعرا
فالمعلم عاش في معروفه كل مفتقرٌ زمانا فولى للفتنة وللنار مضرما ومنبعا
يباري رياح الوعي بلسانه مرسلات فيمطر من فمه كلاما أرقى لا امتنانا ولا نزرا
ولو جاز في الشرع السجود للمعلم لكان أستاذ الكرامة بالسجود له أحرا
أتدري يا مسؤول أن المعلم الذي اغتصبت تغرد العصافير لصيته الذي فاق الأفقا؟
فلا تحسب موت المعلم واحدا بلا أحد بل ماتت معه الدنيا وتبدد الضوء من بعده قطعاً
ستبكي اليوم على حتفه أطفالٌ ملأ جفونها لأنها بضوء المعلم كانت لا تجوع ولاتتعرا
فمنهم من كان بدونه جاهلا وبه خصاصة لكن بقدومه بات الكل يرى فيه أبا حنونا مشفقا
وآسفاه عتى اليوم الدهر على المعرفة خذولا فباتت نجوما أزال الظلام من على وجنتيها البدرا
لكن تأكد يا من ظلمت ببشاعة رسولا أنه حتى وإن غاب فقد ترك من معارفه أنهارا
ألا ترى أن هؤلاء قد بنوا بوحدتهم حصنا صعب على الأعداء إفنائه حتى وإن أفنيت الدهرا
وفي البكاء اليوم شفاء لكل من بات يذوق مرارة الظلم أو يريد أن يرفع راية الشرا
أيا أهل الكرامة تعزوا عن الذي ظلمكم بالذي بقي لكم من نفس النضال تنالوا أجرا
امتثلوا لمبادئكم التي ارتضيتم تحظوا من الله بجزاء ولا تنتظروا من الذي خان العهد أجرا
ودونكم سيمسي العلم كله رمادا كذبا تذكرة خلى بها فوج العز على قلوب الأعداء جمرا
حباكم بهذه الميزة من وهب للرسل عرشا وإن قل الأشراف مكانةً وضعفوا رمزا وعزما
عقلية فكر الشريف للقلوب مخلصة وعقيلة ولست أرى إلا تفانيكم لمهتكم لها مهرا
بها رثينا ذاك الأسد الذي صمد للعصا صبرا مقاومٌ مرابطٌ لا يسمو لوصفه الشعرا
قوامنا بما ملكنا من سحاب الصبر عزيمة وسنضل نُرثى كما ترثي الخنساء بشعرها صخرا
كفا الأبطال افتخارا بما كسبوا في المعارك ربحا وإن كان الظلم أمسي على قلوبهم حجرا
لقد كانوا حِسانُ الشيم بهم درب العلم أُنيرَ ذوو عقلٍ لا يبتاعون بالمعرفة ذهبا ولا صفرا
سيلبسون ثوب العز والشهامة للعلم راية رغم الأعداء فالعلم عندمهم أمانة في الدنيا وفي الآخرا
طارق المنيظر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين