الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر الصادق الرضي في بلاد شكسبير

عفيف إسماعيل

2006 / 1 / 14
الادب والفن


مسامرة سودانوية*

لعل حداثة خبرات المبدعيين السودانيين في التعايش مع المنافي والمهاجر المختلفة مع المحافظة علي مشاريعهم الإبداعية وتمديدها في مجتمعاتهم الجديدة قليلة مقارنة
بالكثير من شعوب العالم الذين دفعتهم ظروف مشابهة للهجرة القسرية.

في أغلب العواصم عبر كل القارات التي يقيم بها المبدع السوداني، لا يوجد بها أرث تراكمي لوجود ثقافي سوداني مؤسسي فاعل، بذلك تغيب المعلومات الإحصائية الأولية عن ما هو ممكناً ومتاحاً للمهاجر المبدع حديث الوصول، والتقارير الأولية التي تهتم بالتصنيف الإبداعي من حيث الجنس الإبداعي، والحقل الذي يشتغل عليه ، ورصد الكثافة والمكان، والمؤسسات الثقافية التي خلقها الواقع الكوني المتعولم، التي تعمل بعيداً عن التعقيدات البيروقراطية، وتُعني بخدمات التعدد الثقافي.



الذي يحدث في أغلب الأحيان، يُقدم تقريراً شفاهياً من مخزون التجارب السالبة في الركود إلي الإستسهال والخمول والإحباط وتبني أوهام الأزمة بشكل جماعي، وفق تقديرات غير معقولة تجنح للسهولة، ،والتلخيص الغارق في الفجاجة، والابتسار، ترتبط أصلاً بتجارب خاصة في مرايا ذات صاحبها، الذي مازال يعاني من آثار الصدمة الحضارية، ولم يفيق بعد من ما هو متاحاً وممكناً وما هو متخيل لجنان العالم الأول الموعودة، تُقدم للمبدع حديث الوصول في جرعة مكثفة في كوب من المحلية من إنتاج روح القطيع، التي تدعي النصح والإرشاد والحِكمة والحرص علي ما هو آت من عمر صاحبها، ليتحول المبدع المضلل بهذه المظلة المعتمة المحكمة الحصارات إلي ترس صغير في عجلة الرأسمالية الطاحنة، ليعيد إنتاج أرث أجداده في سخرة عصرية، تفرغه كل الإستعدادات والمحفزات للإنتاج إبداعه.



قِلة ناجية من المبدعيين/ات السودانيين/ات استطاعت تمديد مشاريعها الإبداعية في المنافي والمهاجر المختلفة ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر: الطيب صالح، الصلحي، د. ابكر آدم إسماعيل، الموصلي، احمد الملك، إشراقة مصطفي ، ، تماضر شيخ الدين، جيلي عبد الرحمن، ، د. حسن موسي، حسان علي أحمد، حسين الشريف، د.عبد الله بولا،عثمان وقيع الله ، عاطف خيري،عاصم الطيب،وغسان سعيد، ليلى أبو العلا، د.فرانسيس دينق، ، ، د. طارق الطيب، ، ، معاوية البلال، مصطفي سيد احمد، هاشم ود راوي، رشا شيخ الدين، يحيي فضل الله.......... وآخرون.



المثابرة الجسورة التي حققها الشاعر السوداني حافظ خير كمبدع فاعل يهتم بقضايا التجسير الثقافي جديرة بالإنتباه والإحتفاء والإحترام والإحتذاء في تمديد المحدود إلي اللامحدود، بإشتغاله كمترجم مشارك بصبر وتفانٍ مع مركز ترجمة الشعر بجامعة لندن في قسم مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية في ترجمة بعض نصوص الشاعر السوداني الصادق الرضي إلي الانجليزية، وتم تتويج هذا الجهد الخلاق في شهر اكتوبر2005 بدعوة الشاعر السوداني الصادق الرضي للمشاركة في إحتفالية " جولة كبري لشعراء من مختلف العالم" ضمت مجموعة من الشعراء من الهند، والصومال، وافغانستان، والمكسيك، واندونيسيا، طافت بالكثير من المدن البريطانية، ليتحقق التعريف بالثقافة السودانية عبر أحد رُسلها الأوفياء الذي آمن بالحبر والكلمة والورق والعرق الدوؤب في الإشتغال علي كافة الهموم الثقافية السودانية، وصقل نصه الشعري بادوات حرفيته الواعية،والإنفتاح المعرفي علي كل ماهو ثقافي وإنساني . ليس في الأمر صدفة، أو ضربة حظ، تشهد مسيرة الشاعر الصادق الرضي المتنامية عبر محطات باذخة الثراء منذ منتصف الثمانينات في القرن الماضي بتسجيله لسابقة أصغر عضو بإتحاد الكتاب السودانيين، وظل ينمو بسرعة ضوئية، أثمرت صوتاً متفرداً علي مستوي الشعر السوداني والمحيط الثقافي العربي، وأمتدت خطوته المزهرة إلي بلاد شكسبير نحو العالمية.


* مسامرة سودانوية .. عنوان المقال الشهري الذي يكتبه عفيف إسماعيل في صحيفة"المهاجر" التي تصدر عن منظمة "يارانايل" باستراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا