الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جدا /4

نواف خلف السنجاري

2006 / 1 / 13
الادب والفن


نكسة
استيقظت مبكرا ، حلقت ذقني ، لبست أجمل ملابسي ، تعطّرت بما تبقى في قنينة عطري .. انه العيد .. لأول مرة في حياتي سأدلي بصوتي . . وانتخب من يمثلني ، أسوة بمواطني البلدان المتقدمة ! عقارب الساعة تشير الى الخامسة عصرا ً .. لا اصدق أن صناديق الاقتراع لم تصل حتى الآن.. نظرت الى سبابتي لم تكن ملطخة بالحبر .. بل بالخيبة !
صياد
لم يخطئ يوما في إصابة الهدف .. شعر بالفشل لأنه سدد الى رأس الطفلة ولكنه أصاب صدر أمها الذابل !!
مزاج
قبل ارسال أوراق المحكومين .. اكتشفوا أن احد المتهمين ليس له أي علاقة بالموضوع.. كان على المسؤول أن يوضح الأمر بتقرير .. لكنه لم يفعل لأنه تكاسل من الكتابة ! ومزاجه السيئ هذا تسبب في إعدام إنسان بريء .
تغيير
لم يكن لديه سوى قلم مستعمل، ونصف دفتر يكتب فيه إلهاماته، ليس لديه طاولة حتى، ولكنه كان يملك بحرا ً من الأفكار الخلاقة.. انه يجلس الآن في كرسيه الدوار وعلى مكتبه الفخم بأقلامه الذهبية وأوراقه المعطرة التي تضاهي ألوان الربيع، ويشغل ارفع المناصب.. لكنه عاجز عن كتابة سطر واحد أو ابتكار فكرة أصيلة.

معادلة
كان يحب أصدقاءه أكثر من الخمر، ولكن أصدقاءه كانوا يفضلّون الخمر عليه.. وبمرور الأيام أقلع –هو-عن الخمر ..أما –هم- فلم يقلعوا عنها بل تخلّوا عن صديقهم والى الأبد…
سائق
هذا أول يوم يتمشى فيه مع أصدقاءه منذ أكثر من سنة، لأنه من مدمني التسكع بالسيارة.. وبينما هم سائرون في أحد الشوارع، مرّت من أمامهم فتاة جميلة، وما أن إجتازتهم حتى رفع رأسه إلى الأعلى- ليشبع نظره منها في المرآة كعادته-!لاحظ أصدقاؤه ذلك فضحكوا إلى أن أدمعت عيونهم.

مناسبة
كان منشغلا بمراقبة الجراء الصغيرة من خلال نافذة الصف وهي تلعب بين أكوام الثلج، عندما فاجأه المعلم وسأله عن المناسبة الوطنية التي صادفت ذلك اليوم ؟ فأجابه التلميذ بكل براءة : " أنه عيد الكلاب "
بريد
تجاوز السبعين من العمر، لكنه مع ذلك كان يحب أن يجلس مع الشباب ويجتر أمامهم معلوماته العسكرية القديمة. وعلى الرغم من وصول (الإنترنت)للمنطقة التي يسكنها كان يصر بان الطائرات الأمريكية التي تمر فوق مدينتهم مهمتها إيصال البريد !!

نحس
انتظروا استلام سيارتهم منذ عام 1979. ولكن ثلاث حروب حالت بينهم وبين فرحة الحصول على سيارة جديدة دفعوا ثمنها في حينه .. و في ربيع عام 2005، وعندما عادوا من بغداد في سيارتهم الجديدة لم تكتمل الفرحة لأن عبوة ناسفة مزقت أشلائهم وخلطتها مع حديد السيارة المتناثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??