الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باركا ..... لا تحرقوا أولادنا

عبد الحق لشهب

2006 / 1 / 11
حقوق الانسان


مرت شهور على المناظرة الوطنية للتشغيل ومازالت أفواج العاطلين بدون عمل و لا شيء تحقق مما قيل و ما يقال .لذلك قام خمسة من حاملي الرسائل الملكية قصد التشغيل بإضرام النار في أجسامهم ، بعدما صبوا عليها البنزين .بعدما تبين لهم أن السياسة المتبعة من طرف الدولة لا يمكنها إلا أن تنتج مزيدا من التهميش والقمع والفقر وتفاقم الأمراض والبطالة والهجرة السرية. إن معضلة التشغيل ليست بحاجة إلى مناظرات بل إلى إجراءات عملية جريئة ومستعجلة، ومنها: استخلاص ما يفوق 13 مليار دولار التي رصدتها لجان التحقيق، كجزء ضئيل من الأموال المنهوبة بالمؤسسات العمومية والشبه العمومية، واستثمارها في الميادين الإجتماعية والتنموية. مع وضع حد لتفويت أراضي الدولة، لصالح الخواص والشركات الأجنبية من طرف شركة "صوديا"، وتوزيعها على شكل تعاونيات للمعطلين. خلق مراكز جهوية متعددة التخصصات في البحث-التنمية تستقطب الأطر الوطنية المعطلة من دكاترة ومهندسين. واحداث مناصب للشغل بالعالم القروي في إطار خطة وطنية مدققة الأهداف والمراحل تتوخى رفع الحصار على البادية وتحويلها إلى أقطاب للتنمية قادرة على استقطاب الكفاءات البشرية. وضع صندوق وطني للتعويض عن البطالة يحد من هول كارثة الهجرة السرية وممارسة الدعارة وترويج المخدرات.وضع برنامج وطني طويل الأمد في مجال محو الأمية الأبجدية والتقنية، يؤطره المعطلون حاملو الشواهد.توقيف القمع والتهميش ضد إتحاد الأطر العليا وتوقيف الممارسات التي تهدف إلى تشتيت صفوف الدكاترة والمهندسين المعطلين وجعلهم عرضة للمناورات الحزبية الضيقة والوعود الكاذبة.
لقد فقد العاطلون الثقة في الحكومة من جراء موروث ضخم من التصريحات المضروبة والوعود البراقة فكل حكومة عند توليها المسؤولية تعلن عن قائمة طويلة من الوعود وتلعب بمشاعر العاطلين ولكن سرعان ما تتبخر هذه الوعود وتصبح كالسراب وبالتالي انعدمت الثقة ولم تعد أفواج العاطلين تصدق أي وعود حتى وإن كانت نية الحكومة صادقة.

إن التنمية تستلزم إزالة جميع المصادر الرئيسية لافتقاد الحريات: الفقر و الطغيان، و الحرمان الاجتماعي و الاستبداد السياسي، وأن تتوخى مشروعا تنمويا يكون محوره الإنسان و كل قوى المجتمع المنتجة و المبدعة و المشاركة في مختلف أوجه الشأن العام. التنمية في تصورها الإنساني و الحضاري هي التي تسخر أغراضها و مقاصدها لخير الإنسان و لخدمة المجتمع، و اعتماد منهجية التلازم و التناغم بين الاقتصادي و الاجتماعي. ذلك أن القرن الواحد و العشرين يؤشر على ميلاد نموذج اقتصادي جديد يقوم على خلق العقول القادرة على الابتكار. الأمر الذي يؤدي إلى خلق أسباب الغنى و الثروة أكثر من الصناعة.
إن المرحلة القادمة من مسيرة التنمية الشاملة تتخذ من العناصر غير الاقتصادية بمقاييس التطوير النوعي للعنصر البشري و صقل ملكاته و مهاراته أكثر من النمو الكمي للقطاعات الفلاحية و الصناعية و الخدماتية.
إن حادثة إضرام النار في أجساد العاطلين تجعل صورة المغرب في وضعية لا تحسد عليها أمام المنظمات و المحافل الدولية و نقطة سوداء تسجل في تاريخ حكومة ادريس جطو و مصدر تأجج نار الاحتجاج لدى صفوف العاطلين و الفقراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية