الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناقض موقف حركات التضامن العالمية تجاه الثورة السورية والقضية الفلسطينية

عزيز حمدي المصري

2017 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


عملت أثناء الحرب الأخيرة على غزة صيف 2014 ضمن لجنة التضامن الايرلندية الفلسطينية، وخلال أيام الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قمت بنشر العديد من الصور والمقاطع لفعاليات أوروبية وعالمية تضامنية مع القضية الفلسطينية، وتنديداً بسياسات دولة الاحتلال الصهيونية في قطاع غزة، وكانت ترد لي تعليقات من أصدقاء سوريين، وتكررت مؤخراً كثيراً هذه التعليقات مع حملات التضامن الأوروبية مع الأسير مروان البرغوثي وحركة المقاطعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، تصب في خانة التساؤل لماذا يحدث كل هذا التضامن مع غزة، ولم نرى هذه الجهات والمؤسسات والفعاليات الأوروبية تتضامن مع ضحايا إجرام النظام السوري، وكنت أسمع الكثير من الأسئلة والاستفسارات وبأشكال مختلفة حول طبيعة تعاطي الرأي العام الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، وهو تساؤل مشروع في النهاية ويطرح العديد من علامات الاستفهام ؟؟.
القضية الفلسطينية ليست بالقضية الجديدة بالنسبة للمجتمع الدولي، فهو منخرط في تفاصيلها منذ بداية القرن العشرين، علي مستوى الدول الكبرى والصديقة، وعلى مستوي الشعوب والمنظمات والمؤسسات الدولية، إضافة إلى العلاقات الواسعة للقوى والفصائل الفلسطينية مع عديد الدول والأحزاب العالمية الثورية، في القارة الأوروبية وأمريكيا اللاتينية والشرق أسيوية، ونجحت في تسويق وتوصيل معاناة الشعب الفلسطيني وجمع الدعم المادي والمعنوي واللوجستي، كذلك نجح ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية في نسج علاقات شخصية متينة مع عديد الزعماء والقادة الدوليين وظفت بشكل كبير في سبيل دعم القضية الفلسطينية، كان عرفات كما أطلق عليه من البعض قائد طائرة تهبط صباحاً في بكين ومساءاً في هافانا وعصراً في بودابست، هذه التحركات والسفريات المستمرة لياسر عرفات نجحت في توصيل معاناة الشعب الفلسطيني وشرح أهداف ثورته، وجمع الدعم السياسي للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، تجلّت في عديد القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما شكلت الكوفية الفلسطينية رمزا وأيقونة لحركات التحرر ومبادئ الحرية الثورية، فأصبحت الكوفية بمثابة الهام للشعوب والفعاليات الغربية يلتف حولها الجميع للتضامن مع القضية الفلسطينية.
على العكس تماماً حصل مع قوى الثورة السورية ممثلة في الائتلاف السوري المعارض، الذي فشل في تسويق نفسه إقليمياً ودولياً، وانخرط في صراعات داخلية خدمة للأجندة الإقليمية، وغياب شخصية الرمز الجامع لكل مكونات القوى الثورية المعارضة، إضافة إلي دخول عديد المقاتلين الإسلاميين والمتطرفين من عناصر القاعدة والتي أنتجت فيما بعد ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي، مما أثر سلباً علي الثورة السورية، وأعطت المجال للنظام وحلفائه في تسويق ما يجري في سورية من معارك بأنها حرباً ضد القوى الإرهابية الأصولية، وأعطي صورة مغايرة للرأي العام الأوروبي والعالمي عموماً حول ما يجري في سورية، فانقسم الموقف من الثورة السورية، ما بين حرب أهلية وصراع على السلطة، وما بين حرب بين الدولة السورية وقوى الإرهاب المتطرف.
هذه العوامل جعلت من الرأي العام الدولي يأخذ موقفاً غير مشجع للتضامن، أو بشكل آخر أصبح لا يعرف الحقيقة فيما يجري في سورية، كان على الائتلاف السوري المعارض استلهام تجربة منظمة التحرير الفلسطينية، من حيث توحيد جميع القوي السورية المعارضة، أشخاصاً أو تنظيمات تحت مظلة سياسية واحدة تخاطب العالم بلسان جميع مكونات الشعب السوري المعارض، لكي يحوز علي ثقة المجتمع الدولي والرأي العام الدولي دولا وشعوبا ومنظمات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القسام يعلن استهداف دبابة -ميركافا- إسرائيلية بقذيفة -الياسي


.. عبر الخريطة التفاعلية.. آخر التطورات في مناطق توغل جيش الاحت




.. كيف تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟ نتنياهو إسرائيل ن


.. احذر... الاستحمام اليومي يضر بصحتك




.. مقتل 7 أشخاص في قصف أوكراني على حي سكني في بيلغورود الروسية