الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغبيّ الذي فقد ظله

عارف معروف

2017 / 2 / 4
الادب والفن


انبجسَ الألمُ الممّضُ ، كما في كل مرة ، من ذكرى قبل- ثمانينية........
انا وصديقي نُقلّبُ صّور فراشات النور التي رفّت بأجنحتها الغضّة في سماء الحلم مرّةً ، قبل ان تُفرّك ، بلا رحمة ، بين اصابع قبيحة لموتٍ أدرَدْ :
هذا " مأرب " .. وهذا " منقذ " ... وهذه " سحر " ..وهذا " احمد " ، وهذه " ميسون "...(1)
تداعتْ الى ذهني قصّة قريبيَّ : " أ " و" ب " !
كان " أ " شبه اميّ ، لكن عينيه كانتا تقرآن ما وراء مظاهر الأشياء . وكانت اصابعه تتحسسان وتتلمسان نبضها وتسّتلُ الممكنات الخبيئة من أجنّة الوعودِ . وكانت أذناه ترهفان لمسحوق الهمس .....
بالقليل الذي وُضعَ في يده ....صنع كوثــــرا .
اما " ب " الذي كان غارقا بالكلمات والاوراق وزحمة التعاريف ، فكان يعود ، في كل مرة ، رغم صُرر الذهب وصناديق الذخائر التي وُضعت تحت تصرفه ، مهيض الجناح ، خاسرا ، يلعن الظروفَ التي لا تفهمْ...... والحظوظ التي لا ترحمْ .مراكما الكلام فوق الكلام دون ان يفطن الى انه بات يتعثر بركام كلماته ....
في المّرة الأخيرة ، التي عاد فيها خاسئا ، حسيرا ، كسيرا ، يُردد ان الحق على التضاريس واللوم على العواصف ، أرْعدَ جدّي : لو اودعنا مدخراتنا ، هذه ، في رقبة جحش ، ما كانت لتذهب ، هكذا ، في كل مرة ، سدى ...
ثم تحسّسَ حذاءه الثقيل المتيبّس وهو ينظر الى رأس " ب " حانقا ... لقد كان النذير الذي سبق انفجار خزين غضبه المرير!
-----------------------
(1) بعض شهداء نهاية السبعينات....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا