الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقاش العلماء بين الخلق و التطور

صباح ابراهيم

2017 / 2 / 6
الطب , والعلوم


تحتدم نقاشات علمية بين العلماء و المختصين في موضوع نظرية الخلق و التطور الدروينية ، والبحث في وجود الله او انكاره بين المؤمنين والملحدين .
كل منهم يحاول اثبات صحة رأيه وفكره وما يؤمن به .
سانقل لكم هنا بعض نقاشات وافكار بعض العلماء ذات المستوى العلمي المرموق ، و الشهادات العلمية و المناصب العالية في الجامعات لاغناء الفكر العلمي بين القراء .
د. جوناثان ويلز عالم الاحياء الجزيئية ، بروفيسور في جامعة كاليفورنيا واستاذ الدراسات الدينية في جامعة ييل . يعرّف نظرية التطور قائلا :
" احدى المبادئ السائدة حول النظرية الدروينية انها مجرد فوضى تماما كالنظر في غرفة مليئة بالدخان . والطريقة التي استخدمتها الداروينية لأفساد الادلة وتحريفها مسيئة للعلم . انهم حرفوا الادلة للمتحجرات لدعم نظرية لا اعتقد انها ملائمة . هل هذه النظرية واضحة بشكل كاف ، يجعل من الممكن ان تكون صحيحة؟ "
ويجيب د. جوناثان على هذا التساؤل : " لا شئ في هذه النظرية معرّف او محدد بدقة و بوضوح وبعناية . انها تفتقر الى الصرامة المتوقعة في الفيزياء الرياضية ، والفيزياء الرياضية تفتقر الى الصرامة المتوقعة في عالم الرياضيات ، لذا نحن نتحدث عن انحدار تدريجي تحت مستوى الوضوح . حتى نصل الى علم الاحياء التطوري .
د. ريتشارد دوكنز رائد الالحاد المتزمت ، واستاذ علم البايولوجي ، يقول :
" التطور حقيقة ، انها حقيقة اسست بشكل آمن وجوهري كاي حقيقة علمية أخرى اكثر الناس الذين لا يؤمنون بالتطور هم في الحقيقة جهلة " .
يرد البروفيسور جوناثان ويلز عليه قائلا :
التطور كلمة مخادعة ، انا اقول ان التغييرات الثانوية تحدث في نطاق النوع الواحد لكن داروين لم يكتب كتابا اسمه كيف تتغير الانواع الحالية مع الزمن ، بل كتب كتابا اسمه اصل الانواع ، وحاول ان يرينا كيف ان هذه العملية نفسها تؤدي الى ظهورانواع جديدة ، بل الى كل الانواع . والدليل على هذا الادعاء مفقود تقريبا كليا.
داروين لم يعرف كيف نشأت الحياة ولم يتكلم عنها .
عرفت الداروينية على انها النظرية التي تبدأ قصتها بعد نشوء الحياة وتتفاعل مع الكائنات الحية .
قصة التطور تتضمن بالطبع أصل الحياة ، لكن نظرية التطور الداروينية بعيدة جدا عن الوصول لتفسير نشوء الخلية الحية الاولى .
يشرح البروفيسور جوناثان ويلز عن تكون ونشوء الخلية الاولى قائلا :
" العناصر الضرورية للحياة هي الهيدروجين و الاوكسجين و الكاربون و النتروجين ، وكلها كانت متوفرة ، كل المطلوب لانشاء الخلية الحية الاولى هي طريقة لدمج تلك العناصر . ربما جاءت الطاقة المطلوبة للتفاعل من شرارة البرق.
لكن من المستحيل ان تلعب الصدفة اي دور في ترتيب معلومات معقدة مكتوبة بالمواد الكيميائية على شريط الحمض النووي DNA بالطريقة الصحيحة .
ان احتمال ظهور خلية حية واحدة بالصدفة هو 1 من كل 10 أس 40 محاولة فاشلة . ونجاح الصدفة لوضع الحياة في هذه الخلية هو احتمال 1 من كل 10 اس 950 من عدد المحاولات ، وهذا احتمال يساوي صفر بلا ادنى تفكير .
الفكرة الاكثر شعبية هي ان الحياة الاولى ظهرت فجأءة من حساء المواد الاولية . لاثبات هذه الفكرة ، قام عالم الكيمياء الحياتية ستانلي ميلر بخلط الماء و الميثان مع الامونيا والهيدروجين في دورق زجاجي ، لتقليد جو الارض في عصور نشأتها الاولى ، ثم اطلق شرارة كهربائية في دورق الاختبار الذي يحوي الخليط الكيميائي في محاولة لتخليق الحياة . لكن محاولاته المتكررة باءت بالفشل .
وبعد خمسين سنة من المحاولات المستمرة هجر العلماء الفكرة لصالح نظريات اخرى .
سئل الدارويني البارز مايكل روز ، كيف انتقلنا من عالم غير عضوي الى عالم الخلية العضوية ؟
اجاب مايكل روز : " من النظريات الشهيرة ان الحياة بدات على سطح البلورات ، حيث تراكمت الجزيئات على أسطح الاشكال البلورية ، وهذا قاد شيئا فشيئا الى تعقيد أكثر . ولكن الشئ اللطيف في البلورات ، ان الاخطاء تحدث بين الحين و الآخر . اي تحدث طفرات وهذا يفتح الطريق لحدوث الاختيار الطبيعي .
يعلق البروفيسور جوناثان ويلز قائلا : " لخلق حياة بالصدفة نحتاج الى حوالي 250 بروتين للحصول على أقل صورة من صور الحياة . وبهذا لا يمكن تصور حصول ذلك وظهور الحياة . وانه من المستحيلات تجمع تلك البروتينات سوية في مكان واحد لخلق خلية حية بطريقة تدريجية بسيطة . ويختم تعليقه قائلا :
"نحن لا نعرف مالذي تسبب في ظهور الحياة . "
عالم الاحياء الجزيئية دوج أكس يشرح الخلية الحية قائلا :
" انها مصنع دقيق الحجم ، حيث تستعمل الاوامر الرقمية لصناعة مكونات المصنع. لولب ال DNA العجيب المزدوج ، فيه جديلتان مزدوجتان متشابكتان تلتفان حول بعضهما البعض خارج الجزئ . تحتوي على مليارات المعلومات مخزونة في الكروموسوم داخل نواة الخلية . التي تشكل حجما صغيرا جدا من حجم الخلية الكلي .
المعلومات المخزنة في ال DNA تؤدي في النهاية الى توفير المعلومات في شكل احادي البعد تزودنا بالمعلومات الخاصة باشكال ثلاثية الابعاد .
"ان الخلية الحية لا تشبه اي شئ رأيناه قط في العالم المادي . لقد اكتشفنا في الخلية اشياء لا يمكن تفسيرها من منطلق اسباب مادية غير موجهة ولذا لابد من وجود مصدر ذكي عاقل للمعلومات . "
احد الاسئلة التي تواجه علم الاحياء الحديث هو : من اين حصلنا على المعلومات ؟
الجواب : افترض داروين ان الزيادة في المعلومات حدثت بسبب الاختيار الطبيعي ، لكن المعروف ان الاختيار الطبيعي يقلص المعلومات الوراثية ، ونحن نعرف هذا من كل بحوث معالجة الجينات التي اجريناها . فمن اين ستأتي المعلومات الوراثية الجديدة ، ويضيف قائلا :
" عندما نجد المعلومات في جزيئات ال DNA فالتفسير الارجح ان هناك مصدر ذكي وعاقل لهذه المعلومات ، وسنحتاج الى مبادئ الهندسة لفهم هذه الانظمة .
تشير معظم النظرية التطورية ضمنيا الى عدم وجود اله خالق ، او انه اله لا دور له في اي شئ ، لذا يكون من الطبيعي ان يقول الكثير من التطوريين ان الداروينية هي المحرك الاقوى للالحاد .
د. ويل بروفاين استاذ تاريخ علم الاحياء في جامعة كورنيل اعطانا فكرة مقلقة عن اي اين تقودنا الداروينية ويقول :
اذا نزعت الرسالة الرسالة الاخلاقية من الدين فما سيبقى لك ؟ ستبقى باقة من قصص الجن و الشياطين ، اليس كذلك ؟"
خلاصة النقاش ان الخلية الحية لا يمكن ان تنشأ بالصدفة ، ومن المستحيل ان تلعب الصدفة اي دور لخلق الحياة من غير تدخل خالق عاقل ذكي يجمع كل عناصر المكونة للحياة مع بعضها ويهيئ الضرف المناسب للتخليق المعقد جدا ، ثم يولد الحياة لتبدا مسيرتها التطورية ، ان كان هناك تطور فعلي .
لايمكن ان نرمي بملايين الحروف بالفضاء لتسقط على الارض مكونة قصيدة شعرية تتغزل بجمال المراءة مثلا او الطبيعة . هذا هو المستحيل بعينه لخلق الحياة من عناصر ميتة لا حياة فيها وكل شئ فيها مرتب ومنظم بما يبهر العقل .
انه الخالق العاقل البارع الذكاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا عن إله الأديان؟
رفيق التلمساني ( 2017 / 2 / 6 - 18:14 )
في آخر سطر من المقالة نقرأ: (انه الخالق العاقل البارع الذكاء).
لو ثبت أن لهذا الكون خالقا فلابد أن يكون عاقلا وبارع الذكاء بما لا يقاس بالنظر إلى أن هذا الكون خارق وعجيب فعلا بملايين المجرات وملايير النجوم في كل مجرة عدا ما دون ذلك، وأعجب من ذلك ظاهرة الجاذبية الغامضة والثقوب السوداء المهولة التي تلتهم النجوم. ثم العوالم المنتهية الصغر مثل الذرة والخلية والدنإ...
لكن التسليم بوجود هذا الخالق العظيم فعلا، لو وُجد، لا بد أن يتعارض أشد التعارض مع هذا الله الذي نعرفه وننسب إليه هذه الأديان المتهافتة في (معارفها) و(علومها) و(تعاليمها) و(شرائعها). من يؤمن فعلا أن الله خالق الكون هو نفسه الله مرسل الأنبياء وكتبهم التي تسببت للإنسانية في كوارث لا حصر لها ومازالت لا بد أنه شخص بلا عقل أو أنه تخلى عنه ووضعه في ثلاجة.
مع ذلك فالإيمان بالله خالق الكون لا ضير منه (كما هي عقيدة الربوبية))، لكن محاولات رجال الدين البائسة وهم يصارعون العلم بعلم مزيّف وبخبث ليست بريئة، لأن مرادهم النهائي هو الحيلولة دون خروج الناس من أديانهم وبالتالي من غبائهم وقصورهم حتى يحافظوا على مكانتهم ونفوذهم.
تحياتي


2 - السيد رفيق التلمساني
صباح ابراهيم ( 2017 / 2 / 6 - 22:22 )
هذا كلامك :( مع ذلك فالإيمان بالله خالق الكون لا ضير منه (كما هي عقيدة الربوبية))، لكن محاولات رجال الدين البائسة وهم يصارعون العلم بعلم مزيّف وبخبث ليست بريئة)

وهذا ردي :
انت تخلط بين عمل اله خالق عظيم و عمل رجال الدين ، عمل الله متكامل بقدرة متناهية و عظمة سرمدية ، اما عمل رجال الدين فهم بشر يخطأؤون ويرتكبون المعاصي و حتى الجرائم و يحكمون بالقتل و الجلد والرجم ويرتكبون الزنى .

فهل تساوي بين الخالق و المخلوق ؟ هل يستطيع المخلوق ان يحلق بالجو بمفردة نصف متر لكن الخالق وزع الكواكب و المجرات والنجوم تسبح في الكون بأفلاك لا يعرف سرها وجودها الا الله .

الفرق كبير و لايقاس


3 - خلط
رفيق التلمساني ( 2017 / 2 / 7 - 07:46 )
هل الله خالق الكون هو صاحب هذه الكتب السماوية؟
أنا لا أخلط. أنت تخلط بين إله الأديان وهي صنيعة بشرية وإله الكون إن وجد طبعا. يوجد فرق بين الربوبية (théisme) والإلهية (déisme)
تحياتي


4 - تعليق
nasha ( 2017 / 2 / 7 - 10:42 )
باللاتينية deus تعني God
باليونانية Theos تعني God
الفرق الحقيقي بينهما هو أن كل كلمة مشتقة من لغة مختلفة ولكن المعنى هو الخالق في الحالتين
الفرق الاحدث في المعنى اخترعه الفلاسفة الأوربيون في عصر التنوير للتمييز بين مفهوم الله في الدين ومفهوم الله في الطبيعة.
أما الربوبية والالوهية فهي ترجمة لا تعطي نفس المعنى الأصلي المستحدث المقصود
تحياتي


5 - رفيق التلمساني
صباح ابراهيم ( 2017 / 2 / 7 - 12:53 )
اين كتب تقصد ؟
هناك كتب فيها كلام الله عبر الانبياء . كلم الله انبياءه مباشرة او بالوحي .
وهناك كتب عبرت بروح الله القدوس عبر وحي الرسل الذين كتبوا عن المسيح حياته و رسالته و فداءه .
وهنا كتاب كتبه بشر ادعوا فيه انه وحي الله و كلامه ويقول (الله) فيه :
( إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون ) فهل نقول ان هذا كلام الله في كتاب سماوي ؟
ام كلام شخص يتكلم عن الله ويقول عنه ( هو السميع العليم ) وليس انا السميع العليم .

اما ان كنت ملحدا وتريد فرض الحادك على المؤمنين ، فنقول لك : لكم دينكم ولنا ديننا .
تحياتي

اخر الافلام

.. أكثر من نصف سكان السودان يواجهون نقصا حادا في الأمن الغذائي


.. انقطعت أخبارهما لأيام.. العثور على جثتي شابين تاها في صحراء




.. لأسباب غامضة بعض الناس يعانون من حالة الاكتئاب وتبدل المزاج


.. الوليد عثمان : وزارة الصحة المصرية أكبر مؤسسة عالمية تسجل أر




.. خبيرة التغذية لبنى الرفاعي تحذر من شرب المياه على الطائرة