الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد بن جلون صديق الهوامش

عبد الإله إصباح

2017 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أحمد بن جلون ، صديق الهوامش

عن منشورات " حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي " صدر كتاب "حمدون القراص، صديق الهوامش" يضم مقالات الفقيد أحمد
بن جلون التي كان مواظبا على كتابتها ضمن عموده الشهير على الهامش بجريدتي المسار والطريق .و لاشك أن جمع هذه المقالات في كتاب يستحق كل التنويه والامتنان للذين سهروا على تنفيد هذه البادرة لأنها ستحفظ تراثا فكريا ونضاليا من التبعثر والضياع وستمكن الأجيال الجديدة من الاطلاع على المعارك السياسية والايدلوجية التي خاضها قائد سياسي من حجم وطينة الفقيد العظيم أحمد بن جلون.
تكشف هذه المقالات جانبا من شخصية الفقيد المرتبط بعمق تفافته السياسية ووضوح الخط السياسي والإيديولوجي الذي ينطلق منه في معالجته لقضايا ومستجدات الحقل السياسي التي طبعت حقبة أواسط الثمانينيات وبعض سنوات التسعينيات كما عكستها المقالات التي تم انتقاؤها. وهكذا نتذكر مع هذه المقالات أجواء القمع والمضايقات التي كان يتعرض لها المناضلون التقدميون عند قرب انعقاد مؤتمرات القمم العربية من قبيل الاحتجاز والاعتقال التعسفي لعدد من الأيام في خرق سافر للقانون والدستور. ونتذكر إضرابات المعتقلين السياسيين بالسجون المغربية واستشهاد عبد الحق شباضة في أواخر الثمانينيات .ومن الطبيعي أن تجد معرك القوى التقدمية صداها في مقالات هذا العمود المتميز. ومن ضمن تلك المعارك المحاكمات التي كان يتعرض لها الفقيد أحمد بن جلون نفسه كمدير لجريدة المسار ولاحقا جريدة الطريق. و ما تجدر ملاحظته من خلال هذه المقالات فضلا عن أسلوب البو لميك الذي يتقنه الفقيد وهو يساجل ويجادل خصومه السياسيين. هو إحالته على القانون والدستور عند فضح أي خرق أو تجاوز للمساطر القانونية والمقتضيات الدستورية على الرغم من إدراكه لجوهرها الاستبدادي الذي يعارضه ويرفضه رفضا مطلقا، ولكنه مع ذلك كان يسعى لإبراز تناقضات السلطة وتضايقها من أدنى تعبير حر حتى ولو تم ضمن الحدود القانونية والدستورية القائمة . ولذلك كان يسعى لتصريف مواقفه المعارضة ضمن لغة لا تسرف في التعابير والمصطلحات الراديكالية لاقتناعه بمحدودية الهامش المتاح للتعبير، وهو ما يقتضي منه التعامل بذكاء وحس سياسي رفيع حتى لا يتم التفريط في ذلك الهامش من خلال تعبير يشفي غليل النزوع الراديكالي ولكنه يقضي بجرة قلم على تراكمات تدريجية في بناء وعي سياسي يقظ وتأسيس رأي عام مساند لقضايا الحرية والديمقراطية من خلال تعريض الجريدة للحجز والمنع
وعلى الرغم من أن تكوينه الأساسي كان من خلال اللغة الفرنسية التي كان يتقنها إتقانا تاما، فهذه المقالات تبرز إتقانه أيضا للغة العربية من خلال غنى معجمه السياسي والقانوني، وتمكنه من أسلوب السخرية والتهكم . وهو ما يعكس مزاجا مرحا يطبعه التفاؤل والإقبال على الحياة . ولعل الافتتاحية التي كتبها في مستهل سنة 1987 تحت عنوان : العام 1987 استراحة تمثل جانبا من هذه الخصائص التي أشرنا إليها. لقد تحمل الفقيد احمد بن جلون عبئا كبيرا بإدارته لجريدتي المسار والطريق، على حساب انشغالاته المهنية كمحام كفء ومتمرس، غير أنه كان يتمتع بطاقة هائلة متأتية من عمق إيمانه بقضايا التحرر والانعتاق من القهر والاستبداد لقد كان ملتزما ومنخرطا في بناء مشروع سياسي سهر على التنظير له ايدلوجيا وفكريا وبنائه تنظيميا. ومقالات هذ الكتاب تظهر جانبا من مجهود بناء ذلك المشروع وترسيخه من خلال رافعة العمل الصحفي والمواجهة الإعلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر