الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد الساحل الأيسر بأيام

واثق الجابري

2017 / 1 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


أعلنت القوات العراقية؛ عن تحريرها الساحل الأيسر للموصل؛ مركز محافظة نينوى، والذي يشكل أكثر من 60%، وتبقى الإحتمالات والتكنهات قائمة؛ بين قراءات إيجابية وسلبية بدلوها؛ قبيل إنطلاق ما تبقى من محافظة نينوى وبالتحديد ساحلها الأيمن.
دخلت العملية العسكرية شهرها الثالث، وكل المؤشرات تجتمع على انها الحرب الأنظف بمواجهة عدو لا يملك ذرة من القيم والأخلاق.
إنطلقت عمليات قادمون يانينوى قبل أكثر من 90 يوم؛ لتحرير المدينة وتطهيرها من الإرهاب، وشاركت في العملية كل القوات العراقية بمختلف صنوفها من جيش وشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب وحشد شعبي وبيشمركة ومتطوعين من نينوى، وطيران جيش وتحالف دولي، وتحررت آلاف الكيلومترات في غضون أيام، وبسرعة مذهلة اربك العدو بإندفاع فاق التصورات.
في الأيام الأولى عملت القوات العراقية على إحداث صدمة داعش، وما أدى الى الإنكسار والإنهزام؛ إلاّ أن العدو تنقل من مدينة لآخرى بحجز المدنيين وإتخاذهم دروع بشرية؛ لمنع الإستهداف من القوات العراقية، ومن ثم نقل هؤولاء الى مناطق ذات كثافة سكانية لعرقلة القوات الأمنية، وتحصين الساحل الأيمن بمفارز أكثر من الأيسر رغم الفرق الشاسع بالمساحة وطبيعة الأيسر ذات الشوارع المفتوحة، وإستخدام أساليب التعويق بمئات السيارات المفخخة والإنتحاريين والتفخيخ، وتعطيل التقدم بقصف المناطق المحرر؛ لإشغال القوات المحررة بالقضايا الإنسانية والنزوح وإسعاف الجرحة والنساء وكبار السن.
إن القوات الأمنية العراقية؛ إستوعبت الدرس وتمرست وبدأت فعالياتها بالتصاعد، وهذا ما كسر المراهنات التي ضخمت توقف العمليات لبضعة أيام ومن ثم إنطلاق المرحلة الثانية، ولكنها إستطاعت أن تستدرج داعش ويضن أن الساحل الأيسر خط صده الأول، وطلبت من المدنيين البقاء في منازلهم؛ للحفاظ على حياتهم ومنع التفخيخ الجماعي للمنازل؛ فدفع داعش بكل قوته وكبار قادته، وأستنزف أمكانياته المكشوفة، ومقاتليه الذين بايعوا بيعة الموت، وبذلك إستطاعت قوات عسكرية تقليدية من تحرير أحياء كبيرة خلال ساعات؛ ناهيك عن قوى النخبة التي حررت أحياء واسعة وفتحت ثغرات، وأكتشفت مئات مخازن الأسلحة، والنقلة النوعية بعد تحرير جامعة الموصل حيث وجد فيها 20 معمل للتفخيخ ومعلومات مهمة ومراكز سيطرة، وبهذا التحرير يبقى الساحل الأيمن أكبر المراهنات، ولن يكون كما يصوره الإعلام ومن يراهن على حتمية النصر الذي بدأت القوات العراقية تتلمس حقيقته.
مساحة الساحل الأيمن تبلغ 200 كم مربع، و 650 ألف مواطن، وفيها المدينة القديمة وبعض الأزقة الضيقة، ومركز المحافظة وقيادة العمليات والبلديات وأغلب المؤسسات الحكومية.
لا تشكل الأحياء الضيقة والقيمة؛ إلاّ ما يقرب 30-40% من الساحل الأيمن، والبقية محاطة بطرق كثيرة ومنافذ ومساحات مفتوحة، وهذا ما يسمح لإستخدام السلاح الثقيل والطائرات، والمهم في كل الحالات؛ أن الساحل الأيمن سقط عسكرياً؛ كونه محاط من ثلاثة محاور بالنهر الذي تقف عليه القوات العراقية، ويبقى المحور الغربي، وجزء قليل من الشمال والجنوب الغربي، وفي ذات الوقت إندافع للقوات العراقية، وإنكسار لدى داعش الذي فقد سلاحه وأبرز قادته، وبعد الساحل الأيسر ستكون هزيمة خاطفة في الأيمن وإندحار وقتل في تلعفر لما تبقى من كبار قادته، ولن تطول المعركة وسترون بأيام أقل من عدد الاصابع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر