الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشم إبليس في الجنة؟!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2017 / 2 / 2
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أحيانا في مجتمعنا عندما تسعى لتحقيق هدف ما بكل جد واجتهاد وتصميم وعزيمة ، قد تصادف في طريقك بعض المحبطين السلبيين (أعداء النجاح) الذين لا هم لهم إلا تحديك.. ووضع العقبات والعراقيل في طريقك..ونقل سمومهم إسقاطاتهم وطاقتهم السلبية إليك..محاوليين بكل السبل تشتيت تركيزك على هدفك الرئيس؛ إنهم ضعاف النفوس الذين يريدون تسيير الكون كله وفقا لإرادتهم وهوى نفوسهم المريضة..فبدلا من أن يركز الواحد منهم في الإرتقاء بنفسه والإجتهاد في عمله ونيل شرف المحاولة (بغض النظر عن النتيجة) ، تجده يتعمد النيل منك بإضعاف إرادتك وعزيمتك أو تثبيط حماسك وبث الشعور بالإحباط والفتور في صدرك ، فيقول لك: "متحاولش..طريقك مسدود! عشم إبليس في الجنة"!

وقد قال لي أحدهم يوما (بشكل غير مباشر): "عشم إبليس في الجنة"! فلم أرد عليه حينها لأنه لا يستحق عناء الرد..ولكن العجيب أن هذه العبارة المستفزة (اللا أخلاقية) - التي لا تليق بمسلم أو حتى أي إنسان طبيعي أن يتفوه بها - تحولت إلى طاقة إيجابية وكان لها مفعول السحر في اشعال حماسي وتثبيت عزيمتي وإصراري على تحقيق هدفي..فما زادتني إلا إرادة وتصميما على ما عزمت عليه..فتوكلت على الله وقلت في تفسي: "والله لا أنا إبليس - معاذ الله! ولا الحاجة الدنيوية الزائلة إللي بأسعى إليها - وهي من حقي - ترقى إلى مستوى الجنة"! ولكن ماذا نفعل في غرور النفس والعزة بالإثم؟! لقد تصور هؤلاء أنهم أربابا - استغفر الله العظيم - يتحكمون في مصائر العباد..فسعوا كل السعي - وبكل الطرق اللاأخلاقية الحقيرة - إلى التشويه وعرقلة المسيرة خلال السنوات الماضية..وغاب عن هؤلاء أن إرادة الله نافذة: فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن..وبدلا من سلك الطريق الطبيعي: العمل والإجتهاد وتطوير النفس، تفرغوا تماما لمناصبتي العداء..وبدلا من إنفاق الأموال على أسرهم وذويهم ، أنفقوها في نشر الإشاعات الإفتراءات والأكاذيب! ونسي - أو تناسى - هؤلاء أن أي أكاديمي محترم - تعب واجتهد حتى ترقى في عمله - لن يؤيدهم أو يلتفت إلى الدعايا السلبية التي تتضمنها حملتهم الشعواء..ولن يدعمهم أبدا أي شخص محترم يقدر الجد والإجتهاد ويرفع شعار: "يكفينا شرف المحاولة" - ولم يعتريه الصدأ بسبب إهماله الشديد في عمله ونموه المهني وتفرغه التام لمراقبة ومتابعة كل من يحاول ويجتهد بشكل مرضي مقيت وتصيد الأحطاء الزلات لكل من جوله..ونشر الإشاعات المغرضة - التي تتضمن مستوى متدن من الألفاظ والعبارات - ضد كل من يختلف معهم! ولم يضيع سنوات من عمره في ندب حظه والتشاحن وإختلاق المشاكل مع الآخرين..وكنت أعمل في صمت خلال السنوات الماضية في ظل ضغوط نفسية لا يمكن لأحد أن يتصورها..وفي جو مشحون (غير طبيعي) خلقه هؤلاء مليء بالسخرية والتهديد والحرب النفسية لهز ثقتي في نفسي وإثنائي عن هدفي الأساسي..

وجاءهم الرد مؤخرا من فوق سبع سموات: الله غالب على أمره..وإرادته نافذة..ولن يحدث شيء في أرضه إلا بإذنه - سبحانه ونعالى..فمن أنتم حتى تتحدون إرادة الله؟! ومن أنتم حتى تعطلون المراكب السائرة - لا لشيء إلا لمرض أو علة في نفوسكم؟! لقد انقرضت تلك الأساليب والحيل الحقيرة من زمن..وأضحى البشر أكثر على قدرة على الفهم والإدراك و التمييز..وهناك أساسيات ومسلمات لا يختلف عليها إثنان..ولن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت..فالله - سبحانه وتعالى - لم ينصرني كشخص فحسب..ولكنه نصر أيضا الحق (السعي والجد والإجتهاد والعمل) على الباطل (فلا يصح إلا الصحيح)..لقد نصر العمل الأكاديمي على الكسل والتراخي والإهمال..الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا..ولكل مجتهد نصيب..شكرا لكل النفوس الطيبة المحترمة الراقية التي وثقت في وشجعتني ووقفت بجانبي..شكرا لكل من قال كلمة طيبة كان لها أثر طيب..شكرا لكل من كان له موقف طيب محترم..ووقفوا معي - بكل صدق وإخلاص وموضوعية - لنصرة الحق..شكرا لشركائي الأكاديميين الذين شجعوني على البحث والعمل والإجتهاد..جعل الله ما فعلتموه من خير من أجلي في ميزان حسناتكم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا