الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المغاربة، إلى متى ستظلون قطيعا من الرعايا والعبيد؟!

رضا كورا

2017 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


أيها المغاربة، إلى متى ستظلون قطيعا من الرعايا والعبيد؟!


رضا كَورا


سأسمح لنفسي هذه المرة بالحديث بصيغة الجمع، رغم أن هذا لن يروق الكثيرين، لكني متأكد أني سأجد من يجد نفسه فيما أكتب، وقد يعبر احدهم عن ذلك كما قد لا يفعل، وهذا غير مهم…

نحن المهمشون، عمال وفلاحون وطلبة و معطلون، نحن الشهداء والمعتقلون والمعطوبون والمنفييون واللاجئون و المقيدون الممنوعون، لا نختلف كثيرا عن الآخرين، ربما أن الفرق هو قدرتنا على التمرد على كل شيء نمطي وجدناه جاهزا لا يروقنا ويهيننا…

نحن أولائك الذين لا يرضون بالظلم والاستبداد.. نحن من لا يرضى بان يعيش داخل الاطار والقالب المفروض، نحن من نقول” لا “لمن يحكم ويقمع شعبنا، نحن من قتلنا وسجننا آلاف المرات، نحن الفتنة التي يهابها الحاكم، نحن من وجدنا انفسنا بدون سابق اشعار في الصفوف الامامية نردد شعارات الحرية والكرامة، لم تتم دعوتنا من قبل احد في بادئ الامر كي نصبح بعد ذلك على خطى من سبقونا، نجتمع مع من نتقاسم معهم هذا الذي اصبح همّا يوميا، نناقش اوضاع الشعب المغلوب على امره، نكتب ونعبئ ونحتج عسى ان نستطيع تحقيق ما نطمح اليه، لأننا موقنون ان ما لا يأتي بالنضال يأتي بالمزيد منه، نحن أولائك الذين لا مكان للخوف في نفوسهم ولا قلوبهم، نحن من واجه جحافل القوات التي كان المفروض ان تدافع عنا وعن سلامتنا، لأنها جزء من المعادلة لا يمكن تجزيئه، نحن من كسرت العصي على رؤؤسنا وطٌبعت على ملامحنا و اخترق الرصاص اجسادنا.

نحن من اتُّهِمنا بالفوضى والبلبلة وزعزعة الاستقرار وإضرام النار وتخريب ممتلكات الغير، والتحريض والمس بالمقدسات، نحن من وصفونا بأنجس الاوصاف، نحن من نَقُضُّ مضجع النظام السياسي في المغرب رغم تشرذمنا وتبعثرنا وصراعاتنا، لكننا نظل مصدر قلق للحاكم، لانه مدرك تماما اننا ندافع عن حق مشروع في الوطن، عن حق الجميع في شجرة من الاشجار وسمكة من السمك وحبة رمل من حفنة رمال ونقطة ماء من بحر، نناضل من اجل ان يكون الشعب سيد قراره وقائد سفينته ووطنه، وما هذا بمن ولا سلوى، بل هو الواجب الذي يقتضيه الشعور بالمسؤولية.

نحن من يريد بناء وطن ديمقراطي حر ومستقل تماما، نحن من يريد محاسبة من احتكر السلطة وبنى مجده الزائف على حساب معاناة الشعب، نحن من يريد ان يحيى الجميع بنفس الحقوق والواجبات.

صحيح ان النظام السياسي استطاع شراء العديد منا بمختلف الطرق والوسائل، ولم يصبحوا منا، بل صرنا أعداءهم بعد ارتمائهم في احضانه، ربما هم ليسوا اقوياء بما يكفي لمقاوم الاغراءات والمساومات التي عُرضت على الجميع تقريبا، وهذه اول خطوة المخزن الاولى في المحاولة لتشتيت الصفوف قبل الاعتقال والاغتيال، وربما كان ذلك مطمحهم من البداية وكانوا ينتظرون الفرصة المناسبة.

صحيح انه نظام سياسي جمع بين الخبث والمكر والسلطة والمال والقوة وفرض الرقابة التي تكاد ان تكون منقطعة النظير، وهذا طبع الديكتاتور ببساطة، يستغل كل شيء يمكنه من البقاء في السلطة، استغل مقدرات البلاد والدين والعرق والاثنية والوحدة الترابية للبلاد التي باعها لقوى الاستعمار الحامية له..

نحن ندرك هذا جيدا، رغم انه نجح في طمس الحقائق التاريخية التي تدينه بما لا يترك مجالا للبراءة، لكنه لم ينحج في السيطرة على وعينا بديماغوجيته البائدة، في حين استطاع اقناع اولائك الذين يعتبرهم رعيته بما يريد، وهذا امر اخر ملقى على عاتقنا، هو تبيان الحقيقة الغائبة، وتحفيز الشعب على استخدام عقله المخدر بالدين والتقاليد و العادات التي طوعها لصالحه.

صحيح اننا لا نقاوم ضد نظام سهل بسيط، بل جهاز متجذر ومترسب معقد في تركيباته، لكن رغم ذلك فنحن لم نقم بمجهود خارق يستحق التنويه والثناء، فقط قليل من التفكير والتأمل والتحليل والاستنتاج، أفضى بنا في النهاية الى استحالة أي إصلاح أو تصالح معه، لانه نظام سياسي مجرم بكل ما تحمله الكلمة من معاني، نظام مكون من مافيا سياسية واقتصادية لن تملأ حافلة لنقل الركاب، شرذمة من اللصوص والمجرمين متحكمون ويقررون في مصير عشرات الملايين من البشر، هؤلاء البشر الذين يتحملون الجزء الاوفر من المسؤولية، لان لا أحد يستطيع ركوب ظهرك ان لم تكن منحنيا كما قال “كينغ”.

أتساءل ومعي الجميع، ألا يملك هؤلاء الذين يسمون جغرافيا وتاريخيا بالمغاربة قليلا من الذكاء؟ ألا يعرفون انهم مضطهدون مسلوبو الارادة والحرية ومقيدين؟ الا يدركون انهم يمثلون قطيعا يحرك عن بعد في يد النظام السياسي؟ هل فعلا لا يستطيعون التحرر والانعتاق والعيش بكرامة؟ لماذا يفرحون بمآسيهم ويتغنون بها؟

نعم، إنها ظروف تنشأتهم الاجتماعية والاقتصادية التي فرضت عليهم ان يكونوا كما هم عليه اليوم، لكننا أيضا مررنا من نفس هذه المراحل واستطعنا “إعمال العقل في الخبر” كما يقول بن خلدون.

لا حق للمغابة اليوم أن يظلوا هكذا لا حق لهم أن يظلوا عبيدا ورعايا. إن التغيير يتطلب أولا وفي الاساس ايمانا قويا واقتناعا تليه التضحية، لانه لن يكون من السهل ان نتحرر من قيود صدئة جذورها ممتدة لقرون، مَثَل الثورة مِثل تغيير المرحاض، المرحاض العصري الذي تمثله الديمقراطية تغييره بسيط وسلس سريع، فقط بفك البراغي واقتلاعه ووضع اخر جديد بدون اي خسائر او مجهود، أما نظامنا الدكتاتوري، فهو تقليدي مستهلك لا يصلح لاعادة التدوير، وعليه فإن انتزاعه يكون فقط بكسره وتحطيم محيطه الملتصق به، لكن هنا تبقى مدى مهارة الفني “الثائر” الذي يقوم بالمهمة.

* صحافي مغربي مقيم في فرنسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟