الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من عدنان القيسي إلى دونالد ترامب !!

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2017 / 2 / 3
كتابات ساخرة


يتذكر الكثير منا كيف أنشغل العراقيون بمشاهدة نزالات المصارع العراقي عدنان القيسي في العامين 1970/1971 في العراق ، والذي كان يلقب نفسه بالشيخ عدنان القيسي ، وهو لقب أستخدمه ربما للإيحاء بكونه عربياً ، فقد كان الغرب ولا زال يعرف أن لقب شيخ هو لقب عربي. في تلك الفترة تمكن النظام الحاكم في العراق من إشغال الشعب وإلهائه بنوع جديد من المصارعة الحرة لم يكن العراقيون قد تعرفوا عليه من قبل ، فالمصارعة الحرة التي عرفها العراقيون كانت ضرباً من ضروب الرياضة ولها من الشروط والأصول الكثير في حين أن المصارعة الحرة التي جاء بها القيسي إلى العراق لم تكن سوى – عركة – بالمفهوم العراقي وهو أمر جذب الناس له لما حملته تلك النزالات من مشاهد عنف رهيبة خاصة وأن بعض المتصارعين كانوا بحجم العمالقة مثل المصارع (أندريه ذه جاينت) ، الفرنسي الذي تمكن من إلقاء القيسي أرضاً وداس على رأسه بإحدى قدميه الضخمتين مما أدى إلى وفاة أحد المتفرجين نتيجة إصابته بجلطة قلبية ، في محافظة عراقية ، نتيجة الرعب والخوف من أن ذلك سيؤدي إلى مقتل القيسي على الحلبة خاصة وأن حجم المصارع الفرنسي كان أكثر من ضعف حجم عدنان القيسي الذي فاز بالنهاية بكل مبارياته في تلك الفترة !.
يقال أن المعلق الرياضي الراحل مؤيد البدري الذي كان يعلق على تلك المباريات قد أشار في تعليق مباشر له نقلاً عبر تلفزيون بغداد إلى أن تلك المباريات مرتبة ! ويقال أيضاً أن البدري لم يعلق بعد ذلك على أية مباريات للقيسي ومنافسيه في حينه.
خلال فترة أقامتي في الكويت في العامين 1982-1984 ، كنت أتابع حلقات يومية لمباريات ومنازلات في المصارعة الحرة تنقل من ملاعب (ماديسن سيكوير كاردن) في نيويورك عبر محطة التلفزة الكويتية ، وكنت أتابع تلك المباريات ، بعد الإنتهاء من العمل اليومي ، لما تتضمنه من حركات بهلوانية ومشاهد يطير فيها المتصارعون من فوق حبال الحلبة ، ليقعوا على الأرض حولها ثم ينهضوا ويستمروا بالمصارعة التي قد تتطور إلى معارك شرسة تستخدم فيها الكراسي والطاولات والآلات الجارحة ، فتغطي الدماء وجوه المتصارعين. وكثيرا ما كان يتدخل مصارعون آخرون لنجدة أحد المتصارعين على الحلبة فيصبح منظر الحلبة أكثر أثارة حيث يتواجد عدد كبير منهم ، رجالاً ونساءً ويتشابكون بمعركة ضارية ، لدرجة ان المشاهد لم يعد بمقدوره التعرف على من يتصارع أو يتعارك مع من؟ كما كان المتصارعون يشركون الحَكَمْ أو الحكام أو مدراء أعمال المتصارعين بتلك – العركات –المسرحية من أجل إثارة جمهور الحضور والمشاهدين. والغريب في الأمر أن حضور حفلات المصارعة تلك كانوا يشاركون في بعض الأحيان بضرب المتصارعين أو مدراء أعمالهم أو رميهم بفضلات الطعام والقناني الفارغة.
كانت – المعارك – تحتدم في بعض الأحيان ويبدأ المتصارعون بالقيام بأعمال بعيدة عن الروح الرياضية ، كصبغ وجه المصارع الخاسر والمغمى عليه بلون أحمر أو تمزيق ملابسه أو ربطه بحبل وسحبه وكأنه حيوان ، إمعاناً بإذلاله وهكذا . . . .
خلال فترة أقامتي بمدينة نيويورك في العام 1985 ، حضرت عرضاً من هذه العروض ، خاصة وأنني كنت أعرف أغلب المتصارعين في حينها من خلال مشاهداتي للحلقات التلفزيونية في الكويت. أذكر منهم ، سارجنت سلوتر ، والإيراني الأصل ، ذي آرون شيك (الشيخ الحديدي) الذي كان يمارس لعبة الزورخانة الإيرانية على الحلبة ، وهوك هوغان ، وغيرهم الكثيرين. لم أستمتع كثيرا بمشاهدة تلك المباريات حيث بدا واضحاً لي بأن في الأمر ترتيبا وأن تلك المباريات لم تكن سوى مسرحيات يتم أخراجها وتمثيلها بإتقان واضح بهدف تسلية جمهور تستهويه معارك دامية ومرعبة ليس إلا. ما أكد صحة شكوكي ، أن برنامجاً تلفزيونياً نزيها قد قدم تفسيرا دقيقاً لتلك المسرحيات حيث عرض وبمشاهد تمثيلية من قبل متصارعين محترفين ، كيفية أداء تلك الحركات العنيفة وبإسلوب غير مؤذٍ فيه الكثير من ألعاب خداع النظر والتدريب على حركات معينة لاتتسبب بأضرار جسدية على المتصارعين. عندها كانت نهاية إهتماماتي بتلك – العركات الكارتونية والمسرحيات المهزلة -.
تفاجأت اليوم ، عندما شاهدت تسجيلاً يحمل عنوان – دونالد ترامب . . المثير للجدل – في برنامج مصري أسمه (كلام جرايد) حيث يظهر الرئيس ترامب بكامل اناقته المعتادة ، بدور مدير أعمال مصارعيْن، يفوزان على الفريق المقابل ، ويطرحان حكم المباراة أرضاً ، حيث يظهر السيد ترامب بجانب الحلبة محدّثاً الحكم الذي تدلى رأسه خارج حلبة المصارعة ، بعدها يهاجم السيد ترامب مدير أعمال الفريق الآخر ويطرحه أرضاً ويكيل له اللكمات ، ثم يقوم المصارعان الفائزان بالسيطرة على مدير أعمال الفريق الخاسر وربطه على كرسي في وسط الحلبة ، حيث يقومان ومعهما السيد ترامب بحلق شعره بمكائن حلاقة معدة لهذا الغرض ، بعدها ، يضعون معجوناً للحلاقة على رأسه ، والرجل يتوسل ويتألم ، ثم يحلقون رأسه بالموس.
يذهب غورباشوف . . . ليحل محله يلتسن . . .
يذهب أوباما . . . ليأتي بعده ترامب . . .
أيها الناس ، أهنئكم . . . . وأنفسنا بفوز الرئيس ترامب . . . .
أنه عصر المهازل دون شك. . .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي يروج لفيلم -عصـ ابة المكس- بفيديو كوميدي مع أوس أو


.. كل يوم - حوار خاص مع الفنانة -دينا فؤاد- مع خالد أبو بكر بعد




.. بسبب طوله اترفض?? موقف كوميدي من أحمد عبد الوهاب????


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كان نفسي أقدم دور




.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: -الحشاشين- من أعظم