الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخائن الغريق في مستنقع الأفخاخ

صلاح الدين مسلم

2017 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


كانت تغريدة حاكم دبي على تويتر: "تركيا غدرت بنا وتسبّبت في فشلنا في السيطرة على سوريا" بادرة من بوادر اليقظة العربيّة الثانيّة التي تشابه يقظة البستاني والعريسي والأفغانيّ وسواهم قبل قرن من الزمن، وباتت تداعيات انهيار المنظومة الأردوغانيّة في منطقة الشرق الأوسط تشابه تداعي سلطنة عبد الحميد الثاني وتداعي مشروع جمال باشا السفّاح في بلاد الشام، بعد انهياره في معركة الترعة - البابيّة، فالهزيمة النكراء لجمال باشا في حرب الترعة تشابه هذه الهزيمة النكراء التي يتلقّاها جيشه في مدينة الباب التي اختصرت الثورة السوريّة، حيث وضع العدوان التركيّ كلّ بيضه في حملة الباب التي لم يستطع إلى الآن من الدنو من أسوار المدينة بعد أكثر من شهرين، إذْ يبدو أنّ شهر العسل التركي قد انتهى بمقتل الأمير التركماني الداعشيّ، وكأنّ هناك مدّاً وجزراً في العلاقات التركية الداعشيّة، إذْ أنّ السعوديّة وقطر قد أرسلت رسائلها إلى أردوغان الذي خان محوره من خلال حاكم دبي.
فقد أضحت حميميم المركز الرئيس للقاءات التركيّة الروسيّة، وهذا ما لا ترضى عنه السعودية وقطر ودول الخليج العربيّ، ولا يمكن لدول الخليج العربيّ أن تبقى صامتة لخليجها العربي الذي يتحوّل يوماً بعد يوم إلى خليج فارسيّ، وهم ينظرون إلى العلاقات التي تجمع ما بين دول تركيا وروسيا وإيران والعراق، وهو المعسكر المعادي المفترض للطرف السنّي الذي نصّبوا فيه أردوغان زعيماً عليه إلى أن خانهم بعد أن فضّل معاداة الكرد وإن كان على حساب زعامة الإسلام السياسيّ السنّي.
من هنا نستطيع القول: "لقد أجبر الكرد حكومة حزب العدالة والتنمية على كلّ هذا، أجبروها على عدم التوازن، والتخلّي عن حلم السلطنة العثمانيّة، وبات كلّ همّها الكرد، والكرد فحسب، سواء في باكور أو روج آفا أو باشور، أو حتّى في المرّيخ.
لقد أقرّ أردوغان بفشله من خلال اتفاقه مع العبّادي الذي ظلّ يستصغره عندما بدأت الحملة على الموصل، إلى أن استسلم له من خلال جولة يلدرمإلى العراق وإقليم كردستان وإعطاء الوعود بإخراج قوّاته من بعشيقة، بشرط أن تُخرِج القواتُ العراقية قواتَ الكريلا من شنكال، وكأنّ قوات الكريلا قد جاءت إلى شنكال بأمر من الحكومة العراقيّة، ولا يضع بباله أن الكلّ بات يستهزئ به، بعد أن فقدوا الثقة بهذا الخائن الذي خان فريقه، فكيف سيثق به بوتين والعبّادي وروحاني والأسد...؟!
يظن ذاك الخائن أنّه سينجح في الآستانة، مع أنّ الجميع بات يدرك أنّه فخّ منصوبٌ للدولة التركية الفاشلة من كلّ النواحيّ، فبعشيقة فخّ، والآستانة فخّ، والباب فخّ، وحميميم فخّ... وقد غرق في مستنقع أفخاخ الكراهية للكرد التي أعمته وأفقدت بصره وبصيرته، فالحقد القومويّ يقوده، وتلك الأبواق قد ملّت من وعود هذا الخائن، الذي ظلّ يعتذر لكلّ من أهانه، لبوتين مرّات، والآن للعبّادي، وقبلها للأسد وروحاني، إنّه مهزلة التاريخ الذي يكتب نفسه في الصراع ما بين ديمقراطيّة المجتمعات وعنجهيّة الدولة القوميّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف