الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرائم الشرف وثقافات الشرق

توفيق آلتونجي

2006 / 1 / 12
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


((سيعملون على قتل أسماء..))

((سيحرضون الصبي على قتلها..))

((حسن سيقتل أمه..)) يشار كمال

الدكتور توفيق آلتونجي من السويد: عندما وصل المهاجر الشرقي الى بلدان المنفى ولاول مرة جلب معه كل شئ من ثقافة وعادات وتقاليد واعراف وسلوكيات وترك الوطن "المكان" فقط ورائه وهو اليوم يعيش حياة منعزلة في ضواحي المدن الاوربية عادة وقد فشلت جميع البرامج الحكومية في اوربا لتقديم مشاريع وبرامج جدية يسهل عملية اندماج هؤلاء المهاجرين في المجتمعات الجديدة لا بل ازداد عزلة العديدين من هؤلاء بعد ان تفشت البطالة بينهم مما حدى بهم تقديم النقد و الاتهامات الى المجتمعات نفسها من مؤسسات رسمية وغير رسمية بكونها وراء الحالة العقيمة التي وصلوا اليها في حين ان العديدين يرون في بلدانهم الاصلية اوطان لا يمكن وحتى يستحيل استمرار الحياة فيها وتبقى المنفى احسن الحلول بين مجموعة من البدائل السيئة.

ان الثقافة المرتبطة بالنظام الابوي في بلدان الشرق ليس لها علاقة بالدين الاسلامي وسيرة المؤمن فقط بل هي عادات وموروث في نظام معقد من الاعراف والتقاليد التي ترجع الى اصول قديمة ممتزجة بالثقافة البدوية والمجتمعات الجبلية المنعزلة والبعيدة عن حضارة المدن ومتناقضة مع ثقافات الحضر والمدن والامصار وتلك الارث الثقافي الممزوج بافكار العديد من العقائد السماوية انتج ثقافة شرقية ترى في "الانثى" وما تفعلها "عيب" يلطخ بالعار جبين الرجال وتاتي بالمذلة لعشائرها واقومها وعاداتها الاصيلة القادمة مع رمال الصحراء وتحط من قدرهم ومنزلة عائلتهم. ولسنا ها هنا لتقديم النقد الى هذا النوع من السلوك الانساني الذي يكون فية رد الفعل الانساني نتيجة لتراكمية وضغوط اجتماعية وعقائدية يمكن ان ندعي بان العلم والمعرفة والمنزلة الثقافية للمرء تبقيان في حيرة وتناقض امام ذلك الموروث الثقيل فنرى ان العديدين وتحت طائل الخوف من "العار" ينزون او يتركون ديارهم هربا كي لا يجمعهم مكان مع الاخرين فيلتقون فينالون قسطا كبيرا من اللوم كلاميا او بالغمز واللمز والاشارة وامور اخرى تصل الى درجة التهديد واستخدام الكلام البذيئ وربما يصل الامر ان ياخذ احدهم من الاقرباء زمام الامور ويدع مسدسا في يد احد شباب العائلة الحمقى ليغسل عار العائلة بقتل "البنت" في اكثر الاحيان وبالدرجة الاولى وقد يصيب نفس المصير الشاب كذلك فيغيبهم الاعراف الى ابد الابدين. بالتاكيد لا تزال العائلة مقرا يرتاح اليه النفس ويطمئن الوجدان ولذا فان الثقافة الجماعية "نحن" اي الانتماء الى الجماعة ثقافة شرقية تعززها الانعزال في المجتمعات الغربية وتؤكد اهميتها متحولة الى هوية انتمائية تصل الى درجات التطرف احيانا لا بل كونها المكان الامن وملاذ للشرقي. فتراه يبتعد عن الاندماج في الحياة الغربية بينما يكون الشباب خلال فترات معينة مهوسون بالثقافة الغربية في حين جماعة منهم ولتاكيد انتمائهم الشخصي يختارون الانطواء تحت راية الشرق وخيمتها الكبيرة فنراهم يعتمدون لهجات خاصة وملابس خاصة ويغيرون هيئتهم وسلوكهم وقد يتطرف البعض ويبدا بتقديم تفاسير ظلامية للعقائد السماوية وتحت تاثير احد الدعاة ليضيف معنى مقدسا لجميع افعاله وسلوكه الشخصي حتى الشريرة منها. بينما نرى ان العديدين من رجال الفكر يختارون الصمت والسكوت امام هذه الظاهرة خوفا وتقية.

ان تكوين العائلة من الامور المهمة في مستقبل الانسانية جمعاء وان العائلة بتكوينا حصانة كافية لاستمار الحياة الطبيعية بين الزوجين وهي عقد اجتماعي مقدس بين طرفين حرين يتعاهدون على المضي معا وتحمل المسؤلية مشتركا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تفاصيل مفجعة عن شبكة لاغتصاب الأطفال عبر تيك توك ف


.. دور قوى وجوهرى للمرأة في الكنيسة الإنجيلية.. تعرف عليه




.. اغنية بيروت


.. -الذهنية الذكورية تقصي النساء من التمثيل السياسي-




.. الحصار سياسة مدروسة هدفها الاستسلام وعدم الدفاع عن قضيتنا ال