الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيير اسم الوطن الأصيل إلى اسم أجنبي دخيل على الشعب مرفوض و لا يقبل أي تبرير أو تأويل؟

محمد مندلاوي

2017 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية





محمد مندلاوي


على أديم كوكبنا الدوار كل شيء في جوفه أو في سطحه أو في سمائه يحمل اسماً محدداً يعرف به, وهو الهوية الأولى التي أعطاه إياه الإنسان منذ أن وجود على ثراه, ويخضع لهذه المنظومة اللغوية الإنسان ذاته, وإلا ما سمي إنساناً, وكذلك الحيوان والنبات والجماد وكل مكونات الطبيعة من الأحياء والأموات, والطبيعة ذاتها أيضاً لها اسم تسمى به. لا بل حتى أن الخالق الذي أوجد الكون وكل ما فيه من مخلوقات شتى يستدل عليه أيضاً باسمه أو بأسمائه أو بصفاته المتعددة كما تقول الأديان.
عزيزي القارئ, إن جوهر موضوعنا لهذا اليوم, هو عن تغيير اسم فيدرالية غرب كوردستان, إلى فيدرالية شمال سوريا من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي ورئيسه المشترك الأستاذ (صالح مسلم). مما لا شك فيه, أن هذه الخطوة.. التي خطاها الحزب المذكور كمحاولة سياسية منه لكسب أولئك العملاء القابعون في إسطنبول, وينظرون إلى تطلعات الشعب الكوردي المشروعة على أرضه في غرب كوردستان بعيون تركية طورانية لا تقبل بأي شيء كوردي على الأرض, هل لا يعرف السياسي الكوردي هذا!! ربما عند الحزب المذكور مسوغات وتفسيرات عديدة لخطوته هذه, إلا أننا كمواطنين كوردستانيين نرى أن المساس باسم الوطن تحت أي ظرف كان لا يقبل أية تبريرات وتأويلات مهما كانت أسبابه ودوافعه. لماذا لا يغيير الفلسطينيون اسم الضفة الغربية إلى اسمها العبري وهو يهودا و سامرة إرضاءاً لليهود؟ لماذا لا يغيير الإيرانيون اسم الخليج الفارسي إلى الخليج العربي إرضاءاً للعرب؟ لماذا لا يغيير البريطانيون اسم القنال الإنكليزي إلى بحر المانش إرضاءاً للفرنسيين؟ لماذا نحن الكورد فقط علينا أن نقدم تنازلات تلوا التنازلات في أرجاء كوردستان!! وتحت وطأة التعريب المقيتة التي نفذتها حكومات يعربية همجية خسرنا ولا زلنا نخسر مدناً وقرىً كوردية كوردستانية دنسها حفنة من الأعراب استوطنوا أرض الشعب الكوردي عنوة.
عزيزي القارئ, دعني أعود بك إلى شهر نوفمبر من العام الماضي, في هذا الشهر الذي تتحول فيه أرض السويد إلى لون القطن زار الأستاذ (صالح مسلم) مدينة أوبرو (Örebro) السويدية وذلك لإلقاء محاضرة في إحدى قاعات جامعة المدينة وكنت وزوجتي من الحاضرين, بدأ الأستاذ محاضرته واستعرض الوضع الراهن في غربي كوردستان بكل تفرعاته, ألا أنه في سياق سرده للأحدث والمعارك التي تجري على أديم الوطن ضد الإرهابيين القتلة غير الأستاذ المحاضر بغتة وعلى غير انتظار اسم كوردستان إلى "ميزوبوتامياMezopotamya =" هنا لم أتمالك نفسي من هول الصدمة وعرفت وراء الأكمة ما وراءها, لأني لم ولن أقبل من كائن من كان يحاول أن يلغي شيئين مقدسين عندي هما وطني وشعبي, لكني صبرت عليه إلى أن انتهى من محاضرته وجاء دور طرح الأسئلة فقلت له أستاذ أن وطننا اسمه كوردستان وليس ميزوبوتاميا, وكان عذره أقبح من فعله عندما رد علي قائلاً: أن ميزوبوتاميا أقدم من كوردستان. قلت له أستاذ هذا غير صحيح أنا كتبت مئات الصفحات عن هذا الموضوع,أن كوردستان مهد البشرية الأولى والثانية,ثم حاولت أن أتوسع في الموضوع معه ألا أن بعض الطفيليون ممن وجدوا هناك لم يسمحوا لي بمناقشته. عزيزي القارئ, إن الأمَر من هذا كله عندما غير المحاضر اسم كوردستان قام بعض السذج من الحاضرين في القاعة بالتهليل والتصفيق له!! وهذا ما يدمي القلب, أ إلى هذا الحد هؤلاء.. لا يفهمون ألف باء السياسة! يا ترى هل فكر أحدهم الآن بعد أن غير الحزب اسم إقليم غرب كوردستان رسمياً إلى شمال سوريا؟ لكني حينها بخلاف جميع الحاضرون ومن خلال تجربتي الطويلة في الحياة السياسية قرأت أفكار المحاضر وعرفت جيداً, أنه كما بقية السياسيون عندما يريدوا أن يقوم بعمل ما ربما يكون له وقع غير إيجابي على الشارع يطرحوه بطريقة ما على الجماهير وينتظروا ردها كيف يكون. ألا أنه للأسف بين عدد يربوا على مائتين أو أكثر لم يعترض على المحاضر بتغييره اسم وطنهم كوردستان إلى الاسم اليوناني الدخيل ميزوبوتاميا سواي, وحينها تذمر جميع الحاضرون مني, سوى عدد قليل ناصروني همساً بأذني! لكني لا أعرف ماذا يقول المصفقون الآن, هل استوعبوا الدرس جيداً, أم إلى الآن لم يصحوا من غفوتهم ماذا جرى في غربي وطنهم؟ ولا يحصد الزارع إلا ما زرع؟ على أية حال, انتهى المحاضرة بسلام رغم الصخب والضجيج الذي حدث أثناء تهجم المحاضر السافر علي, حين قام في سياق محاضرته بإلقاء خطاب حماسي من أجل شحن العاطفي ضدي عند مستمعيه, ومن خلاله ساوى بين قلمي وبندقية المحتل الغاصب!
أخلص لأقول: أرجو وأتمنى من أبناء الشعب الكوردي أن يرتقوا بأنفسهم إلى مصاف الشعوب المتحضرة, ولا يكونوا كالشعوب المحيطة بهم مستهلكون للحضارة, فلذا يجب عليهم أن يفهموا جيداً لغة السياسة والسياسيين ويلموا بشيء من ألف باء السياسة لكي يعرفوا قادتهم حين يختبروا وعيهم السياسي ونضوجهم القومي و يستفتونهم بطريقة غير مباشرة في أمور في غاية الأهمية وهدفهم منها جس نبضهم وكيف يكون تقبلهم لها سلباً أم إيجاباً. نأمل أن يعود في القريب العاجل اسم غربي كوردستان كإقليم رابع من أقاليم كوردستان الأبية أرضاً وشعباً واحداً موحداً من البحر إلى البحر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا