الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدفةٌ أم رميةٌ من غيرِ رامي ؟

محمود سعيد كعوش

2017 / 2 / 7
الادب والفن


صدفةٌ أم رميةٌ من غيرِ رامي ؟ بقلم: محمود كعوش

يومها نَثَرْتُ عَبَقَ عِطري ونسائمَ مودتي بينَ جنونٍ وعنادٍ وتمرد
وآثرتُ شيئاً أبديتَهُ لي عن قصدٍ وسابقِ ترصدٍ أو دونَهُما فطابَ لي
ورسمتُ بساتيناً وحقولاً من وجدٍ وشجنٍ وحنينٍ ولظىً قلبٍ مُحب
ورتلتُ ترانيمَ الأملِ في كلِ جزءٍ من ذاتيَ الحَيْرى
وتلوتُ مع الآهاتِ آياتَ حبي وفقدتُ صبرَ شوقي
وغضَّيتُ الطَرْفَ وألِفْتُ نَفْساً لطالما أحببتُها وحَلِمْتُ بها
وغدوتُ بأشرعةِ الظَماَّ متلهفةً نحو صدرٍ لطالما تُقْتُ لَه
ورميتُ بكلي نحو كلِكَ
ولمْلَمْتُ بعضي بغيةَ رميةٍ مِنْ غيرِ رامي
يومها كانَ الفؤادُ مُحَلِقاً يسعى إلى مروجٍ ورياضٍ نظرةٍ وعطرةٍ تُحيي فيه الأمل
وكانتْ كلُ همسةٍ مِنْ همساتي ترنو إلى آياتِ السِحرِ والهيام
وكانَ كلُ شيءٍ على ما يرام إلى أن تحطمَ مركبي فوقَ رُكامِ أُغنيةٍ جاءَ لحنُها مؤلماً فباتَ القلبُ مجروحا وأكثر
يا لحماقتي ياهْ
يا لسذاجتي ياهْ
ياهٍ وياهٍ وياهٍ وألفُ ياهٍ وياهْ
كيفَ استيقظتُ مِنْ حُلْمي وأنا لمْ أكنْ قدْ بلغتُ بعد السادسةَ عشرةَ مِنْ عمري
كيفَ؟
وكيفْ؟
وكيفَ لي أنْ أنضُجَ ثانيةً بعد ذلكَ اليومِ، كيفْ؟
كيفَ؟ وكيفَ؟ وكيفْ؟
وكيفَ لي أنْ أحلُمَّ بسفينةٍ وشراعٍ ومرساةٍ وقدْ احترقتْ كلُ معاطِري، وجَفَّ عبيرُها بينَ المباخِرِ والوِصالُ بعيدٌ، بعيدُ ؟
كيفْ؟
لقدْ كانَ ألمُ الحديثِ يقطعُ أوصالَ الفؤادِ بصمتٍ وأنا أُحَدِقُ في ملامحِ وجهِكَ وأصغي إلى همساتِك الدافئةِ، بلْ الحارقةِ!!
تُرى هلْ كانَ كلُ ذلكَ محضَ صدفةٍ؟
أم أنهُ كان رميةَ مِنْ غيرِ رامي؟
أم تراهُ كانَ اختلاقاً ليومٍ لا يُلامُ فيهِ مَلومٌ ولا لائم ؟!
لا يعلمُ إلا الله الواحدُ الأحدُ الذي لا إله إلا هو.


محمود كعوش
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا