الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افطار حزين غداة الهروب من بشارة الخوري.

حيدر كاظم زاهدي

2017 / 1 / 29
الادب والفن


وتمتمت نجمة في اذن جارتها..لما رأتها وجنت لمرآها:
اتلك من حدثت عنها عجائزنا؟! وقلن ان مليك الجن يهواها؟!
بتلك الكلمات لم يستطع السيد منير ان يتمالك نفسه ليجد نفسه هارباً من قاعة الاونسكو في بيروت ..
يزداد بعداً ، فيخفت الصوت ، لتبتدأ الذكريات في شق طريقها محله ..وكأنها كتيبة بلشفية تجتاح القصر الشتوي
بل ابعد من ذلك ..هنا يغيب القوزاق عن الحراسة ، لتحل محلهم (سارا) الانسة ذات ال30 ربيعاً ، لتكون حارساً خائناً للذاكرة..
يجلس في كرسي سيارته الرينو في صبيحة فيبراير 1961 فيشعر بشيء من الأمان ، وكأنها هدنة بسيطة ، طرفيها الشجن والشجن ، يبحث في فواتير الكهرباء والماء المتراكمة في بجانبه بمحاولة يائسة للهروب، يدير محرك السيارة ليتجه نحو مديرية الجباية الخاصة ببلدية المدينة ، يفتح المذياع ليجد نفسه مطارداً من قبل بشارة الخوري مرة اخرى : جفنه علم الغزل ..
جفن من ؟ جفن سارا التي أهداها الوطن سرداباً ؟! ام جفن الوطن الذي اهدانا لهذه الدنيا مثل كلمة بليدة في قاموس متهرأ ، الى أين أأخذ هذه الاسئله؟
‎قل لمن لام في الهوي ، هكذا أحسن قد أمر
‎إن عشيقنا ... فعذرنا أن في وجهنا نظر
هكذا تنتهي الاغنية ، بالوقت نفسه يقف الجمهور مصفقاً بالمسرح المتروك بمشهد يستمد من الكلاسيكية اناقتها ، ويسأل ابن ابيه عن سر لمعان عينيه : الم تقل لي في كل مرة نبكي فيها تنطفأ نجمة في السماء؟
-نعم .
-اذاً؟!
-ليس بالضرورة ان تكون البربرية كلمة سيئه، فقد أطلقها الرومان على كل من لا يتناسب وثقافتهم.
هكذا نفى التهمة التي وجهها له ابنه الذي لم يفهم شيئاً مما قاله الاب : ابي انت تقصد ان عينيك اللامعتين ستحل محل النجوم التي اطفأت بسببك؟!
-نعم.
ينتهيان عند احد باعة المناقيش في الشارع المقابل لمسرح الاونسكو يقدم البائع العصبي لهما طبقين ..
-ما سر عصبيته يا ابي؟!
-انظر الى سباطه وستعرف ، فهو يشتري واحداً مقابل كل ثلاثة لابنه ..
-اسف ، اضنيتك بالأسئلة
-يمسح رأس ابنه بابتسامة ابوية (ولا يهمك )..
-اثناء مغادرتهما : اهلًا منير الم تخبرني بأنك ستحضر الندوة الشعرية؟!
-بلى حضرتها لكنني كنت بالصف الاخير
يبدأن بالحديث عن انفصال سوريا عن الجمهورية العربيه ومؤشرات انهيار المملكة المتوكلية في اليمن، بمحاولات جاهدة من الطرفين للابتعاد عن الحرب الدينوسياسية البشعة التي راحت ضحيتها سارا سنة 1958
يتركان بعض ليطوي منير أكمام قميصه الاقحواني بمحاولة يائسة لتشتيت الأنظار عن معالم وجهه الجامعة بين الطيب والحزن ..
ابتسامة مشابهة لتلك المرسومة على وجه لاماسو المتنبأ بمصيره التراجيدي لكن..
لا خيار آخر ، فالأخير بين مطرقة الأرواح الشريرة التي تهاجم شيروكين ، وسندان ضعف الأجنحة الذي يقابل ثقل الجسد وجراحات الروح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب