الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة لفهم الازمة .

بلال المزوغي

2017 / 1 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ن العالم يسير بخطى ثابتة نحو القيم التبشيرية للأنسان الأخير الفوكايامي ،و هذا الإنسان الذي ظل يسجل حضوره ضمن مقومات الطرح الريكاردي لعالم دون قيود ،اي عالم السلعة المعولمة بمختلف تمظهراتها و تطبيقاتها في المستوى الثقافي و الاقتصادي و السياسي ،و رغم أنتصار ماركس للأممية ضمن البيان الشيوعي و أسس الأقتصاد السياسي الذي يضع الشيوعية حتمية تاريخية خاصة في كتابه رأس المال الذي لولا مساعدة آنجلز المادية لما أتممه و هنا درس جديد للرفاقية . أن ماركس الذي جعل من الأشتراكية الطوباوية الفرنسية أشتراكية ذات صبغة علمية تتمحور حول أسس الجدلية المادية منذ مرحلة المشاعر البدائية وصولا الى المجتمع الشيوعي ،و هنا يكون السؤال حول مدى امكانية تحقق القيم الماركسية بأعتبارها حتمية تاريخية خاصة في ظل التنظيرات المعاصرة لعالم الأمبراطورية بالمفهوم النغري (انطونيو نغري )ضمن مشروع بيوسياسي عالمي على شاكلة الأنسان الأخير ؟
أم أنه زمن الأزمة او لنقل زمن الخيبة و ليس هذه أنهزامية أو ترف برجوازي تقوده برجوازية صغرى بل يجب الوقوف على فشل الماضي و تحليله تحليل موضوعي على أساس علمي أو لنقل يجب أن ننظر الى الماركسية كعلوم نقدية و فلسفة تقوم على التفكير المستمر بما يقتضيه السياق التاريخي أولا و ما تقتضيه المناهج النقدية الجديدة العلوم المعاصرة , و مايقتضيه النص الماركسي من تجديد و تطويره و لا يعني دلك التنصل من جوهر الايديولوجيا بل عقلنتها بما يخدم السياق التاريخي و ليس أدلجة التاريخ اي أدلجة المعارف و لعل العلوم الجديدية للبنيويين قد جعلت من الماركسية منهج اكاديمي علمي يتداخل فيه الاجتماعي و السياسي و الثقافي و لعل من أبرزهم الماركسيين الجدد و رواد الحركة النقدية الماركسية امثال جورج لوكاتش و رولان بارت .لوسيان غولدمان و غير دلك امتدت رؤيتهم النقدية من كتب قرامشي و الرؤية النقدية لمدرسة فرنكفورت .
لقد انتصرت النظرية الماركسية في مستوى بنيتها النظرية و حاصة في تفسيرها للمرحلة البدائية و بداية فهم الطبيعة و لعل حالة الانتصاب البيولوجية اي homo erectusقد انتصرت للمادية التاريخية في مستوى ظهور العبودية كمرحلة تاريخية ,ولعل استمرارية الفلسفة المادية تعود لمنهجها العلمي لكن يجب النظر اليها دائما كسياق تجديدي منفتح على متغيرات العصر و متجدد خاصة في ظل ما يشهده العالم اليوم من نمو و تصاعد الاصوليات في المجتمعات العربية و بوادر تنامي اليمين المتطرف في فرنسا مع لوبان و فشل سيريزا في اليونان اضافة الى المتغيرات الاخرى الجديدية التي تعيدنا الى السؤال حول ماهية الازمة و مدى مشروعية التغيير و يوتوبيا الجمهرة ,و هل ان الاشكال يكمن في أزمة الايديولوجيا ام أنها أزمة فهم و تاويل من الماركسيين ,على كل حال ان عالم ما بعد العولمة يجعلنا نفكر دائما في الايديولوجيا ومدى تجدرها في عمق الشعوب اي عمق الهوية و الاستيعاب و لعل هدا يظل غائبا في بلداننا العربية التي لم تفارق الزعاماتية العسكرية او حكم الاصوليات سواء قبل ما يسمى بالربيع الغربي او بعده حيث أن اللحظة المفارقة للتغيير اعادتنا الى مرحلة ماقبل المجتمعات اي اصبحنا نناقش في قضايا اعتقدنا اننا تجاوزناها بل حسمناها لكن لا حظنا تجدرها في الشيطان الخفي للانا الدي سيظل حاضرا في كل متنفس قومي او ديني او اي فضاء للانا الحقيقي الاصولي و النتغلف بغطاء التمدن و الحداثة ,
ان فشل اليسار العربي يعيدنا الى السؤال الجوهري لمفهوم الايديولوجيا اي قرائتها على اساس العلوم المعاصرة و السياق التاريخي و خاصة خصوصيات الشعوب الدي أكدها سمير أمين في تحليله للمجتمعات الافريقية و الأسيوية ,و نترفع عن خندق المؤامرة اي استيعاب النقد كضرورة و حتمية علمية للتجديد خاصة في ظل لعبة الديمقراطية و عالم الانتكاسة العمالية و الاجتماعية و القيم التنشيرية لنهاية التاريخ.
يتبع ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟