الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خور عبد الله ومشاعر العداء المتبادل

سعد العبيدي

2017 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


شأن الحروب كل الحروب، وفي كل بقاع العالم، وفي كل الأزمنة والأوقات، أن يفرض المنتصرون على الخاسرين رؤاهم وشروطهم ويلوون ارادتهم، ولا تختلف حروب العراق عن غيرها من الحروب في هذا الجانب على أقل تقدير، وكان على الساسة الذين قبلوا للعراق أن يخوض حرباً لما يتعلق بالكويت أمام تحالف دولي عام 1991، أن يحسبوا هذا، وإذا لم يكن قد تفكروا مسبقاً لم يبق أمامهم سوى القبول بالشروط التي يفرضها الخصم المنتصر في الميدان. وقد حصلَ هذا وَفُرض شرط ترسيم الحدود مع الكويت، بحرياً بينها ما يتعلق بخور عبد الله حيث اقتطاع عدة كيلومترات من حدود بحرية للعراق هي في الأصل ضيقة، وبرياً تلك التي أخذت كذلك عدة كيلو مترات بينها مزارع مملوكة لأشخاص عراقيين، وتم قبوله من الحكومة آنذاك، قبولاً لا يسقط قانونياً بتغيير الحكم والأنظمة، يتحمل أهل البلاد أعبائه الى النهاية أو الى حين ظهور ظروف جديدة تسمح لهم بذلك وبأية وسيلة بينها القوة. وعلى هذا فإن الحروب بنتائجها هذه أو غيرها تثير مشاعر عداء بين طرفين، تترسب بعض انفعالاتها في عقول الرابحين والخاسرين في آن معاً، رواسب يمكن أن تمتد عشرات من السنين لتنتج حروباً أخرى، إذا ما تيسرت الظروف الملائمة.
وهذا ما استنتجته الشعوب الأوربية بعد الحربيين العالميتين الأولى والثانية، فاتجهت بسببه الى التفتيش عن وسائل سلمية لتبديد رواسب العداء واهتدت الى خيار تكوين مصالح مشتركة وتنقل حر وتملك واقامة مسموحة في المنظومة الأوربية، وكانت النتيجة قبول هذه الشعوب لبعضها البعض بأقل ما يمكن من مشاعر العداء التي كانت موجودة في نفوس أجدادهم، وابتعاد شبح الحرب فيما بينهم عن نهج التفكير. وللمقارنة في هذا الموضوع بين هؤلاء الاوربيين وبيننا نحن العرب والمسلمين نرى أن أبناء منطقتنا يمتازون عن غيرهم من الأوربيين بالقصور في النظرة الى المستقبل، وسهولة امتلاء المشاعر بالعداء، وبسببها وعوامل الجهل الانفعالي فان التبعات التي تترتب على حروبهم والنزاعات فيما بينهم مشاعر عداء ورواسب لها يمكن أن تنتج حروباً أخرى... حقيقة كانت واضحة فيما أثير حول موضوع خور عبد الله الذي رُسِمت الحدود في مجاله دولياً، وأثيرت حوله الكثير من الاقاويل والانتقاد وتبادل الاتهامات. مما يشجع استذكار ما يتعلق بالتبعات، والقول لو أن الأشقاء الكويتيين في ذاك الوقت الحرج على سبيل الافتراض قد حسبوا التبعات الانفعالية بهدوء، وتوجهوا الى السعي لتقليل مشاعر العداء وان تعرضوا الى الظلم، وان كانوا من بين المنتصرين في الحرب، وأصروا على عدم القبول بإضافات الى حدودهم قليل من الكيلومترات لا تغني سواحلهم الطويلة، ولا تزيد عدد آبار نفوطهم الكثيرة، ولو كانوا في وقتها قد وافقوا أن يكون الترسيم على الحدود التي كانت قائمة قبل الحرب، لكان هذا مكسباً كافياً لتفادي صيحات احتجاج تظهر بين الحين والآخر لتثير مشاعر الحيف من جديد، وتدفع الكويتيون بالمقابل الى الاحتجاج بالضد ليقع شعبينا العربيين المسلمين في دائرة العداء شبه الدائمة، وتبقي أفكار البعض من كلا الجانبين متجهة للانتقام واعادة أوهام الماضي، تنتظر الفرصة لكي تخرج بحرب أخرى، أو بأعمال عدائية دونما مبرر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ