الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا مستر ترامب

حيدر عباس الطاهر

2017 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


شكرا مستر ترامب
اثيرت في الاونة الاخيرة ضجة كبيرة بعد قرار الرئيس ترامب بمنع مؤقت لرعايا بعض الدول من دخول الولايات المتحدة الامريكية بحجة الدفاع عن الامن القومي الامريكي ، والعراق احدى تلك الدول الممنوعة رعاياها من الدخول.

ردود الافعال كانت مناهضة لهذا القرار، والكثير عده مقيدا للحريات, ويتعامل بازدواجية والكيل بمكيالين مع الشعوب، خاصة ان قائمة "ترامب" اهملت العديد من الدول التي تعتبر الداعم الرئيسي للعمليات الارهابية, ويعد مواطنيها الاعلى نسبة ممن نفذو عمليات انتحارية في العالم, ومن بينها كارثة 11 سبتمبر، مما يفسر النهج والعقلية التي ستكون عليها سياسة البيت الابيض خلال الاربع سنوات المقبلة على اقل تقدير وتتلخص تلك السياسة ب(حلب الحلفاء القسري ) وستثبت الايام المقبلة الفاتورة الباهضة التي ستدفعا اوربا ودول الخليج وهم صاغرين .
السؤال الذي يطرح هنا اين نحن كعراقيين من المعادلة، وهل القرار من صالح العراق ؟
الجواب :
تشير كل المعطيات ان قرار منع ترامب للعراقيين من دخول الولايات المتحدة الامريكية هو من صالح العراق على المستوى القريب والبعيد لاسباب منطقية ومعطيات ملموسة على خريطة التحليل السياسي، ويمكن ان تتلخص بالاتي :

ان الفترة الممتدة من عام 1980 - 2003، كانت هناك قيود وضوابط مشددة على سفر المواطن العراقي الى امريكا واغلب دول العالم، وصلت الى حد تقديم كفلاء يتحملون المسؤولية في حال عدم عودة المكفول من سفره.
وهذه الضوابط لم تضع اعتباطا بل جائت من خلال دراسة مستفيضة وقراءة واقعية لبناء دولة نامية تحتاج عقول ابنائها وعدم التفريط بهم وتصديرهم الى دول الخارج، وخاصة ان العراق كان يمر بظروف حرب قاسية، جعلت من الكثير التفكير بجدية بمغادرة الوطن لعدم ايمان الكثير بالحرب المفروضة، وماهي الا استنزاف لمقدرات البلاد.
رغم كل ذلك نجح نظام صدام من المحافظة على اغلب العقول العراقية واستثمارها في الصناعات العسكرية والمدنية وفي شتى المرافق، هذا ما اثبتته سنين الحصار المجحفة وكيفية تسخير العقل العراقي لادارة الدولة, رغم ان هناك حصار فرضته اغلب دول العالم واوغلت في تشديده دول الجوار بما فيهم اعداء النظام الصدامي انا ذاك.

لذا نعتقد جازمين ان قرار السيد ترامب ينطبق عليه المثل القائل (ربّ ضارة نافعة) لمنع ما تبقى من النخب العراقية من مغادرة العراق، بعد ان دب اليأس في قلبها، بسبب النفايات السياسية التي جائت مع المحتل لتحكم الوطن التي لا تحمل اي مؤهل علمي او خبرات عملية قادرة على ان تقدمه للوطن, انتشلها رعاة البقر من ازقة وحواني الولايات الامريكية.

يعد هذا القرار هو ايذانا لمستقبل عراقي جديد، ومنع استنزاف طاقات العراق البشرية وعدم تشجيعها على الهجرة، وخاصة ان الوطن مقبل على اعلان الانتصار الكبير على داعش، وظهور قيادات وطنية جديدة تزيح المسميات الفاسدة التي جثت على صدر الوطن خلال حقبة اربعة عشر سنة لابد لها ان تزول بمساندة قرارات المجنون ترامب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة