الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا إدلب؟

يوسف أحمد إسماعيل

2017 / 1 / 26
مواضيع وابحاث سياسية



في سياق الأزمة السورية، والمصالحات والهدن والاتفاقيات جرى ترحيل المعارضة المسلحة وحاضنتها، من أطراف دمشق وريفها وحمص وحلب وأخيرا من وادي بردى، إلى محافظة إدلب! فغدا السؤال ملحاً، لماذا إدلب؟!
في خريطة الأزمة السورية تمتاز إدلب بأربع سمات، هي على الشكل الآتي:
1ـ تُعدّ بوابة الشمال السوري الذي تسيطر عليه قوى متعددة ؛ فصائل كردية، درع الفرات ، قوة تركية، داعش، بالإضافة إلى القواعد العسكرية الغربية.
2 ـ مجاورتها لتركية، إلى حدّ تداخل حدودها مع الحدود التركية من بوابة لواء اسكندرون ، وخاصة في منطقة حارم و"باب الهوى" في "سرمدا"
3ـ هي الوحيدة التي سقطت، ريفاً ومدينةً، في يد المعارضة المسلحة.
4ـ هي محافظة ذات طابع ريفي. وكما هو ملاحظ فإن الحراك السوري، بغض النظر عن التحولات التي جرت في السنوات الخمس الماضية، كان يحمل طابعا ريفياً، إذ انحدر بشكل عام من فئة المهمشين؛ وحتى مظاهره في المدن الكبيرة كحلب ودمشق تمركزت في الأحياء الفقيرة والمكتظة والعشوائية والمهمشة كجوبر والحجر الأسود والميدان والقدم في دمشق، وكصلاح الدين والهلك والسكري وبستان القصر والصاخور في حلب.
وفي إطار تموضع القوى الدولية المتصارعة في سورية تشكِّل إدلب وريفها، مع امتدادها الشمالي بمحاذاة الحدود التركية، حزاماً أمنيا ًلتركية ضد تشكيل الإقليم الكردي الانفصالي، خاصة أن الفصائل التي تسيطر عليها هي فصائل معارضة مدعومة من تركية، أي أننا في المحصلة مع الوجه الآخر لقوات درع الفرات المدعومة بشكل مباشر من تركية ! واطمئنان تركية لهذا الامتداد على حدودها، يجعل منه جزءا من وثيقة التفاهم التركي ـ الروسي الذي برز مؤخراً. ولا يشكل ذلك التموضع قلقاً للدول الأخرى كإيران والغرب. فالغرب غير حريص على تهديد تركية حليفهم في الأطلسي، خاصة أن القواعد الأمريكية امتدت من تركيا، الآن، إلى شمال سورية، بعد دعمها للفصائل الكردية المقاتلة، وشكّل حضورها هناك نقطة توتر دائمة. أما إيران فلا مصلحة لها بإدلب وريفها وفي رفض ذلك التفاهم، لأن مصالحها تتمكرز في دمشق والساحل المتوسطي والقلمون، وتلك الجغرافية هي بيد حلفائها، النظام السوري وروسيا وحزب الله.
أما بالنسبة إلى النظام في دمشق، وبغض النظر عن الرغبات والشعارات، فإن إمكانية العودة إلى الوراء، بمعنى السيطرة على كامل الأراضي السورية، ستبقى حلماً إلى أن تنشأ ظروف دولية جديدة تنسحب فيها القوى المتصارعة من الأرض السورية أو تنتصر لصالح النظام ورغباته فقط، وهذا بعيد المنال في الواقع الآن، خاصة أن القرار بشأن مستقبل سورية لم يعد بيد القوى الداخلية المتصارعة لأنها جميعا بما فيها النظام رهنت سيادتها لمالك الدعم العسكري، المباشر وغير المباشر.
لذلك كله بدت إدلب المنفى السيبيري التركي السوري الإيراني، وعلى أساس هذا التفاهم تتوقف آلة الحرب في صورتها الأساس ( نظام ـ معارضة مسلحة) ويذهب جميع الأعداء بتحالف جديد إلى المحادثات لوضع النقاط على الحروف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات