الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يشدني المكان يكسرني العطر لجميلة عبد الرضا

فرات إسبر

2017 / 2 / 6
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


من ديوانها الأول " أجدل نهرا ً كي لا أغرق" تأخذنا الشاعرة جميلة عبد الرضا ، عبر تجربة شعرية متميزة . لطالما تغنى الشعراء بالأنهار ،لكنها أخذته من من شعره الطويل كي لا تغرق ، ومن بعده جاءت بنا إلى "سبع مرايا لسماء واحدة " هذه السماء التي ترسم لنا أحلامنا وخيباتنا وهي مرآة ذواتنا وأشعارنا .!
مع هذه اللهفة الشعرية المتنقلة ، ما بين الأنهار والمرايا التي تعيدنا إلى نرسيس وأساطير الجمال ، لا بد لها أن تعود إلى المكان الذي لا يؤنث ، المكان المذكر الذي له كل شيء في شرعية الكون والزمان ولكن المرأة الشاعرة ،
لا بد أن تترك بصماتها وعطرها في المكان، مهما تعذر تأنيثه.!
في هذه المجموعة الشعرية المتميزة للشاعرة جميلة عبد الرضا " يشدُني المكان يكسرني العطر ". نرى وحدة النص الشعري مع بصمتها الفارقة ، في نصوصها ، فنتعرف إلى قصيدة الشاعرة باسلوبها وغنائيتها وعمقهاالأنساني الذي تجسد أساسا ً في العنوان الذي، يخلق الكثير من الأسئلة ،عن وجود المرأة الشاعرة في الزمان والمكان أو عن وجودها في الشعر والأدب عبر الزمان والمكان .
من الأزل كانت وما زالت المرأة الشاعرة تعاني التعددية بذاتها، متنقلة عبر هوية الذات والآخر ،ورغم هذا التحول عبر الزمان والمكان ،تبقى المرأة الشاعرة تفوح بشعرها و بعطر وجودها من خلال نصوص تحفرها بعمق شعري :
في نصها الأول ، الذي وسمت به عنوان مجموعتها الشعرية " يشدُني المكان يكسرني العطر "
تأخذنا الشاعرة معها في متاهات الأسئلة الأنسانية المحيرة ،التي لا يكون لها شفيعا ً سوى أسئلة الشعر المفتوحة على الحياة وإلانسان ..!
إنّنا لا نجد الأجوبةَ أبداً في عالم لا يجيد لغة الحياة الحقيقية ، لا يجيد الاعتراف بواقع ٍ يعيشه أو يتوهم أنه يعيشه، فتأتي أسئلة الشاعرة لتقلقه من ثباته هوالذي يعيش في عالم متأرجحٍ من وطن وذاكرة وتاريخ ذكوري موروث.
تقول الشاعرة :
لمَ كلما طويت ُ مدينة ً في حلمي
أتلمس أن الحبَّ أجمل ولو بعد حين
وأن في عينيك أجراساً ترفعني
لحجر الشمس أو أبعد
أصير الزمن الثالث
البعد الآتي
نقطة بدء
أو شهوة أبدْ
أيعرفني المكان بكل هذياني ..؟
يحتوي ديوان الشاعرة على خمسة وسبعين نصا ً.تأسرنا هذه النصوص بومضاتها الشعرية التي تفتح لنا أبواب الدهشة على الشعر ،على الحياة البخيلة في كل شيء.
فمن خلا ل نصها" أمشي بقدم واحدة "
إلى" الغزالة الجريحة في رأسي" إلى" المناجل "
نصوص تأخذنا بسحر العناوين، التي ، هي المدخل الحقيقي للجمال الشعري بحد ذاته .
ومن بين "المناجل"إلى "كل هذا الشجن في العناق " إلى عزلة العاشقات وغيرها من النصوص الممتلئة بالحياة ، بكل تفاصليها، تأخذنا جميلة عبد الرضا إلى عطرها الشعري الذي يفوح في المكان والكتاب .


يشدني المكان .. يكسرني العطر
مجموعة شعرية صدرت عن دار النهضة العربية بيروت 2017
جميلة عبد الرضا
شاعرة وطبيية من لبنان
صدر لها
أجدل نهرا كي لا اغرق
2013
سبع مرايا لسماء ٍ واحدة 2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد