الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشهاد جندي اماراتي في اليمن

ناجح شاهين

2017 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


استشهاد جندي اماراتي في اليمن
ناجح شاهين
"اي هذا الدم العربي لماذا هدرت وواجبك العسكري فلسطين؟ انت اجب ايها الدم يا سيد المعرفة" (مظفر)
مدهش جداً فيما نحسب الجهد الهائل الذي يبذل منذ أكثر من خمس سنوات في الاقتتال "البيني" العربي. ومدهش حد الإبهار الصلابة والشجاعة التي يبديها المتقاتلون، والموارد الهائلة التي تراق جميعاً على مذبح الحروب الأهلية العربية.
أنا ضد داعش، ضد داعش والنصرة وأخواتهما الشقيقات وغير الشقيقات. لكن الحق الذي لا جمجمة فيه هو أن داعش أولاً وأخواتها ثانياً يبدين شجاعة مبهرة، وإقداماً لا يضاهى، في مقارعة ويلات الحرب وفي مواجهة الموت، حتى لكأن من حق "مجاهديها" أن يوصفوا بطلاب موت لا طلاب حياة. على الأقل هذا ما يمكن قوله بالكثير من الثقة عن المقاتلين البسطاء سواء أكانوا سوريين أم عرباً أم حتى "مجاهدين" كونيين من أوروبا وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. تخيلوا، تخيلوا لو أن سيل المقاتلين الشجعان وسيل "الشهداء" الذي لا ينقطع كانت بوصلته فلسطين عوضاً عن العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن...الخ.
يضاف للتضحيات البشرية الجسيمة، هدر المال من خزان البترودولار الذي يظن أصحابه أنه لا ينفد. مع أن الشاعر القديم أوضح لهم
"ألا إن كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل"
وللأسف إن كنز البترودولار أصغر مما توهم أصحابه، والدليل على ذلك أن دول الخليج بدأت تمارس "التقشف". نعم مهما كانت الكلمة مضحكة.
لكن التقشف لدهشتنا لا يشمل الإنفاق على "الثورات" العربية، وخصوصاً في هذه المرحلة سوريا والعراق واليمن بعد أن "نجحنا والحمد لله" في تدمير ليبيا التي ما عادت تستحق أن تذكر في نشرات الجزيرة أو العربية بوصفها بلداً حراً "يرتع" في مراعي الحرية والديمقراطية الخضراء بعد أن انهار نسيج الدولة، وعادت ليبيا إلى زمن المشاعية الأولى.
هنالك مئات من الميارات، نعم مئات تم هدرها من أجل التدمير الممنهج للدول العربية التي يمكن أن تشكل عوائق في سبيل التمتع بريع النفط حتى آخر كوب مع بيع مستقبل الدول ذاتها لمصلحة نخب مالية وسياسية لا ترى أبعد من أرنبة أنفها. ويشمل ذلك بالطبع صفقات السلاح المجنونة التي جعلت السعودية أكبر متسوق للسلاح الأمريكي في العالم على الرغم من أن هذا السلاح لا يقوى على ما يبدو على شيء أكثر من إبادة اليمن الذي لم يدخل العصر الحديث عندما بدأت السعودية قبل أكثر من عام في تدمير الشوارع المعبدة القليلة التي يمتلكها والمشافي الفقيرة المتناثرة على امتداد الجغرافيا المفككة والمدارس "الغلبانة" بكل معنى الكلمة.
هنالك ثروات وإمكانيات هدرت وما تزال، وهي موارد قادرة على تغيير وجه الصراع ضد "إسرائيل" . ولسنا نمارس أي نوع من الأحلام في هذا السياق: "إسرائيل" بلد قوي جداً، جداً إن شئتم. ولكنها أقل قوة وإمكانيات وموراد بكثير مقارنة بسيل الجهاد ونهر الموارد الموظف في سوريا والعراق. ولو كان لدينا معجرة "نقل الجبل من مكانه" ووجهنا البوصلة نحو فلسطين لكانت إمكانية تحريرها حقيقية. فقط لنتذكر ما فعله حزب الله وحده في العام 2006.
لكن هنا بالضبط "مربط الفرس": إن سيل الجهاد والموارد إنما يوظف لقتل المقاومة وإخماد أنفاسها نهائياً من أجل أن لا تزعج "إسرائيل" أو حلفاءها في الخليج. ومن هنا تبدو لنا الدول الخليجية الصغيرة من قبيل قطر أو البحرين أو أبوظبي أشبه برجل مريض ربح في اليانصيب ويخشى إخوته على ماله فيلجأ إلى عصابات و"بلطجية" أغراب يدفع لهم جل ثروته كي يحموا له شيئاً منها من مطامع الإخوة والجيران. هذا بتبسيط مخل جوهر السياسة الخليجية في المنطقة. وهو لسوء الحظ سبب كاف لتآمرها على الهوية العربية وصولاً إلى رعاية مشاريع تقطيع أوصال المشرق ممثلاً بسوريا والعراق وحتى لو بلغ السيل الزبى بأن تقضم تركيا شمال البلدين بالمشاركة مع "إسرائيل" التي يريد منها "زيتون" مجاهد قطر المعروف أن تقيم له منطقة آمنة جنوب سوريا.
الدول لها مصالح "قومية" ولكن أشباه الدول ذات البنى الريعية التي تعيش في القرون الوسطى لديها نخب استهلاكية واكتنازية توظف الهيكل الذي يشبه الدولة من أجل رعايتها وإنمائها. لذلك لا نستطيع أن نحلم بأن يتحول اتجاه تيار الموارد والجهاد الهادر نحو فلسطين. هذا الحلم مجرد "هبل" صباحي اخترق منا الرأس ونحن نستمع إلى خبر "استشهاد" جندي إماراتي في اليمن. وبالمناسبة لسنا متأكدين من هوية الشهيد: فقد يكون "إماراتياً" وقد يكون من جنسية عربية ما، ولكن الأرجح أنه مرتزق هندي أو بنغالي. ولسنا متأكدين أيضاً من أن أهل الجندي وأحبته وذويه يمكن أن يصدقوا فكرة انه استشهد حقاً في الجهاد اليمني العجيب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة