الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التبرُ و التبن

مصطفى حسين السنجاري

2017 / 1 / 31
الادب والفن


كُلَّما ازْدادَ عَدَدُ قُرّائِكْ
كُلَّما ازْدادَ حَجْمُ مسْؤُوليَّتِك
وظَهَرَ ذلكَ في كَيِفِ لا كَمِّ عَطائِك
فَرْقٌ كَبِيْرٌ بَيْنَ
أَنْ تَكْتُبَ لِكُلِّ النّاسِ
أوْ تَكْتُبَ لِثُلّةٍ مِنْهُم
تَماماً كالفرْقِ بَيْنَ الشّمْسِ وَالشَّمْعَة
وَمُؤْلِمٌ أَنْ يُسْكَبَ النُّوْرُ في
قارُوْرَةٍ مُعْتِمَةٍ فَيَذْهَبُ جُزافاً
كَذلِكَ الشِّعْرُ يَمُوْتُ بالإهْمال
وَأكْثَرُ إِيْلاماً
أَنْ تَرَى تِبْرَكَ بائِراً فِي الأَسْواقِ
وَتِبْنَ غَيْرِكَ رائِجاً
هَوَ مُؤَشِّرٌ خَطِيْرٌ لِما آلَ إلَيْه الذَّوْقُ العامُ
حِيْنَ يَلْتَهِمُوْنَ التّبْنَ
غَيْرَ عابِئِيْنَ بِما بَيْنَ يَدَيْهِم مِنْ عَسْجَدٍ
لِلنَّوْمِ تِلْكَ الْعُيُوْنُ والرَّقْصِ تِلْكَ الْقَوائِمْ
مَنْ ذا يُعِيْدُ لَلذَّوقِ لَوامِسَهُ الحَقٍيْقِيَّةَ
يَسْتَحْسِنُوْنَ أَنْكَرَ الأَصْواتِ بَدَلَ هَدِيْلِ الْحَمائِمْ
في زَمَنِ الزّاحِفِيْنَ وَالمُتَطَفّلِيْنَ وَالْمَحْسُوْبِيَّة
الكفُّ مُطْلَقَةٌ والشِّفاهُ مُغْلَقَةٌ والعَقْلُ نائِمْ
لَيْتَهُم يَعْلَمُوْنَ أَنَّ
بِناءُ الإنْسانِ أَوْلَى مِنْ بِناء الأوْطانِ
فَما جَدْوى الْصُّرُوْحُ تَعِجُّ بِالْبَهائِمْ..؟
ما جَدْوَى أَنْ تَجْرِيَ مِنْ تَحْتِهِ
أَنهارُ من الْخَمْرِ واللَبَنِ والْعَسَلِ الْمُصَفَّى
لِمَنْ فَقَدَ الْحَواسَ صائِمْ
بِئْسَتِ الْحَياةُ لا نَرى فِيْها
غَيْرَ الْمَفارِشَ والْمَطاعِمْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ