الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة المواطن السوري في عامها السادس

جاك ساموئيل

2017 / 2 / 3
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أزمة المواطن السوري في عامها السادس

لا يلبث المواطن السوري أن ينتهي من أزمة فتكون هناك أزمة جديدة في استقباله ليصبح المواطن السوري أكثر كائن حي له القدرة على تحمل الأزمات ، فمن أزمة الغاز إلى أزمة البنزين إلى أزمة الكهرباء إلى المازوت والماء والغذاء والإقتصاد والسياسة والفساد والهوية والتاريخ والجغرافية والمواطنة والفوضى و اختناق الشوارع مروريا وغيرها من الازمات التي يطول ذكرها جميعها أزمات يعيشها المواطن السوري طوال ستة سنوات من الحرب التي تحولت عند البعض إلى مكسب تجاري تتكدس من خلالها رؤوس الأموال وتبنى فيها القصور فالحرب القذرة عززت الفساد لدى الفاسدين وفتحت أبوابا جديدة لكسب غير مشروع وخلقت فاسدين جدد تحولوا إلى أمراء حرب وتجار يتاجرون بالأرض والعرض والدم فكل ما يهمهم أن تمتلئ جيوبهم لا يهم الوسيلة فالغاية تبرر الوسيلة .
هذا هو حال المواطن السوري الذي بات يعيش في ظلمات العصر الحجري وتخلف القرون الوسطى مرميا في العراء أمام أعين العالم ومشاهداته فعندما تتجول في الشوارع غالبا ما ترى أطفالا عراة الأقدام ينامون على حافة الطريق في طقس لا يحتمل حتى المسمار على مواجهته ، سلب نهب خطف سرقة نصب جميعها ظواهر تندرج في هذه الأزمة ومن يدفع ثمنها وحيدا هو المواطن السوري المقهور والمهدور الذي لا حول له ولا قوة ولا خيار له إلا في الصمود والثبات في وجه أكبر حملة حرب شرسة لاقتلاعه من جذوره وتفريغه إنسانيا و أخلاقيا حتى يتم التسيد على عقله والتحكم بآلية تفكيره بما يخدم مصالح بمن له المصلحة في استمرار هذه الحرب المستعرة والسيطرة والتحكم على مقدراته الذي دفع ثمنها الشعب السوري كل غال وثمين ، هذه الحرب اجبرت الكثيرين على الرحيل كمهاجرين و كنازحين بعدما خسر الكثير من السوريين أرزاقهم فمنهم من رحل خارج الوطن هربا ومنهم من نزح من داخل الوطن إلى مناطق آمنة هربا من من جور الحرب المستعرة ومنهم من واجه رحيله غرقا .
حرب ما بعدها حرب فالاستبداد والاضطهاد والبطش والقتل من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة و أذرعتهم و من تعاون معهم وسهل لهم سبل الإجرام اعتبرت نفسها لها الحق في التدخل في شؤون بنية المجتمع السوري و أعلنت نفسها بوصاية الهية مدعومة من أكثر أنظمة العالم شوفينية لم تأتي إلا بالخراب والدمار من خلال تبنيهم إيديولجية تعود بأفكارها إلى العصر الحجري فهذه الأصوليات والعصبيات مارست أبشع أشكال القهر والهدر على الفكر والإنسان السوري فمن أولى اهداف هذه العصبيات تجريم الفكر و تحريمه والحجر على العقل السوري وتعليبه في طرح ديني لا يتناسب مع مواكبة العصر ولا لعجلة السيرورة الإقتصادية للمجتمع السوري ، لقد توقفت العديد من المهن والحرف والمصانع عن الإنتاج وتم تحويل العديد من المدارس إلى سجون ومعتقلات ومتاريس وتم تدمير منشآت الدولة والبنى التحتية وتم نقل المعامل بعد تفكيكها إلى الاناضول وتم تصدير آلاف المجرمين المحترفين المتمرسين على القتل عدا عن سرقة الآثار والرقيمات التي تم النبش عنها بفعل ممنهج للتلاعب في الأصول التاريخية للمنطقة وكل ذلك أمام صمت عالمي ودولي ووحده المواطن السوري يدفع الثمن فهل تبقى هذه الأزمة مستمرة والحرب مشتعلة في ظل غياب عقلية مدنية علمانية ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي