الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحتوي كل تلك الحثالات الفاشية ... ؟

داود البصري

2003 / 2 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                               

أحاديث .. وتسويات .. وصفقات .. وتختلط الإشاعات بالحقائق لتشكل جزءا من الصورة العامة الضبابية والمشوشة للمشهد العراقي الذي إختلط فيه الحابل بالنابل ، وحيث إنكشف النظام البعثي الفاشي رغم شراسة خطوطه الدفاعية الدولية بدءا من النازيين في ألمانيا وليس إنتهاءا بالقتلة الروس مرورا  بالخبث الفرنسي الموروث ؟ وليس في ذلك أدنى غرابة .. أليس النظام البعثي هو ناطور متميز من نواطير الغرب ، وحيث عمل حثيثا وطيلة أكثر من ثلاثة عقود لتكسيح الأمة العربية من الداخل ، وتدمير كل مقومات السيادة والإستقرار والسلام ؟ فلما حانت لحظة الحقيقة وتغيرت الإستراتيجيات الدولية بانت الوجوه على حقيقتها ، وشمر ( الفوهرر ) الألماني الجديد الهر شرويدر عن ساعديه ليحاول إصطناع وتلبس دور إنساني لايليق بالألمان ولايليق بشركاتهم التي كانت المورد الأكبر لصناعة الموت البعثية ، فيما يحاول القيصر الروسي الصغير ( بوتين ) أن يجد لمافيا الروسية مكانا في المولد الأممي لشفط الشعوب ؟ ويحاول شيراك تصنع دور القيادة الأوروبية ذات البعد الدولي ؟ وكلها أدوار بائسة لممثلين لم تعد مسرحياتهم الهابطة تقتع أحدا ؟ المهم أنه من بين ركام التصريحات و ( العفسة ) الدائرة في المنطقة ، خرجت إحتمالات عن ملامح لتسوية إقليمية لانعلم مقدار مصداقيتها تقتضي بإجبار النظام الفاشي على التنحي والخروج سالما غانما وبما خف وزنه وغلا ثمنه من العراق مع حفنة من القتلة والأوغاد إلى حيث اللجوء الأبدي والإستراحة الخالدة  في دولة عربية ما أشيع أنها مصر ولربما تتغير للمغرب ولربما تكون غزة فهي بلد الحبايب والمعجبين ؟ وحتى اللحظة ليس هنالك أشياء ومعلومات مضبوطة وكل ماأعلن عنه قد يكون سيناريوهات إفتراضية مبنية على خيالات صحفية وقد تكون معلومات مستندة لوقائع وإرهاصات ميدانية ؟ .. المهم أن كل التحركات تجري وكأن ليس هنالك شيء إسمه الشعب العراقي ؟ وتبديل الأنظمة أضحى مثل تبديل الأحذية ؟ والشعوب المبتلاة بتلك الزمر من الحكام هم آخر من يعلم بل لايحق لهم مناقشة الموقف وإلا طبقت عليهم قوانين الطواريء والخيانة الوطنية العظمى ؟ فلم تعد شعوبنا زمر من البشر بل أضحت قطعانا من الأغنام يتلاعب بها الفاشيون وسقط المتاع كيفما شاؤا وأنى شاؤا وماعلى الشعوب إلا إنتظار الفرج من أصحاب الأمر والنهى ؟ أليس في ذلك مهزلة وأي مهزلة ؟ والمعارضة العراقية هي أيضا وياللعار آخر من يعلم ووفودها تجوب الآفاق ولاتعلم ميخبيء القدر الأسود لها؟ فعليها أن ترضى بالنصيب وترتاح مع الحبيب كما قال الرفيق المناضل جورج وسوف ( حفظه الله ورعاه)!! ، أما الحكومات العربية فهي ( طرطميس ) لاتعرف الجمعة من الخميس ومشغولة لشوشتها بمهرجانات التسوق وببطولة صقر المارشال محمد المكتوم الذي إستطاع أن يصطاد غزالا في بر دبي !! لتعلن أمة العربان عن نصرها الكبير ، فيما زعيم حزب ( خدا ) اللبناني آغاي نصر الله يردد بيت الشعر الذي قاله اللعين عمر بن سعد ( أحد قتلة الإمام الحسين ) عليه السلام ... إملأ يابو عدي ركابي فضة أو ذهبا ... إني قتلت السيد المحتجبا؟؟؟

و( ياحلاوة ياجدعان ) على المشروع التسووي الثوري .. خروج صدام وخمسين من عصابته القتلة نحو القاهرة وهم محملين بالمليارات المسروقة وبدماء مئات الآلاف دون حسيب ولارقيب ؟ من سيقبل بهذه القسمة الضيزى ؟ ومن من أبناء وخصيان العوجة سيكونون هم الخمسين المبشرين بالإستقرار في أم الدنيا وعاصمة المعز ؟ بل من من العواصم العربية ستقبل أن تحتضن كل تلك الحثالات الفاشية التي ترفض جثثها وجيفها حتى الكلاب السائبة ؟ وعلى أي أساس يكون إقتسام الإرث العراقي ؟ وهل المليارات المسروقة من بقية إرث صبحة طلفاح المسلط أم أبو عزت أبو الثلج أم تراها من بقية أموال المستعرب الناكر لأصله ومجرم الحرب طه الجزراوي ؟ من يضمن تلك التسوية لو كانت حقيقية ؟ وهل سيهنأ القتلة اللصوص بما حملوا ؟ هل هنأ شاه إيران بأمواله وهو يطرد من مستشفيات الدنيا كالكلب العقور ؟ وهل هنأ موبوتو الزائيري بأموال زائير المسروقة قبل أن يتسرطن ويدفن في المغرب كأي حيوان نافق ؟ وهل إرتاح ماركوس الفيلبيني بمنتجعه الفاخر ؟ فكيف سيترك شعبنا كلاب العوجة ولصوصها تهنأ برغيد العيش فيما الشعب يأكل الحصى ؟ وأي عدالة في تلك التسوية المفترضة ؟

يقينا إن تلكم السيناريوهات هي للإستعراض الرومانتيكي قبل أن تتكفل قوى شعبنا الحية بجرجرة كل السفلة والطغاة نحو ساحة العدالة لتنال قصاصها العادل بيد الشعب الذي أذلته وحطمته وأرواح الشهداء الخالدين لن ترضى عن ذلك بديلا ... فمن لحوم القتلة ستشبع كلاب الدنيا ... ولاعزاء للقتلة المجرمين الأوغاد .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتيل وجرحى في انهيار مبنى بمدينة إسطنبول التركية


.. مبادرة شابة فلسطينية لتعليم أطفال غزة في مدرسة متنقلة




.. ماذا بعد وصول مسيرات حزب الله إلى نهاريا في إسرائيل؟


.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل




.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان