الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضعف والخلل ينخر في البنية السياسية والعسكرية للنظام الرأسمالي في الغرب ...!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تشهد المنظومة الرأسمالية في الغرب منذ سنوات ضعفاً وتفككاً وتُراجعاً واضحاً ليس فقط من حيث تراجع سيطرتها الاحادية الجانب على المسرح العالمي , بل أيضاً في ظهور ارتباكات واختلالات واضحة في قدرة النخبة السياسية التي تقود الاحزاب السياسية التقليدية في الولايات المُتحدة وأوروبا على التكيف مع الوضع العالمي الجديد والفشل في التعامل مع التحديات التي يواجهها النظام الامبريالي العالمي في ظل الحضور القوي والمُتنامي لروسيا الاتحادية والصين , وفي ظل المقاومة التي تُبديها الدول وقوى التحرر الوطني في الشرق الاوسط وأمريكا اللاتينية والعالم الثالث في مواجهة الهيمنة والجبروت والعربدة التي يُمارسها الغرب بقيادة الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا على المسرح السياسي العالمي ..... ويبدو أن القلق والتخبط الذي أصاب الاحزاب والنخب السياسية والطبقات الرأسمالية والطفيلية العليا في الغرب من أجل حماية مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية , يقف بلا شك وراء هذا الارتباك والفشل والشراسة المُتزايدة في سياساتها الخارجية والعسكرية على الصعيد العالمي والشرق أوسطي ولاسيما في السنوات الخمس الاخيرة , وتحديداً منذ الدخول الروسي الحازم على خط الازمتين الاوكرانية والسورية .... وقد ازدادت بوضوح بوادر هذا الخوف والارتباك والقلق على الصعيد الاوروبي مع النمو المُتزايد لليمين القومي العنصري في بعض الشرائح الطبقية العليا من الرأسمالية الغربية وازدياد شعبية الاحزاب اليمينية القومية الاوروبية في الآونة الاخيرة , والتي أظهرتها نتائج بعض الانتخابات التمهيدية والبلدية والبرلمانية الاوروبية .... حيث قاد ذلك الى قلق النخب السياسية الاوروبية من هذا الصعود الغير مُتوقع لليمين القومي المُتطرف في ظل التمايز والخلاف السياسي الواضح الذي أظهره هذا اليمين مع الاحزاب اللبراللية والتقليدية في أوروبا في قضايا السياسة الخارجية والهجرة والتعامل مع الاقليات العربية والاسلامية والافريقية في أوروبا وفي استعداد أحزاب اليمين القومي بعدم التقيد بالخطوط السياسية العامة للمفوضية الاوروبية .. ولكن قلق النخب السياسية التقليدية في أوروبا قد تزايد بشدة مع وصول إدارة ترامب الى الحكم في الولايات المُتحدة واصداره للعديد من القرارات العنصرية المتهورة والتوجهات الضارة بالسياسات الخارجية والعسكرية والامنية التي يجري تنسيقها بين دول الناتو وتحالف الانظمة الرأسمالية الغربية.... رغم أن وصول ترامب واليمين العنصري المتطرف في الولايات المُتحدة الى البيت الابيض لم يعكس مُطلقاً إزدياد شعبية اليمين المُتطرف لدى الناخب الامريكي , بل تم نتيجة تقاعس قطاع واسع من الناخبين في الولايات المُتحدة في الادلاء بأصواتهم , والى الفشل الذريع للنظام الانتخابي الامريكي في إيصال المُرشح الاكثر شعبية وبفارق هائل الى سدة الرئاسة .
وقد أظهرت التوجهات الراهنة للادارة الامريكية الحالية والتي يُفترض أن تقود تحالف الغرب وحلف الناتو, مدى التخبط والتردد والانقسام والارتباك الذي تُعاني منه السياسية الخارجية والعسكرية في منظومة الغرب... وافتقادها مُؤخراً ليس فقط الى هيكلية التنسيق والتعاون في المجالات السياسية والعسكرية والامنية , بل أيضاً الى البعد الاستراتيجي والمستقبلي في مواجهة الصراعات العالمية ومعالجة الملفات الساخنة في سوريا وأوكرانيا والتوتر المُتصاعد في بحر الصين وجنوب شرق آسيا ... هذا عدا عن تعامل هذه الادارة بعدوانية مُفرطة مع الصين وإيران والتهديد بالغاء الاتفاق النووي الايراني الذي تؤيده المفوضية الاوروبية , وفرض عقوبات اضافية على ايران, وإبقاء العقوبات الاقتصادية على روسيا مع التصعيد العسكري في اليمن والشرق الاوسط تحت ذريعة محاربة " القاعدة "وفرض ما يثسمى بمناطق آمنة في شمال شرق سوريا , هذا عدا عن الدعم المُطلق للكيان الصهيوني في سياسته العنصرية والاستيطانية التي تُمانعها دول الاتحاد الاوروبي....الخ وغير ذلك من السياسات والتوجهات العدوانية في السياسة الخارجية والتي قد تسبب أضراراً فادحة ليس فقط للولايات المتحدة , بل لأوروبا ولمجتمع الدولي والسلم والاقتصاد العالمي .
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصدد .... هل ستسمح النخب السياسية الامريكية التقليدية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري لهذه الادارة باستمرار سياستها المتهورة , وأن تُسيئ بسبب غبائها المستحكم وفقدانها للخبرة السياسية في إدارة أبسط مفاهيم السياسة الخارجية, ليس فقط الى مصالح الطبقات الرأسمالية والقوى المالية والنخب السياسية الامريكية , بل أيضاً الى زعزعة التوجه القيادي للسياسة الامريكية على الساحة الاوروبية ومنظمة حلف الناتو , والى تعريض استقرارية وتماسك المجتمع الامريكي بتركيبته القومية والثقافية والدينية المُتميزة الى الخطر والذي قد يُؤدي بالنتيجة الى تهديد الوحدة الفيدرالية للولايات المُتحدة ... هل ستسمح بذلك ..؟؟؟؟ ......... ان غداً لناظره قريب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط