الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدام والصراع على السلطة في سوريا

سحر حويجة

2006 / 1 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كان واضحاً أن النظام السوري يلعب على عامل الزمن، ويماطل في عملية سير التحقيق، على أمل التغيير على الصعيد اللبناني، أو تغيير مواقف الدول الكبرى، هذه المماطلة التي سوف تنعكس سلباً على الصعيد اللبناني، ومع الزمن ستنعكس سلباً على الصعيد السوري، نتيجة ما تسببه من توتر وقلق، إضافة إلى أزمات اقتصادية وركود، وبطالة، واحتقان، في المقابل فإن أمريكا، التي لا تسعى الآن للحسم العسكري، تعمل هي الأخرى للاستفادة من المماطلة أولاً : من خلال الضغط على النظام في سوريا ، وثانياً: الضغط على لبنان، بما يخدم السياسة الأمريكية، قد يصل الأمر في النهاية، عندما تنضج الظروف لصالحها ، أن تعمل على إظهار فشل مجلس الأمن، مرة أخرى في إدارة الأزمات العالمية، لتستغل الفرصة وتبادر بمفردها، بدعم حلفائها، من أجل تسوية الأوضاع بما يناسبها.
شكل ظهور خدام إنذاراً قوياً للنظام السوري، بأنه يملك معلومات تؤكد تورط الرئيس السوري بتهديد رفيق الحريري، ظهر عجز النظام عن دحض أقواله، ونذيراً أن الصراع أصبح داخل بيت النظام، حيث أن هذا له بالغ الأثر ، على قوة النظام في مواجهة التحديات، فهو في مرحلة أولى يشكل وسيلة ضغط، قوية ضد النظام، للبحث عن مخرج للحفاظ على عدم انتقاص من هيبة الدولة، من خلال رئيسها، وحماية موقع الرئاسة ، من هنا بدأت المبادرات العربية، من أجل أكبر تعاون من النظام مع لجنة التحقيق، مقابل حماية موقع الرئاسة من التعرض، الذي قد يؤدي إلى الاهتزار، إضافة لذلك فإن عبد الحليم خدام يشكل تهديداً كبيراً لما يملكه من معلومات، وملفات تؤدي لفضح سياسة النظام السوري، وفضح أركان النظام، سواء على الصعيد الداخلي ، أم على الصعيد اللبناني، التي سوف تظهر تباعاً، تبعاً لتطور الأوضاع ، يساهم ذلك في زرع الخوف في قلوب أركان النظام، وتؤدي إلى إركاعه، وتطويعه، للوصول إلى مرحلة إسقاطه، ثانياً محاولة كسر الإجماع في البيت الداخلي للسلطة، مما يؤدي إلى ضعضعة السلطة، لما لديه من مريدين وأتباع، وبما يمثل من وزن سياسي وربما عسكري ، باعتباره أحد التيارات الحاكمة ، يساعد في زيادة أزمة النظام التي سترخي بظلالها على كل قوى النظام، سينعكس ذلك أيضاً على الشارع ، خاصة قاعدة النظام.
إن جوهر الصراع القائم بين أجنحة السلطة هو صراع سياسي، بدأ منذ أو قبل تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة، صحيح أن خدام بدا أنه ساهم في تسليم دفة الحكم للرئيس بشار طواعية، لكن حقيقة الأمر ، أن موازين القوى، وآلية عمل الدولة ، هي التي حكمت وقضت بذلك، إن توريث الحكم ما كانت تتم إلا بمخالفة أيديولوجيا البعث، و مخالفة الدستور، حيث أن الرئيس بشار الأسد استمد قوته ، من توافق الأجهزة الأمنية التي أعطته ولائها المطلق، على اعتبار أنه امتداد للسلف ، وقد لعب العامل الطائفي دور بارز ، بسبب من انتماء رموز هذه القوى، التي لا تطمح إلى دفة القيادة، بل لا بد من رمز سياسي تدعمه ، أما الجهاز السياسي المتمثل بحزب البعث وبالأخص قيادته القطرية، في ظروف الشلل السياسي التي عاشتها سوريا، تحولت إلى بوق داعم للنظام ، والجناح السياسي كان المهم بالنسبة إليهم الحفاظ على مناصبهم، عبد الحليم الخدام أحد هؤلاء ، وقد كان المتضرر الأول، باعتباره هو الرئيس الشرعي، لكنه قبل بأن يحافظ على دوره ، كما في العهد السابق، بل ربما راهن على دور أكبر مع الرئيس بشار الأسد، ليستفيد الأخير من تجربته وخبرته في قيادة الدولة، لكن في سياق الصراع بين جيلين ومرحلتين ، حيث عمل الرئيس بشار الأسد على إقصاء وجوه أمنية وعسكرية مهددة للحكم، التي كانت تمثل المرحلة الماضية ، وبالتالي إضعاف الاتجاه السياسي لهذه القوى ، مع إن الاتجاه السياسي لم يكن مهدد لسلطة الرئيس الجديد، وبالتالي لا يوجد مبرر لإقصائهم، وهكذا فإن التغيير الأساسي الذي حصل في عهد الرئيس بشار الأسد هو تغيير الرجال، برجال أكثر قرباً من الرئيس أو جيل آخر، من أجل إعادة إنتاج النظام، ولكن لم يتم تغيير السياسات، مع إن تغيير السياسة هي الأهم من أجل حسم الصراع بين مرحلة وأخرى، تغيير السياسة التي كانت لا تتم إلا بتغيير أساليب الحكم، وإشاعة الديمقراطية، والانفتاح ومشاركة المجتمع، لكن كل ما حصل هو تغيير الوجوه، وفقاً للمثل القائل ، التاريخ يعيد نفسه مرتين مرة مسخرة ومرة مهزلة، هذا ترك الباب واسع للمنافسة ، بين قوى النظام ، ورفض الوجوه القديمة للوجوه الجديدة باعتبارهم أقل خبرة وكفاءة، واتخذ الصراع بعد سياسي وعسكري، واقتصادي، بين أجنحة النظام المختلفة، وصل الذروة مع المؤتمر الأخير للحزب، حيث تم إخراج خدام من القيادة القطرية، وأخرج نفسه من القيد الأخير للسلطة، لكن حلمه في قيادة التغيير والعودة للسلطة من الباب الواسع، أن يتربع على هرمه، مازال يدغدغ أحلام نائب الرئيس السابق، وأن الانتقام من سياسة اعتبرها ظالمة ، ومجحفة بحقه كانت بارزة، صب جام غضبه على سياسة الرئيس بشار، بتأكيده أنه فردي وديكتاتوري، أكثر من العهد السابق، فهذا القول في جانب كبير منه يعود ، إلى ردة فعل نائب الرئيس على تحجيم دوره، وتهميشه ، بل والضغط عليه، وإنه لم يكن أحد أصحاب القرار في هذه المرحلة.
إن استغلال خدام قد يحقق أكثر من مهمة ، و فقاً للسيناريو المقرر اتجاه النظام السوري، فإذا تم إدانة الرئيس، قد نكون أمام اتجاه يدعو، إلى تنحي الرئيس، على أن تقوم ، المؤسسات الدستورية بعملها وإلغاء مرحلة الرئيس بشار، والعودة إلى العهد السابق ، حيث سيكون نائب الرئيس رئيساً. هذا الخيار يحمل في طياته تهديد سلطة العائلة، ربما تنعكس طائفياً، التي دعت رفعت الأسد إلى الحذر من الوضع الجديد.
أو سيناريو الخروج من الأزمة عبر انقلاب، والعودة أيضاً للاستحقاق الدستوري السابق، ريثما يتم التغيير في سوريا، حيث أن هناك مجموعة من القوى التي خرجت من السلطة، ولكن مازالت تحتفظ بوجودها من خلال أنصارها السياسيين والعسكريين، لقد قامت بتغيير الوجوه ولم تتغير آلية عمل السلطة، لذلك بقي القسم الأعظم منهم يشعرون بالغبن من اقتسام كعكة السلطة، وهنا يكون الرئيس بشار وسلطته دخلت مرحلة جديدة، لذلك سوف يزداد الخوف، ويتم الاعتماد أكثر فأكثر على الموثوقين والموالين، خوفاً من المجهول، هذا يساهم في ميل السلطة إلى التعسف، وزعزعة الثقة وزيادة الشك داخل بيت النظام، أو أن يقوم النظام في تبني الخيار الآخر وهو خيار صعب، يتم عبر تغيير الآلية السياسية القائمة، في اتجاه التغيير الجذري ، من خلال سن قانون انتخابات، وإفساح أكبر مجال للمشاركة السياسية من قبل جميع القوى، وهذا خيار غير وارد في حسابات النظام.
إن ردة فعل النظام على ظاهرة خدام، بتوجيه تهمة الخيانة، وتهم الفساد، أكدت إن الفساد هو الورقة الرابحة من السلطة ضد السلطة نفسها، هكذا يتم حفظ الولاء، واستمراره، إن المحاسبة وفضح الملفات وكشفها ، لا يتم إلا بمناسبة الخروج من بيت الطاعة، أما عندما تكون رجل سلطة فأنت فوق القانون، وفوق البشر وفوق الشبهات، بل لا يحق لأي كان أن يحاسبك، وهذا ما يبرر دفاع المسؤولين في هذه الدول عن حقهم الدائم في السلطة، لأن السلطة هي مجال الحرية المطلقة من كل قيد، ومن خلالها تعمل ما يحلو لك، ليس المطلوب منك تنفيذ برامج ولا مشاريع، لأنك قد تفشل، أما السعي للمصالح الخاصة والفئوية مهما كانت الوسائل ، ستحقق نجاحاً مستمراً لك، وإذا نزلت عن الكرسي قد تخسر كل شيء، في الوقت الذي يعيش الشعب في ظل رقابة خانقة وقاتلة، بسبب استمرار العمل بأسوأ القوانين، لتكون سيفاً مسلطاً على رقاب الشعب، وحريته وكرامته، هكذا يتم إنتاج ، الفساد والخوف، والجوع، وإن الدفاع عن المصالح الخاصة هو الدافع للدفاع عن الوطن، ليتحول الشعب إلى وقود ومحارق. إن القنابل الصوتية المتقابلة بين خدام والنظام وأقطاب آخرون ، هي مرحلة جديدة تدخل الساحة الداخلية في الصراع والاستقطاب. حيث الشعب سيتحول إلى مجرد مشاهد على المسرح.
على قوى المعارضة أن تكون يقظة، أن لا تتحول إلى رافعة لأحد من قوى النظام، وإعطاء الشرعية ، المهم منع هذه القوى من قيادة حركة المعارضة، لأن هدفهم الأول ، ليس دعم صف المعارضة، بل محاولة كسب شرعية وجودهم المعارض، ودعم مواقعهم، للعودة للحكم، وهم حكماً لا يملكون برامج للتغيير، وليسوا أهل تغيير، إن أكثر ما يهمهم مصالحهم الخاصة، على المعارضة، أن تعمل على الاستفادة من هذه التناقضات، من أجل تعزيز وجودها الشعبي، واستقطاب قوى المجتمع، عبر فضح مجمل قوى النظام، معركة في صالح المعارضة إذا استطاعت استثمارها، من أجل كتابة تاريخاً آخر سطره الشعب بالدم والاعتقال والفقر والعذاب، يفتح المجال لحياة حرة وكريمة، ولن يتم دون محاسبة الفاسدين . وعلينا تشجيعهم على كتابة تاريخهم كما أعلن السيد خدام، لعله يظهر خفايا الأمور التي تساهم في رفع وعي المجتمع و معرفة حقوق الشعب المهدورة أين ذهبت.
سحر حويجة
خدام والصراع على السلطة في سوريا

كان واضحاً أن النظام السوري يلعب على عامل الزمن، ويماطل في عملية سير التحقيق، على أمل التغيير على الصعيد اللبناني، أو تغيير مواقف الدول الكبرى، هذه المماطلة التي سوف تنعكس سلباً على الصعيد اللبناني، ومع الزمن ستنعكس سلباً على الصعيد السوري، نتيجة ما تسببه من توتر وقلق، إضافة إلى أزمات اقتصادية وركود، وبطالة، واحتقان، في المقابل فإن أمريكا، التي لا تسعى الآن للحسم العسكري، تعمل هي الأخرى للاستفادة من المماطلة أولاً : من خلال الضغط على النظام في سوريا ، وثانياً: الضغط على لبنان، بما يخدم السياسة الأمريكية، قد يصل الأمر في النهاية، عندما تنضج الظروف لصالحها ، أن تعمل على إظهار فشل مجلس الأمن، مرة أخرى في إدارة الأزمات العالمية، لتستغل الفرصة وتبادر بمفردها، بدعم حلفائها، من أجل تسوية الأوضاع بما يناسبها.
شكل ظهور خدام إنذاراً قوياً للنظام السوري، بأنه يملك معلومات تؤكد تورط الرئيس السوري بتهديد رفيق الحريري، ظهر عجز النظام عن دحض أقواله، ونذيراً أن الصراع أصبح داخل بيت النظام، حيث أن هذا له بالغ الأثر ، على قوة النظام في مواجهة التحديات، فهو في مرحلة أولى يشكل وسيلة ضغط، قوية ضد النظام، للبحث عن مخرج للحفاظ على عدم انتقاص من هيبة الدولة، من خلال رئيسها، وحماية موقع الرئاسة ، من هنا بدأت المبادرات العربية، من أجل أكبر تعاون من النظام مع لجنة التحقيق، مقابل حماية موقع الرئاسة من التعرض، الذي قد يؤدي إلى الاهتزار، إضافة لذلك فإن عبد الحليم خدام يشكل تهديداً كبيراً لما يملكه من معلومات، وملفات تؤدي لفضح سياسة النظام السوري، وفضح أركان النظام، سواء على الصعيد الداخلي ، أم على الصعيد اللبناني، التي سوف تظهر تباعاً، تبعاً لتطور الأوضاع ، يساهم ذلك في زرع الخوف في قلوب أركان النظام، وتؤدي إلى إركاعه، وتطويعه، للوصول إلى مرحلة إسقاطه، ثانياً محاولة كسر الإجماع في البيت الداخلي للسلطة، مما يؤدي إلى ضعضعة السلطة، لما لديه من مريدين وأتباع، وبما يمثل من وزن سياسي وربما عسكري ، باعتباره أحد التيارات الحاكمة ، يساعد في زيادة أزمة النظام التي سترخي بظلالها على كل قوى النظام، سينعكس ذلك أيضاً على الشارع ، خاصة قاعدة النظام.
إن جوهر الصراع القائم بين أجنحة السلطة هو صراع سياسي، بدأ منذ أو قبل تسلم الرئيس بشار الأسد السلطة، صحيح أن خدام بدا أنه ساهم في تسليم دفة الحكم للرئيس بشار طواعية، لكن حقيقة الأمر ، أن موازين القوى، وآلية عمل الدولة ، هي التي حكمت وقضت بذلك، إن توريث الحكم ما كانت تتم إلا بمخالفة أيديولوجيا البعث، و مخالفة الدستور، حيث أن الرئيس بشار الأسد استمد قوته ، من توافق الأجهزة الأمنية التي أعطته ولائها المطلق، على اعتبار أنه امتداد للسلف ، وقد لعب العامل الطائفي دور بارز ، بسبب من انتماء رموز هذه القوى، التي لا تطمح إلى دفة القيادة، بل لا بد من رمز سياسي تدعمه ، أما الجهاز السياسي المتمثل بحزب البعث وبالأخص قيادته القطرية، في ظروف الشلل السياسي التي عاشتها سوريا، تحولت إلى بوق داعم للنظام ، والجناح السياسي كان المهم بالنسبة إليهم الحفاظ على مناصبهم، عبد الحليم الخدام أحد هؤلاء ، وقد كان المتضرر الأول، باعتباره هو الرئيس الشرعي، لكنه قبل بأن يحافظ على دوره ، كما في العهد السابق، بل ربما راهن على دور أكبر مع الرئيس بشار الأسد، ليستفيد الأخير من تجربته وخبرته في قيادة الدولة، لكن في سياق الصراع بين جيلين ومرحلتين ، حيث عمل الرئيس بشار الأسد على إقصاء وجوه أمنية وعسكرية مهددة للحكم، التي كانت تمثل المرحلة الماضية ، وبالتالي إضعاف الاتجاه السياسي لهذه القوى ، مع إن الاتجاه السياسي لم يكن مهدد لسلطة الرئيس الجديد، وبالتالي لا يوجد مبرر لإقصائهم، وهكذا فإن التغيير الأساسي الذي حصل في عهد الرئيس بشار الأسد هو تغيير الرجال، برجال أكثر قرباً من الرئيس أو جيل آخر، من أجل إعادة إنتاج النظام، ولكن لم يتم تغيير السياسات، مع إن تغيير السياسة هي الأهم من أجل حسم الصراع بين مرحلة وأخرى، تغيير السياسة التي كانت لا تتم إلا بتغيير أساليب الحكم، وإشاعة الديمقراطية، والانفتاح ومشاركة المجتمع، لكن كل ما حصل هو تغيير الوجوه، وفقاً للمثل القائل ، التاريخ يعيد نفسه مرتين مرة مسخرة ومرة مهزلة، هذا ترك الباب واسع للمنافسة ، بين قوى النظام ، ورفض الوجوه القديمة للوجوه الجديدة باعتبارهم أقل خبرة وكفاءة، واتخذ الصراع بعد سياسي وعسكري، واقتصادي، بين أجنحة النظام المختلفة، وصل الذروة مع المؤتمر الأخير للحزب، حيث تم إخراج خدام من القيادة القطرية، وأخرج نفسه من القيد الأخير للسلطة، لكن حلمه في قيادة التغيير والعودة للسلطة من الباب الواسع، أن يتربع على هرمه، مازال يدغدغ أحلام نائب الرئيس السابق، وأن الانتقام من سياسة اعتبرها ظالمة ، ومجحفة بحقه كانت بارزة، صب جام غضبه على سياسة الرئيس بشار، بتأكيده أنه فردي وديكتاتوري، أكثر من العهد السابق، فهذا القول في جانب كبير منه يعود ، إلى ردة فعل نائب الرئيس على تحجيم دوره، وتهميشه ، بل والضغط عليه، وإنه لم يكن أحد أصحاب القرار في هذه المرحلة.
إن استغلال خدام قد يحقق أكثر من مهمة ، و فقاً للسيناريو المقرر اتجاه النظام السوري، فإذا تم إدانة الرئيس، قد نكون أمام اتجاه يدعو، إلى تنحي الرئيس، على أن تقوم ، المؤسسات الدستورية بعملها وإلغاء مرحلة الرئيس بشار، والعودة إلى العهد السابق ، حيث سيكون نائب الرئيس رئيساً. هذا الخيار يحمل في طياته تهديد سلطة العائلة، ربما تنعكس طائفياً، التي دعت رفعت الأسد إلى الحذر من الوضع الجديد.
أو سيناريو الخروج من الأزمة عبر انقلاب، والعودة أيضاً للاستحقاق الدستوري السابق، ريثما يتم التغيير في سوريا، حيث أن هناك مجموعة من القوى التي خرجت من السلطة، ولكن مازالت تحتفظ بوجودها من خلال أنصارها السياسيين والعسكريين، لقد قامت بتغيير الوجوه ولم تتغير آلية عمل السلطة، لذلك بقي القسم الأعظم منهم يشعرون بالغبن من اقتسام كعكة السلطة، وهنا يكون الرئيس بشار وسلطته دخلت مرحلة جديدة، لذلك سوف يزداد الخوف، ويتم الاعتماد أكثر فأكثر على الموثوقين والموالين، خوفاً من المجهول، هذا يساهم في ميل السلطة إلى التعسف، وزعزعة الثقة وزيادة الشك داخل بيت النظام، أو أن يقوم النظام في تبني الخيار الآخر وهو خيار صعب، يتم عبر تغيير الآلية السياسية القائمة، في اتجاه التغيير الجذري ، من خلال سن قانون انتخابات، وإفساح أكبر مجال للمشاركة السياسية من قبل جميع القوى، وهذا خيار غير وارد في حسابات النظام.
إن ردة فعل النظام على ظاهرة خدام، بتوجيه تهمة الخيانة، وتهم الفساد، أكدت إن الفساد هو الورقة الرابحة من السلطة ضد السلطة نفسها، هكذا يتم حفظ الولاء، واستمراره، إن المحاسبة وفضح الملفات وكشفها ، لا يتم إلا بمناسبة الخروج من بيت الطاعة، أما عندما تكون رجل سلطة فأنت فوق القانون، وفوق البشر وفوق الشبهات، بل لا يحق لأي كان أن يحاسبك، وهذا ما يبرر دفاع المسؤولين في هذه الدول عن حقهم الدائم في السلطة، لأن السلطة هي مجال الحرية المطلقة من كل قيد، ومن خلالها تعمل ما يحلو لك، ليس المطلوب منك تنفيذ برامج ولا مشاريع، لأنك قد تفشل، أما السعي للمصالح الخاصة والفئوية مهما كانت الوسائل ، ستحقق نجاحاً مستمراً لك، وإذا نزلت عن الكرسي قد تخسر كل شيء، في الوقت الذي يعيش الشعب في ظل رقابة خانقة وقاتلة، بسبب استمرار العمل بأسوأ القوانين، لتكون سيفاً مسلطاً على رقاب الشعب، وحريته وكرامته، هكذا يتم إنتاج ، الفساد والخوف، والجوع، وإن الدفاع عن المصالح الخاصة هو الدافع للدفاع عن الوطن، ليتحول الشعب إلى وقود ومحارق. إن القنابل الصوتية المتقابلة بين خدام والنظام وأقطاب آخرون ، هي مرحلة جديدة تدخل الساحة الداخلية في الصراع والاستقطاب. حيث الشعب سيتحول إلى مجرد مشاهد على المسرح.
على قوى المعارضة أن تكون يقظة، أن لا تتحول إلى رافعة لأحد من قوى النظام، وإعطاء الشرعية ، المهم منع هذه القوى من قيادة حركة المعارضة، لأن هدفهم الأول ، ليس دعم صف المعارضة، بل محاولة كسب شرعية وجودهم المعارض، ودعم مواقعهم، للعودة للحكم، وهم حكماً لا يملكون برامج للتغيير، وليسوا أهل تغيير، إن أكثر ما يهمهم مصالحهم الخاصة، على المعارضة، أن تعمل على الاستفادة من هذه التناقضات، من أجل تعزيز وجودها الشعبي، واستقطاب قوى المجتمع، عبر فضح مجمل قوى النظام، معركة في صالح المعارضة إذا استطاعت استثمارها، من أجل كتابة تاريخاً آخر سطره الشعب بالدم والاعتقال والفقر والعذاب، يفتح المجال لحياة حرة وكريمة، ولن يتم دون محاسبة الفاسدين . وعلينا تشجيعهم على كتابة تاريخهم كما أعلن السيد خدام، لعله يظهر خفايا الأمور التي تساهم في رفع وعي المجتمع و معرفة حقوق الشعب المهدورة أين ذهبت.
سحر حويجة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة