الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قامشلية , قامشلو , نصيبين الجديدة ,أم قامشلي............ دلالات التسمية , وخلفيات الموقف ؟

عصام حوج

2006 / 1 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يلا حظ منذ سنوات في مختلف المنابر خطاب قومي متشنج ذو طابع ارتدادي مشوب بالحذر من الآخر القومي, أوفي أفضل الأحوال يأتي في إطار العتب على ذلك الآخر في سياقات متعددة ( تاريخية وراهنة, و حتى قضايا هي في حكم المستقبل ) ويمكن قراءة مثل هذا الخطاب لدى مثقفي مختلف الانتماءات القومية بلا استثناء ( العربية, الكردية, الآشورية, ......) وغالبا ما يتحدث هؤلاء بالضمير الجمعي, وكأن كل منهم ناطق مطلق الصلاحية باسم القومية التي ينتمي إليها والملاحظ إن هذه الكتابات بعد احتلال العراق, وأحداث القامشلي تأخذ جانب الحدية وصولا إلى اتهام الأخر القومي والتصادم معه في الآراء بالترافق مع دفاع أعمى عن الانا القومية بكل مافيها من غث وسمين فالاْنا القومية تتورم كلما ازداد الفعل ورد الفعل وهذا ما يؤسس لوعي مشوه قد يفضي إلى خيارات كارثية لاحقا, وإذا كان العديد من هذه الأقلام تطرح أحيانا أسئلة صحيحة فان الإجابات غالبا تكون خاطئة, والإجابة الخاطئة في المشهد السياسي الراهن - بغض النظر عن النيات- تضع حتى تلك الأسئلة الصحيحة موضع الشك......
إن مثل هذا المشهد الثقافي والسياسي يتطلب دراسة جدية وبحس عال من المسؤولية الوطنية والديمقراطية, لا سيما انه يتزامن مع أحداث متلاحقة شبه يومية محلية أو إقليمية تضيف تعقيدات جديدة إلى ماهو معقد أصلا ومتشابك إلى درجة كبيرة
اعتقد إن المدخل لأية قراءة موضوعية تتعلق بهذه القضية يجب أن تنطلق من الحقائق التالية:
- إن قضايا القوميات والأقليات القومية إقليميا ومحليا قضية قائمة بحكم الحقائق الموضوعية, وعدم الاعتراف بوجودها, وبأي أسلوب كان لم ولن يغير من حقيقة الموقف شيئابل سيفتح الباب لتعقيدات جديدة
- إن الجذور التاريخية لهذه القضايا بلا استثناء تعود إلى الحقبة الاستعمارية, وما أفرزته من حدود وخرائط تنسجم مع مصالحها الاستراتيجية, بعد أن وعدت الجميع وخذلت الجميع في آن واحد مع الإشارة إلى انه وجد عند مختلف القوميات من تجاوب مع سياسة العصا والجزرة الاستعمارية, سواء بشكل صريح أو مواربة
- إن هذه القضايا استمرت و بمستويات مختلفة عبر ممارسات الأنظمة المتعاقبة وأضيف إليها ما أضيف من إنكار وجود وتمييز قومي عبر العديد من السياسات والممارسات المقيتة لتنتج واقعا محتقنا قابل للانفجار في أية لحظة, فلم تحل الإشكالات العالقة عبر الأساليب الديمقراطية بأفقها الوطني, مما أدى بالبعض إلى البحث عن حلول خارج الإطار الوطني كرد فعل عفوي وخاطىء على المظالم المتلاحقة والمستمرة مما هيىء التربة الخصبة لدخول قوى على الخط محاولة تجيير ردود الفعل هذه لتوجيه الوعي الجمعي إلى مسارات خاطئة
- إن هذه الوقائع تفسح مجالا رحبا أمام المشروع الأمريكي (الجديد ), المتكامل مع مشروع قوى النهب والفساد والاستبداد في إطار سياسة- تعكير الأجواء للا اصطياد فيها- ومحاولة تحويل الصراع من- كونه في الجوهر -صراع طبقي إلى صراع قومي بين شعب وآخر ( حرب طبقية ملوثة كما يسميها د.طيب تيزيني ) وقودها الآلاف المؤلفة من العاطلين عن العمل والمهمشين, وصولا إلى العبث بالخرائط وما يعنيه ذلك من إمكانية إشعال صرا عات عرقية, ومن هنا فان حل هذه القضاياباعتبارهاجزء من قضية الديمقراطية في كل بلد هي مهمة وطنية بامتياز, ناهيك عن عدالتها وكونها حقوق مشروعة , إن الاعتراف بهذه الحقوق ليس كما يتصور البعض تفكيك لهذه البلدان بل هو العكس تماما تحصين لها وهي السبيل الوحيد لقطع الطريق على القوى الانعزالية التي تعلق الأوهام على المشروع الأمريكي إن وجدت . ما يهمنا هنا هو النسخة السورية لهذه الحمى
وإذا توخينا الدقة والتحديد وتسمية الأشياء بأسمائها من خلال عرض بعض النماذج من المواقف المتعلقة بالموضوع قيد الدراسة نجد تشابها كبيرا بين النقيضين المفترضين على صعيد بنية الخطاب واتكائه على الاوهام وقراءة الظواهر قراءة سطحية خارج دائرة التحليل والاستقراء والاستنتاج والمنطق العقلي كشروط ضرورية لأية قراءة منهجية علمية ومسؤولة, ففي ظل هذه المعمعة, واللغو تضيع كل الحقائق التاريخية التي تؤكد بلا جدل, حقيقة العيش المشترك القائم على ضرورة الإقرار بوجود الآخر, وجملة الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الجميع في الإطار الوطني, وحسب تحليلنا فان آراء صلاح بدر الدين الكردي, هي نسخة عن آراء تركي الربيعو العربي, في نوعية الخطاب ومستوى التفكير, فهذا يغذي ذاك, والأول يقدم المبررات والأعذار للثاني, إنها حمى التعصب القومي المعدية التي أصابت كل من لا يرى ابعد من انفه, ولكي لانتهم بالتجني لنقرأ معا ما كتبه صلاح بدر الدين في خضم أحداث القامشلي وعندما كانت وسائل الإعلام الرسمية تشحن الشارع العربي وتقدم له الأحداث على إنها مؤا مرة كردية انفصالية انبرى المذكور من كردستان العراق ليرفع سقف المطالب الكردية في سورياالى الفدرالية أو الحكم الذاتي على اقل تقدير, وإذا أخذنا هذا الموقف الطارىء بمعناه الدلالي ( مكانا وزمانا) هل يمكن القول الاانها خدمة مجانية لمن أمر بإطلاق الرصاص على مواطنين عزل بحجة المؤامرة الانفصالية الكردية المزعومة ؟؟
أما الوجه الآخر لعملة الحمى القومية تركي الربيعو يقول وبلهجة تعميمية

(عقدت حلقات الدبكة الكردية في معظم المدن الحدودية أبتهاجاً بسقوط النظام العراقي، ولم يأبه الأكراد بالمشاعر الوطنية والقومية للأكثرية الساحقة من العرب في المنطقة المعادية للاحتلال)
إن هذا التعميم الذي يلجأ إليه السيد الربيعو, في تصوير فرح الأكراد هي على ما يبدو إحدى ضرورات ( عدة الشغل ) أي إثارة المشاعر القومية التي يلجأ إليها المثقف المأزوم الباحث عن من يصفق له فيركب موجة عفوية الجماهير ناسيا أو متناسيا دوره التنويري كمثقف , وإلا لماذا لم يذكر المذكور بلاغ المثقفين الأكراد السوريين في الأيام الأولى ضد الحرب واحتلال العراق وضد التهديدات الأمريكية لسورية.؟...ولماذا لم يذكر المظاهرة التي أقيمت في مدينة الحسكة بدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في اليوم الثاني للتدخل الامريكي في العراق ضد الغزو والتي شارك فيها مئات الأكراد والسريان والعرب؟.....
وكنموذج آخر على عدوى تلك الحمى هي تلك التسميات التي تطلق مؤخرا على المدن الجز راوية للدلالة على أحقيتها لهذه القومية اوتلك فالقامشلي اسمها ( قامشلو) حسب الخطاب القومي في صيغته الكردية و( قامشلية ) لدى بعض المثقفين العرب ,وهي ( نصيبين الجديدة) للدلالة على سريانيتها بينما مع العلم إن تسمية هذه المدينة السورية المتعددة القوميات هي تسمية تركية ولا علاقة لها باللغات الثلاث مع احترامنا للثقافات القومية بلا استثناء
إن تعليق الأوهام على المشروع الامريكي خطأ استراتيجي لاشك , كما إن سياسة التمييز القومي خطأ استراتيجي ,و كلاهما وجهان لعملة واحدة ومن أراد أن يقف حقا ضد الولايات المتحدة ومشاريعهاو احتلال العراق والتهديدات ضد سورية عليه أن يكون ضد التمييز القومي بكل مظاهرها وتداعياتها ليقطع الطريق على كل محاولات الاصطياد في الماء العكر ومن أراد أن يكون ضد التمييز القومي حقا عليه ألا يصبح عرابا للمشروع الأمريكي القادم تحت مسمى الديمقراطية وحقوق الإنسان .............. وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر