الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربتي مَعَ زعيم الفقراء الخالِد عبدألكريم قاسم

حميد الواسطي

2017 / 2 / 7
حقوق الانسان


بِسْمِ اٌللهِ اٌلذي خلقَ صُبحاً وَريحا
أيا زعيماً للفقراء حُبُّكَ بالقلوب نجوعا
وَبفراقك حزناً مُزمنا مُوجع ألضلوعا
قبرُكَ دجلة وَأمواهها لكَ دموعا
كريماً كنت وَاٌلذين بَعدكَ نكداً منوعا

أمَّا بَعدُ، وَفي بدايات ألستينات مِنَ القرن ألماضي وَكنتُ حينهَا صبيّاً وَقبلَ أن ينتقل والدي للسكن في مدينة الثورة كنا نعيش في مِنطقة تل محمّد وَفي مدرسة ألمنار ألإبتدائيَّة ألمُختلطَة وَألقريبة مِنَ ألشارِع ألعام ألمُؤدّي إلى بغداد ألجديدة درست فيها أربَع سنوات إبتدائي مِن صف ألأوَّل إلى ألرابع. وَكانت أوَّل مُعلِمَة درَّستني إسمُهَا ست ((بتول)) وَهِيَ الَّتِي ألبستني وشاح ((فارس ألصف)) وَكانت هناك داراً يفصلهَا عن ألمدرسة شارِع فرعي هِيَ لشقيقة ألزعيم عبد ألكريم قاسم. وَفي ساحة تِلكَ الدار وَقريباً مِنَ السياج كانت هناك شجرة نبق كبيرة وَكانَ يوميّاً عشرات ألطلاب يتسلّقون عَلَى السياج يأكلون مِن تِلكَ ألشجرة وَأمَّا ألسَيِّدَة صاحبة الدار وَأنَّ شقيقها حينذاك ألزعيم (رئيس وزراء ألعِرَاق) فكانت تعاملنا كالأُم ألحنون وَلَم تمنع هِيَ أو أيِّ أحَد في دارها ألطلاب (ألأطفال) ألَّذِينَ كانوا تقريباً يقتحمون ألدار يوميّاً.

كانت ألمَدرسَة ضِمن مِنطقة فيها دور وَدكاكين وَشوارع مُبلّطة بَيدَ أنَّ دار والدي كانت عَلَى بُعدِ حوالي 10 – 15 دقيقة مشيّاً عَلَى ألأقدام وَبإتجاه خلفي مِنَ ألمدرسة وَهِيَ حاليّاً حي ألغدير وَكانت هذِهِ ألمِنطقة (ألغدير) وَألمحصورة بَينَ تل محمّد وَألشارع الَّذِي يفصل ألغدير مَعَ حي ألضباط في زيونة ألحالية.. وَهذا ألشارع كانَ مُبلطاً أو أنه طريقاً مُسطّحاً تمرّ منه سيّارات وَلكن قليلة أيّ أنه لَم يَكن رئيسيّاً كالشارع ألعام القريب مِنَ ألمدرسة وَهُوَ شارع يمرّ قريباً مِن بغداد ألجديدة ثمَّ إلى بعقوبة أو ديالى.

وَكانت دارنا وَكمَا أسلفت في مِنطقة (ألغدير) ألحاليَّة، بَيدَ أنهَا كانت ضِمن بيوت مِن طين (صرايف وَلاَ فيها كهرباء أو ماء) وَكانَ بيننا وَبَينَ مدينة ألضباط جزيرة قفراء وَكنا نرى بالعين المُجرَّدة بَعض دور الضباط الَّتِي تمّ بناءُها حديثاً – وقتذاك – وَأمَّا زيونة فلَّم تكن فيها عمَارَة في ذلِكَ ألوقت بَل كانت أرض - وَكمَا أسلفت - قفراء.

ألحي اأَّذِي كنا نسكن فيه وَكما ذكرت لا يُوجَد فيه ماء للشرب بَل كانَ ألأهالي يجلبون ألماء مِن مِنطقةٍ بعيدة نسبيّاً. كانَ بيتنا قريباً مِن شارع تل محمّد (ألغدير حاليّاً) وَهُوَ ألشارِع الَّذِي يفصل حاليّاً بَينَ الغدير وَزيونة.
وَفي يوم ما كنتُ مَعَ صبيّان ألحي وَقد سمعنا صراخ أو صياح وَأنَّ رجالاً وشباناً وَأطفالاً يركضون بإتجاه ألشارِع وَأصوات بعضهم "اِجا ألزعيم .. اِجا ألزعيم ..(جاءَ ألزعيم عبدألكريم) وَركضنا نحن ألصبيان مَعَ ألناس وَكانت سيّارة ألزعيم تسير في ألشارِع ألمقابل لنا وَببطء وَأقل مِن سِرعة ألهرولة ألإعتياديَّة. كانت سيّارة ألزعيم فيها ثلاثة فقط (ألزعيم جالس في ألمقعد ألخلفي وَكانَ هُناكَ ضابط مُرافقاً بجانب ألسائِق) وَلَم تكن أيّ حماية أو سيّارة اُخرى في ألشارع غير سيّارة ألزعيم..!! عِلماً لَم يَكن شارعاً رئيسيّاً للسيّارات أيّ نادراً ما تمرّ فيه سيّارة. وَكانَ ألناس يتدافعون وَكُلّ واحد فينا يُريد أن يَصل إلى زجاج ألسيّارة؟ ليرى عبدألكريم قاسم وَكأنه مرقد إمام في يوم زيارة !! كانَ زجاج السيّارة مُغلقاً إلاَّ أنَّ ألزعيم عبدألكريم كانَ مبتسماً بحنان وَيَدهِ تلّوح لنا بالسلام وَأنَّ بَعض سُكان الحي أشرّوا للزعيم بأنَّ ألحي لَيسَ فيه ماء للشرب فأومَأ لهُم ألزعيم بأنه تفهّم معاناتهم وَأنَّ (ألرِسَالة) قد وَصَلَت وَفي أليوم ألتالي جاءَ عمّال وَمعهُم مُعدّات حفر وَأنابيب مياه وَأدوات بناء وَلَم تمضي 24 ساعة حتى نصبت للحي نقطة مركزيَّة فيها عدة حنفيّات تصبّ ماءاً عذباً وَمِن جانبيَ بناء إسمنتي بديع، فضلاً عن ذلِك فأنَّ ألزعيم عبدألكريم قاسم قد خصّص لكُلِّ عائِلَة في ألحي قطعة أرض في مدينة ألثورة.. مِن قلَم : ألكاتب حميد ألواسطي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و


.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا




.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟


.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح




.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين