الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية الليبرالية والشعبوية وهواة شراء البضائع الستوك .....

عارف معروف

2017 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


اعلن فوكوياما "نهاية التاريخ " غب انهيار الاتحاد السوفيتي و" موت الماركسية ". وردد ما حسبه احتذاءا لهيجل ، وهو الذي أ كد انه تلميذه : ليس بعد اليوم من تاريخ فالديمقراطية الليبرالية انتصرت انتصارا نهائيا ، ليس كمرحلة اوتشكيلة اجتماسياسية عابرة وانما كصيغة مثلى ونهائية توصل اليها البشر ، وسيواصلون العمل عليها دون ان تظهر تحديات جادة في وجهها . وسيكون التاريخ ، بعد اليوم، تراكما لوقائع لا ترتفع الى مستوى التحديات الجذرية على صعيد التشكيلات الاجتماعية والبنى السياسية .
لقد قوّض فوكوياما ، في الواقع ، محتوى الديالكتيك الهيجلي ، بتأكيده على حتمية تاريخية اخرى بدلا من الحتمية التاريخية الماركسية التي كانت طوال قرن من الزمان ، تقريبا ، موضوعا لنقده ونقد كل مدارس وتيارات الفكر الرأسمالي والليبرالي .
ومنذ اكثر من عقدين عملت جامعات ومراكزبحوث واعلام الغرب ، كلها ، على الترويج للديمقراطية الليبرالية كحقيقة نهائية مستعيرة وصف فوكوياما في ان الامر يشبه عربات تتجه الى مدينه معينة ، قد تتعطل بعضها ، وتتأخر اخرى، وتتيه ثالثة، لكنها ستصل جميعا ،وحتما ، الى ذات المدينه، والفرق في مدة وأوان الوصول لا اكثر.
لقد غضّت هذه الدعاية النظر عما افرزته الديمقراطية الليبرالية من تحديات مميته خلال بضعة عقود اهمها الفاشية والنازية وكانت انتقائية في امثلتهاوتصادر على المطلوب، كما كانت تتهم الماركسية مثلا . وقد عملت وتعمل هي واتباعها في منطقتنا، عل اساس ان الديمقراطية الليبرالية واساسها المتمثل في الاقتصاد الحر ، قدر حتمي وكلمه اخيره في مسيرة البشرية ومن هنا هاجمت وتهاجم الدولة الوطنية ، الاقتصاد المخطط ، القطاع العام ، السياسات الحمائية ....الخ داعية الى فوضى " خلاقة " تحطم كل هذه البنى والمرتكزات لتنبعث من خلالها بدائلها المناسبة لها ولاحتكاراتها ولوكلائها المحليين.
ان الشعبوية الراهنة ، التي ارتفع قدحها في الولايات المتحدة وتمكنت من تولية " ترامب " على سدة الرئاسة ،والتي تجد لها ، اليوم اصداء ، في اوروبا وفي ارجاء اخرى من العالم .... قد تدشن بدايات لتحديات كبيرة ومميته تخرج من رحم الديمقراطية الليبرالية كما خرجت وصعدت النازية في ثلاثينات القرن الماضي... وحينذاك ستكون " بداية لتاريخ "جديد ...عكس ما استبشر به السيد فوكوياما وتبعته جوقة المروجين لذات الفكرة ... ومعهم اتباعهم وتلاميذهم هنا، في العالم العربي والعراق ....اولئك التلامذة الخائبون ، الذين كانوا ، دائما ، مستهلكين ومهللين لما تعرضه محلات البضائع الاجنبية من ستوكات حتى بعد نهاية مواسمها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما الذي ((يرهم)) معنا؟؟؟؟
علي عدنان ( 2017 / 1 / 23 - 17:49 )
الذي افجع بلدنا وابكى شعبه واجاعه طوال سنين هي هذه الفوضى
بعد 63 جاءت مافيا متسلحة بالاشتراكية كذبا اذاقت شعبنا المر وقتلت خيرة شبانه ونساءه ورجاله وفتيانه
بعد 2003 جاءت مافيا اخرى تدعي الدين والتقوى فافقرت شعبنا واذاقته القر والموت
لم تكن هناك اية تجربة اشتراكية للشيوعيين الشرفاء
ولم تكن هناك اية تجربة للبرالليين الدمقراطيين الشرفاء
كانت هناك تجارب كارثية لبعثيين فاشيين او متاسلمين حرامية ولافرق بين الاثنين بتاتا

اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا