الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتان بين أديبين

حازم الياس كاظم

2017 / 2 / 2
الادب والفن


شتان بين أديبين
حازم الياس
رحله جميلة قضيتها في شوارع القاهرة المزدحمة ،هذه الشوارع لا اعرفها ولم اسلك طرقها ابدا لكنها تسحبني بقوة الى حنين وشوق وغرام جارف ، افتش في ذكرياتي فأراها نفس الاماكن وحتى الشخوص التي دونها ادباء مصر وفنانوها في كتاباتهم او أعمالهم التلفزيونية والسينمائية لتبقى ذكرى للأجيال المتعاقبة حتى ترسخت في الاذهان والوجدان ، شاهدت العبق السحري الذي ذكره نجيب محفوظ في رواياته حتى ظننت اني سأجد نوال بوجهها الجميل او احمد عاكف وصلعته البيضاوية وربما لمحت رشدي عاكف (قلب الاسد) في خان الخليلي ،هنا سالت دموع أمينة رزق وهي تبكى - في مرقد السيدة زينب –على فقد ابنها (غريب) في فيلم المولد ، لكني تفاجأت بهذا المرقد الذي يعاني ويلات الإهمال وعدم الاهتمام فبات ملاذا امنا لعدد من الجياع وكأنهم يحاكون معانات الفقر والجوع والمرض والتهميش في رواية الجوع لمحمد البساطي ، احاول التخلص من كل هذه الافكار واريح راسي بالتبضع لكن حنين الحب وقصص العشاق اخذتني الى حارة اليهود حيث قصة الحب الحقيقي التي عاشت في الاذهان بين علي الشاب المسلم وليلى البنت اليهودية، ترى أيمكن الهروب من كل هذا وذاك ؟ ، لاشئ يعيد للعقل توازنه غير قدح شاي في الخمسينة ، رحماك رباه.. اين اقف ؟ اي مقهى ؟ هذه الجدران والكراسي والصور والديكورات في المقهى شاهدتها كثيرا ، هل عشت هذا العالم سابقا ام ماذا؟ لا .. هذا ما تكلم عنه نجيب محفوظ حيث قال انه اكتشف في الغرفة الخلفية لـ(مقهى الفيشاوي) شخصية عاشور الناجي في الحرافيش،موسيقى بطعم ميشيل المصري تحاكي روحي واحزاني وافراحي كقطرات ندى تناغم ليل ايامي سارت معي وانا ابحث عن احلام الطفولة في ليالي الحلمية ليالي الحب والصراعات الازلية ، لكن سحر وجمال الفيوم اعاد لي الحياة وكأنها الوردة التي زرعها السيناريست أسامة أنور عكاشة في مسلسل الشهد والدموع ، تسحبني اقدامي للاسكندرية وبحرها الذي لا قرارله ،عبثا احاول العوم لعلي افيق من كل هذه الاحلام والاوهام التي دفنت في شارع علي بك الكبير مع ضحايا ريا وسكينة اذن ايها القلب المسكين سلم الراية البيضاء الى المعلمة فضة المعداوي واتركها تفعل ما تشاء لان قصر سمحون اختفى عن الوجود ورحلت ماجي وايفيت الى غير رجعة ، اي دور لعبه محفوظ واحسان عبد القدوس و محمد عبد الحليم بل حتى محمود عبد العزيز وكبار الفنانين في حياتنا وحياة المصريين كانوا خير سفراء لبلدهم واستطاعوا أن يرسموا صورة جميلة لمجتمعاتهم .جسدوا من خلالها حياة الفرد المصري بأحزانه وأفراحه وعشقه للحياة ... بحرمانه وتمسكه في العيش ببطولاتهم التي حفظناها .. قصص اكتوبر ملأت كتبهم واصبحت انشودة يرددها الاطفال والاجيال .. تشتت افكاري وتبعثرت ولم يبقَ غير سؤال واحد يدور في الرأس ولا اجد له جوابا شافيا ، اين دور المثقف في بلدي ؟ اين ادباؤنا وما المؤمل منهم ؟،هل صار حلم السياسة وتسلم زمام الامور هو شغلهم الشاغل ؟ يبدو ان التسقيط وضرب كل من يختلف معهم هو غاية مناهم ؟ اين شعاراتكم .. اين هتافاتكم؟ كانها اصوات داخل بئر فارغ تجمعت عليه انقاض زمن غابر راح لغير رجعة ، اينكم انتم عما نملك من حضارات .. اينكم عن زمن الحرمان والجوع والحروب ؟ سنوات محنتنا مع حكم ظالم باع حاضرنا ودمر مستقبلنا ، اجرام داعش.. سبي النساء.. قتل الشباب ..بطولات وانتصارت قواتنا وحشدنا ؟ كل هذا وذاك يمنح اقلامكم الاف القصص والحكايات على طبق من ذهب لبلد ضاع منه كل شي ولم يعد به شي جميل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية


.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!




.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع