الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الحكام الكورد في التآمر على شعوبهم

آزاد آميدي

2017 / 1 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


دور الحكام الكورد في التآمر على شعوبهم
* منذ مطلع القرن العشرين والشعب الكوردي يسير من فشل إلى آخر ، ومن هزيمة إلى أخرى ، ويزداد جهلا وتخلفا، وفقرا ، وضياعا حتى وصل بنا الحال إلى ما نحن فيه من أوضاع مزرية تبشّر بمزيد من الهزائم والكوارث إذا لم يستيقظ المواطن الكوردي من سباته ، ويفجّرغضبه في ثورات شعبيّة تطيح بالأنظمة القبلية الإستبدادية وبرؤوس الفاسدين " لكي يتمكن من القيام بدوره في حكم نفسه من خلال نظام ديموقراطي علماني دستوري يعطيه حريتّه ويعيد له كرامته وانسانيته ، ويطّبق التعدّدية السياسية ويمارس الحكم على اساس التداول السلمي والديمقراطي ، ويحترم ويحمي التعدّدية الدينية ويحارب التزمّت والتعصّب ويطبق مبدأ فصل الدين عن الدولة ويمنح السلطة القضائية كل الحرية والاستقلال في اتخاذ القرارات دون التدخل من اية جهة سياسية وبعيدة عن كل الضغوطات ، ويستثمر الثروات والموارد في تصنيع وتطوير الوطن والمواطن .
ما حدث ويحدث في وطننا الكوردستاني من كوارث منذ بداية القرن الماضي ليس إلا إستحقاقات لقيادات سياسيّة قبليّة دينية فاسدة وفاشلة لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية والعشائرية والحزبية واستمرار حكمها . قيادات عجزت عن قراءة واقع أوطانها وأخفقت في تطويرها وبنائها ، وفشلت في تعاملها مع القوى السياسية الكبرى المؤثرة في توجيه العالم مما جعل من وطننا الكوردستاني هدفا سهلا للدول الإستعمارية للانقضاض عليه وتشتيته والتلاعب بمصيره وزرع روح العداء بين مكوناته السياسية والدينية والطائفية , الحكام الكورد أساتذة في خداع وتضليل شعوبهم ومبدعون في وسائل قهرهم وإذلالهم . إنهم هم المسؤولون عن ما حدث في وطننا من هزائم ونكبات ونكسات لأنهم هم الذين تعاونوا وما زالو يتعاونون مع الدول التي تمارس سياسة الابادة ضد الشعب الكوردي مثل تركيا وايران والعرب خدمة لهذه الانظمة , ووقّعوا معها المعاهدات والصفقات التجارية لإستعمار الشعب الكوردي وجعله عبدا ذليلا ومنقسما على نفسه وكل فصيل يكن العداء ضد الآخر مقابل حماية تلك الدول لهم ولعوائلهم وقبائلهم واحزابهم الحاكمة وحماية مصالحهم، وتآمروا مع اللد اعداء الكورد ولعبوا دورا هاما في ضياع الوطن الكردستاني، وأفشلوا جميع المحاولات التي تسعى الى وحدة الخطاب والصف الكوردي وأوّلها افشال كل المحاولات لعقد المؤتمرالقومي الكوردستاني الموحد ليكون المرجع الشرعي لحل الخلافات بين الفصائل الكوردية ويكون جدارا صلبا يتصدى مؤآمرات الاعداء، وان البعض من المسؤولين والحكام شجّعوا الخلافات بين هذه الفصائل تنفيذا لاوامر الاعداء، ومزّقوا النسيج الإجتماعي للشعب الكوردي واضاعوا كل الفرص لنيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
لقد أفسدوا كل مؤسساتنا وعقول شبابنا او جعلوهم وليمة لأسماك القرش في البحار، ومارسوا الحكم بالحديد والنار ، وحرمونا من أبسط حقوقنا وجعلوا من شبابنا وقودا لحروبهم العبثية ، وأذلّونا بظلمهم وطغيانهم وجبروتهم ، وزوّروا تاريخنا ولوّثوه بأكاذيب عن بطولاتهم وبطولات أجدادهم ، ومارسوا وشجّعوا المذهبية والطائفية والحزبية والعشائرية والخلافات الدينية والسياسية ، ونهبوا ثروات الأمة الطائلة ، وأمعنوا في حبك الموآمرات ضد بعضهم البعض وقتل مواطنيهم وتدمير ألوطن .
* لقد فعلوا هذا وأكثر منه بكثير وما زالوا يدّعون بأنهم يعملون من أجل حماية الوطن والمواطن ، والمحافظة على قيمه وثقافته ، وحماية مكتسباته السياسية وصيانة مقدّساته الوطنية ، ويحكمون شعوبهم بالعدل ! ما زلت اسمع واشاهد ما يدعيه بعضهم في أحاديت متلفزة ومقابلات صحفية بأن " قادة دول أجنبية معجبون بديموقراطيتهم يسألونهم عن كيفة نجاحهم في حكم شعوبهم ! " أو قولهم لمواطنيهم " بأنهم محسودين ومستهدفين من الأعداء ! " هذه نماذج من الأكاذيب الكثيرة المكشوفة هدفها الضحك على الذقون التي يستخدمها الحاكم الكوردي في خداع المواطنين وتضليلهم .
* الذي يحدث الآن من كوارث ومآسي ومعاناة وقتل وتهجير وممارسة سياسة الابادة والارض المحروقة من قبل الانظمة التي تحتل كوردستان لا يمكن لأيّ أمّة حيّة ذي كرامة أن تتقبله ، ولا لأي حاكم او مسؤول مخلص لوطنه وشعبه أن يفعله ، أو يرضى به ، أو يبرّره ويستمر في الحكم إلا في وطننا الكوردستاني المنكوب الذي حولوه الى ساحة حرب خدمة لمصالح اعداء الكورد . حكامنا فعلا فلاسفة في استخدام الخداع ، والنفاق ، والمحسوبيّة ، والرشوة ، والفساد والإفساد في الحكم وتخريب العقول، وفي تغييب وتهميش شعوبهم وقهرها والتآمر عليها وتدمير حاضرها ومستقبلها . كل هذا مارسوه لقرن من الزمن وما زالوا يحكموننا ويسبّح الكثير منا بحمدهم ! لو كنا شعبا واعيا ومثقفا لكان من المستحيل أن يحدث لنا كل هذا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في