الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لليبرالية الجديدة

يسار دريوسي

2003 / 2 / 13
العولمة وتطورات العالم المعاصر


 

تردد في العقد الماضي كثيراً استخدام كلمة عولمة وتدويل والعالم قرية كونية صغيرة إلى آخر ما هنالك من تسميات ثبت ويثبت يوما بعد يوم أنها لم توجد إلا لتكديس الثروات في أيدي حفنة ممن يسعون بشراسة لفرض حريتهم وسلب حرية الآخرين.
حريتهم في تحريك أموالهم أنى شاؤوا دون ضابط وحريتهم في فرض قوانينهم وعقوباتهم على من يجرؤ حتى على مجرد التفكير بمعارضتهم هذه الحرية التي تسلبنا ابسط حقوقنا كبشر في العيش والطبابة والضمان الاجتماعي والتعليم هذه هي رؤية الليبرالية الجديدة المتوحشة للحرية.
حريتهم في أن يسحقوا الآخرين بشعارات يلونوها كيفما شاؤوا.
 لو ألقينا نظرة سريعة على بعض الأرقام الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 1997 نرى الآتي:
- يعاني 800 مليون شخص من الجوع و500 مليون من سوء التغذية المزمن.
- يموت سنويا 17 مليون شخص بسبب أمراض معدية يمكن شفاؤها ببساطة (إسهال - ملاريا - سل....).
- أما في تقرير عام 1998 نجد انه يتحرك بفضل عولمة رأس المال يوميا 2000 مليار دولار جيئة وذهابا في أسواق صرف العملات بهدف المضاربة.
إذا استطعنا فرض ضريبة 4% على الأفراد الـ 225 الأكثر غنى في العالم نحصل على مبلغ 40 مليار دولار فيما لو تم استثمارها لمدة عشر سنوات فسيكون لدينا ما يلي:
- يحصل جميع سكان الأرض على الماء الصالح للشرب (عدد المحرومين من الماء الصالح للشرب 1,3 مليار إنسان) ويحصل الجميع على التعليم (لدينا مليار أمي) ويحصل الجميع على الرعاية الصحية والتغذية (يعاني أكثر من مليار شخص سوء التغذية والأنيميا) وتحل مشاكل الصرف الصحي وتحصل جميع النساء على الخدمات الصحية المتعلقة بالحمل والولادة.
 لا تظنوا أن المبلغ السابق هو رقم خيالي فهو لا يشكل سوى أضحوكة مقابل ما يصرف على أمور ثانوية فمثلا في عام 1997 صرفت أوروبا لوحدها 17مليار لإطعام حيواناتها الأليفة و50 مليار ثمن سجائر و105 مليارات ثمن مشروبات كحولية بينما صرف العالم 400 مليار ثمن مخدرات و780  مليار نفقات عسكرية و1000 مليار للدعاية.
(تقرير الأمم المتحدة الإنمائي لعام 1998، 40 /71)
بعد هذه الفظائع ألا يحق لنا أن نسأل إلى أين سنصل بهذا الشكل من العولمة؟ هذه العولمة التي بشر بوش الأب بأنها ستحمل العدل و الديمقراطية واحترام الإنسان فماذا وجدنا: ارتفعت نسبة الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر في دول شرق أوروبا من 4% عام 1988إلى 32% عام 1994 وارتفع عدد الفقراء من 14 مليون إلى 119 مليون منهم 60 مليون في روسيا وحدها لن نستغرب ذلك إذا ما علمنا أن ما ينفق على خدمة الدين العام يبلغ ما بين ربع إلى ثلث ميزانية الحكومة ولو انفق نصف ما يدفع لخدمة الدين على الرعاية الصحية لامكن إنقاذ حياة 300 طفل و16 أم يتوفون في كل ساعه يومياً عند الولادة.
لسنا ضد العلم والتقانة ولسنا ضد ثورة الاتصالات التي تخدم البشرية نحن مع التطور الذي  يخدم الإنسان لا الذي يجعله عبداً.
لذلك ولكل ما سبق نعلن وبأعلى أصواتنا:
- لنعمل من أجل شطب ديون العالم الثالث والحصول على عالم أكثر إنسانية.
- لنعمل من أجل بيئة نظيفة ومن اجل ضمان صحي واجتماعي وتعليمي لائق.
- لنعمل من أجل رفض وصفات الليبرالية الجديدة وصندوق النقد الدولي.

***********

البديل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق استراتيجية -النصر الشامل- ضد حم


.. شكري حذر خلال اتصال مع نظيره الأميركي من -مخاطر جسيمة- لهجوم




.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح | #رادار


.. الجيش الإسرائيلي: طائرتان مسيّرتان أطلِقتا من لبنان تسقطان ف




.. حرب غزة.. مصدر فلسطيني مسؤول: السلطة الفلسطينية لن تدير معبر