الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السادسة لثورة 25 يناير.. رمزية ميدان التحرير

يونس أعناجي

2017 / 1 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يعتبر ميدان التحرير، أكبر ميادين القاهرة في مصر، سمي في بداية إنشائه بميدان الإسماعيلية (نسبة إلى الخديوي إسماعيل)، ثم تغير إلى "ميدان التحرير"، نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919، ثم ترسخ الإسم رسميا في ثورة 23 يوليو 1952.
من الناحية السيميولوجية، يرمز ميدان التحرير إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، منها بدأت أحداث ثورة 1919، ومظاهرات 1952 ضد الاحتلال الإنجليزي، وثورة الخبز في 18 و 19 يناير عام 1977، ومنها أيضا ثورة 25 يناير.
ومن الناحية المورفولوجية، يمثل ميدان التحرير، مركز القاهرة، والتي تتفرع عنه أهم شوارع العاصمة (الإسماعيلية، البستان، طلعت حرب، التحرير، قصر النيل...)، والتي تشكل الشرايين التي تضخ الروح والحياة في الميدان (القلب النابض للقاهرة). ومع ثورة 25 يناير « تحول الميدان من حيز مادي يعرف حدود مجموعة من المباني إلى حيز ديناميكي التغير والتأثير»[1] (علي عبد الرءوف، 2012).
أما من الناحية الديناميكية-الاحتجاجية، فميدان التحرير لم يكن فراغا جامدا سلبيات بل كان تجسيدا لعملية دينامية متجددة. خاصة عندما « انتقلت فكرة الثورة من الحيز الرقمي العام على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى حقيقة هادرة وجاذبة آلالاف من الشعب المصري لاحتلال ميدان التحرير»[2] (علي عبد الرءوف، 2016).
ولعب ميدان التحرير دروا محوريا في الأيام الأولى للثورة لأنه أصبح موضوع النزاع بين قوات الأمن المركزي والمتظاهرين. وينطبق الأمر على يوم "معركة الجمل"، حيث أصبح الميدان ساحة الصراع بين رموز النظام (البلطجية) والثوار. ومن ثم فإنه يمكن القول « إن الثورة في بعدها الرمزي كانت صراعا من أجل "تحرير" ميدان التحرير »[3] (آية نصار، 2011).
إضافة إلى كون ميدان التحرير مجالا عاما، جسد الدينامية الاحتجاجية أثناء اللحظة الثورية، فهو كذلك، كان عاكسا لخليط من الهويات التي تؤكد التعددية التاريخية للشعب المصري. ومزيجا اجتماعيا من الاختلافات الطبقية والدينية والايديولوجية والسياسية... وبهذا شكل ميدان التحرير تلك الصورة المتكاملة والمنظمة لمصر لكل المصريين.ووصفت هبة رؤوف عزت ميدان التحرير (إبان اللحظة الثورية)، بالعاكس لتحولات الوطن، و مشهدا فارقا في تاريخ الوطن والأمة.
وأخيراً، فإن ميدان التحرير يكتسب رمزيته السياسية، من الدلالة التاريخية، و ارتباطها الرمزي بالتحرر والاستقلال،ثم الدينامية الاحتجاجية التي جسدها الفاعلون (الإقامة في الميدان)، والمزيج الاجتماعي لمختلف التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية.

المراجع :
1- علي عبد الرءوف، « التحرير ميدان وشعب.. تأملات عمرانية في الثورة المصرية»، مجلة الدوحة، على الرابط : (http://www.aldohamagazine.com).
2- علي عبد الرءوف، « الفوضى العمرانية الخلاقة في فضاءات مدينة القاهرة بعد ثورة 2011: جسور النيل وميدان التحرير»، مجلة عمران للعلوم الاجتماعية والانسانية، العدد 18 –المجلد الخامس-، خريف 2016،ل ص: 58.
3- آية نصار، « رمزية ميدان التحرير »، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أبريل 2011، ص: 7.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتداء واعتقالات لطلاب متظاهرين في جامعة نيو مكسيكو


.. مواجهات بين الشرطة الأميركية وطلاب متظاهرين تضامناً مع غزة ب




.. Colonialist Myths - To Your Left: Palestine | أوهام الاستعما


.. تفريق متظاهرين في تل أبيب بالمياه واعتقال عدد منهم




.. حشد من المتظاهرين يسيرون في شوارع مدينة نيو هيفن بولاية كوني