الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب... استعادة الدوله وبداية غروب العولمة

بدو محمد ألهياس

2017 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يتسائل الكثير ما اذا كان ظهور شخصيه مثل دونالد ترامب، وفوزه برئاسة أكبر قوه على هذا الكوكب، ظاهرة غريبة وطارئة، ام انها نتيجه للمسيرة التي بدأت عند نهاية الحرب الباردة. لقد حصلت تحولات كبيره في عالمنا خلال العقود الثلاثة الماضيه، تقدم هائل في مجال العلوم والتكنولوجيا،
وثورة في عالم ألأتصالات. كانت نتيجة هذا التحول الى جعل العالم قرية، ليس فقط في العالم ألأفتراضي والتكنولوجي، بل تناول مفهوم الدوله والحدود والخرائط، وشهدت ألأعوام الماضية سيرا حثيثا نحو دمج الامم والثقافات تحت يافطة العولمة. لكن هذا ليس كل شيء، فقد نتج عن المؤتمرات وألأجتماعات، توقيع معاهدات وأتفاقيات تعزز هذه المسيرة، أهمها كانت اتفاقيات تحريرالتجارة الدولية من كافة القيود، كان من نتائجها فائدة لدول مثل الصين وألمانيا، وضرر بالغ لدول أخرى. يعتبر دونالد ترامب ان الولايات المتحدة ألأمريكية هي ألمتضرر ألأول من هذه المعاهدات، كان نتيجتها هجرة لشركات كبرى مثل ابل و فورد بحثا عن تكاليف ادنى، يكون المستفيد ألأول منها الصين، وضحيتها الخزانة ألأمريكية.
لقد كانت لهذه الثورة العلمية أثار ثقافية وأجتماعية اخرى، تبدل فيها وجه العالم وتغيرت كثير من القيم، وتم تجاوز كل الخطوط المحرمة، كان ابرزها شرعنة المثلية الجنسية من قبل العديد من البرلمانات، من ألولايات المتحدة الى أوروبا، وقد شهدنا في العام الماضي زواج رؤساء حكومات و وزراء، من اصدقائهم الرجال، وأتخذت المثلية راية لها تضم كل الوان الطيف الشمسي، وتم رفع هذا العلم فوق البيت ألأبيض لمدة يوم كامل. وفي المقابل رفع الكرملن راية تحتوي على صورة اسرة من رجل وأمرأة و اطفال، في اجابة على البيت ألأبيض ذات مغزى لاتخطأه عين. هذه المسيرة التي قطعها الغرب والسائرين على خطاه، بعيدا عن القواعد التي قام عليها العالم القديم، وكسرا لنواميس الطبيعة، من حيث ان البشر ذكر وأنثى، وشعوبا وقبائل... لغات وألوان، دول و رايات و أعلام، يريد السائرين فيها صهر هذا كله وصناعة عالم مدجن لاملامح له ولا هم له غير اشباع الغرائز.
بدأ ترامب حملته ألأنتخابيه ليجيب على كل هذا ويهاجمه بكل ما اوتي من قوة، دون مجاملة أو مواربة، ولم يتنازل عنه بعد انتخابه. لقد رفع شعار لنعيد امريكا عظيمة، وهي اشارة الى أن أمريكا لم تعد كذلك، وقد جنحت عن السكة التي بدئها الرواد ألأوائل وفي مقدمتهم ابراهام لنكولن. جنحت بسبب هذا التغير الهائل في منظومة القيم، وهذا التعدي على المنظومات المجتمعية بأسم العولمة، ومحاولة تحويل ألأنسان الى كائن داجن، يستهلك مايقدم له مما يشبع غرائزه، يقابله نضوب فكري، حيث لم يشهد العالم انتاجا فكريا يمكن مقارنته بما انتجه رعيل القرن العشرين.
لقد كان من نتيجة مسيرة االعولمة، ان تنهض من جديد النزعة الحمائية للادارة الامريكية الجديده، و وعودا بألغاء اتفاقيات التجارة، او أعادة صياغتها، وهو مايعني وضع المسمار ألأول في نعش العولمه.
لقد كان لافتا تأييد ترامب لأنفصال بريطانيا عن الاتحاد ألأوروبي، ووعدها بمزيد من الدعم، حيث ستكون تيريزا مي أول من يجتمع بترامب. بريطانيا هي ألأخرى التي كانت من الخاسرين من مسيرة دمج الامم وأنكار الهوية والسمات الوطنية، وهي ألأمبراطورية التي سادت كوكب ألأرض لقرن من الزمن. وجدت نفسها على حد سواء مع رومانيا وبلغاريا و دول أخرى، حالها مثل حال ذلك الحاصد الذي القى بمنجله في نهر دجلةمن احد جسور الموصل بعض ان اعطاه صاحب العمل اجورا مساوية لأمرأ’ أسمها (شَذْبًهْ) تعاني تخلفا عقليا وجسديا، قائلا: لن اعمل في الحصاد بعد اليوم، مادامت يوميتي و يومية (شَذْبَهْ) متساوية.
اذا فعل دونالد ترامب ما وعد به اثناء حملته ألأنتخابيه، فأن وجه العالم سوف يتغير، وستغادر كثير من الوجوه، وستجري كثيرا من المياه، وستتغير كثيرا من مراكز القوى وبؤر الصراع. الا اذا حصل ماحصل لكينيدي او ل نيكسون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة