الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة إجتماعية بمخالب سياسية

واثق الجابري

2017 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


طبيعة سياسة الدولة؛ نتاج أيدلوجية مجتمعية وتأثير مجموعات حزبية، ومنها تُصنع قواعد نظامها السياسي، وطبيعة المكونات الحزبية؛ فهي آيدلوجية صانعة لنظام حاكم بصياغة مجتمعية؛ سواء كان رئاسي أو ملكي دستوري او برلماني، مركزي او فدرالي، وحسب ما تفرضه المصلحة الوطنية؛ لتحقيق غايات مشتركة، وإختلاف القوى في الرؤى وآليات الوصول؛ لا يعني خروجها من السلمية أو مقاطعة العمل السياسي؛ أن كانت تؤمن بالرأي والرأي الآخر.
يُقاس تطور الشعوب؛ بألتزامها القانون، وفعالية الأحزاب في ترسيخ مفاهيم إحترامه ورسم صورة التعايش والإتقاء المجتمعي إعلامي والتحمس لإقناع الرأي الآخر في أروقة السياسة.
مشكلات كُبرى تعانيها أنظمة العالم الثالث، ومَنْ تحول ديموقراطية؛ يشكو من جذوره الدكتاتورية والإنفرادية، ويعتقد بسلوك الديموقراطية لسلطة حاكمة لا سلطة محكومة بحمل قضايا شعب، ومن هذا التصور هرولة الى صناعة النخبوية والإسئثار وتغليب البَطانة، وتهالك المؤسسات بالمحسوبيات، والبحث عن الشركاء الضعفاء وإضعاف الأقوياء؛ بإبعاد المعارض الإيجابي، وتقريب السلبي الموالي؛ فتحولت الشراكة الى شراك والمشاركة الى عراقيل بدواع ذاتية، وضرر الجميع بفعل مجموعة، وتسقيط المجموع من البعض.
إن أقدارالعراق جعلته مجموعة مكونات عرقية وطائفية ومذهبية؛ أقل بكثير من كمها الهند والصين وروسيا وشعوب تعيش السلام، لكن طبيعة التفكير السياسي الضيف؛ وَلَدَ خوف من عودة الدكتاتورية بترويج سياسي ضيق، وأشعرت العرقيات بالتمسك بأصولها المهددة بالإندثار او القتل، وقطعت جسور الإعتماد على ديموقراطية تضمن حقوق المكونات، وعرقلت القوانين التي تتعلق بالخدمة والحياة؛ بمزايدات وشعارات لم يجني المُزايد عليه إلاّ مزيد من الويلات والنكبات، وإستغلت القضايا المجتمعية لمآرب شخصية حزبية، وطبيعة سياسة الدولة؛ تبنيها سياسات وطنية بإطروحات تعزز الوشائج المجتمعية، وتدفع المواطن لحرية الإختيار دون ضغوطات بوسائل مخادعة كالتباكي على همومه؛ للحصول على منافع ذاتية، وتعزيز الوشائج المجتمعية والسياسية، تعطي للمواطن حرية الإختيار، دون إستمالة مشاعر بفبركة الواقع، وإختزال الوطنية بالذات دون الأخذ المؤيد والمخالف والمختلف والمحتاج.
المواطنة شعور لا تبنيه الشعارات، وهي إلتزام أخلاقي سياسي تجاه جماهير؛ لبناء مؤسسات وتشريعات تضمن العدالة والمساواة، ورسم صورة الوطن بخيمة تجمع المكونات.
يتأثر المجتمع بالفعل السياسي، وكلما تدنى السياسي ساء إختيار المواطن، وفي أحيان كثيرة يُخدع المواطن؛بأدوات تُحسن صناعة ذاتها، فتبتعد عن أيدلوجية الحاجة الفعلية، والنتيجة تشتت مجتمع وإنتشار فساد المحسوبية، الذي يضمن قيادة نخبة لا تستطيع تنطلق من حاجة المجتمع، وبالتالي بعض الساسة يؤسسون؛ لمجوعات حزبية منكمشة على نفسها بعيدة عن جمهورها؛ ساعية لتحطيم قواعد نظام سياسي بصياغة جماهيرية، لذا كان فعل بعض القوى السياسية تحريض على القانون والدولة، وأسست لمواطنة لا تحترم قوانينها؛ نتيجة شك وليد آراء سياسية؛ بأدوات تستعطف المواطن للإعتراض على الدولة في كل شيء، وترسم صورة بمخالب سياسية؛ دكتاتورية التفكير لا تدعو للتعايش، ولا تفكر بأهمية المراحل والأولويات والمجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر