الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذيان الرابعة من الأرق

ناظم رشيد السعدي

2017 / 1 / 31
الادب والفن


هذيان الرابعة من الأرق
في الوطن
كنت أسال نفسي ما تعني الغربة
فتعمدت أن أنظر طويلا لوجه جارنا
الذي عاد من الخارج لرؤية أهله
شعره الطويل على كتفيه
وجهه الأبيض المحمر
أسنانه البيضاء الناصعه
وسيكارته المارلبورو الطويلة
أه منتهى الترف والنعيم
كان يضع عطرااخاذا
ويتفاخر كل ساعه
بانه من السوق الحرة
مع قنينة الويسكي الفاخر
الذي كان جارنا
مدمن العرق مذهولا أمامها
أنها لك قالها صديقنا المغترب !
لا لا لا اريدها
لا أحب أن اتعلم على الترف
ثم انها ربما تاخذني لعالم بعيد
عن العالم الذي ياخذني اليه حليب السباع هذا .. اعادها اليه جارنا وهو يضحك
لم أفهم ما يعني ..
أيعقل ان يرفض هذا الأحمق
المشروب الفاخر
ويتمسك بهذه القنينة البائسة ؟
حين بدأ بالغناء بعد ان لعبت الخمرة
دورها بكى جارنا السكير
وهو يغني لداخل حسن
ظلت لما موت يمعود
حسرة لك بالدلال
جانه شلون يا بوية ..
نظرت لوجه المغترب المحمر جدا
كان يصارع بنشيج خافت
لحظة البكاء او ربما لم يكن يقوى عليها ..
لم أفهم هذا الأحتضار بداخله
فلم أكن اشعر بانه يمتلك
أي احساس اخر
غير الترف والراحة المفرطة ..
فلطالما تخيلته بين الشقراوات
والحانات الصاخبة
وسالت نفسي متى يبكي !!
في أخر الليل غادر الجميع
كان وحده يجلس على الرصيف
ويبكي بحرقة كان يحاول جاهدا
ان يتذكر المقطع الأخير من اغنية داخل
بلا جدوى فعاد يردد اغنية قديمة
لفرقة أبا السويدية
ويضحك بهستيرية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل