الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احرقوه وخوزقوه

عطا مناع

2017 / 2 / 7
الصحافة والاعلام


احرقوه وخوزقوه

بقلم : عطا مناع

كما المدفع، طيرني قرار السيد النائب العام احمد براك بمنعه وجمع نسخ رواية جريمه في رام الله سبعةُ وثلاثون عاماً الوراء حيث سجن الخليل السيء الصيت والأكثر ازدحاماً، لم تكن السجون كما اليوم، كانت الجلسات الثقافيه والقراءة الذاتيه، وبعد مضي ايام على وجودي في الغرفه التي تتسع لاثني عشر اسيراً وحشروا فيها ما يقارب الثلاثين اسير اعجبني كتاب يحكي بطولات الفيتكونغ في مقاومتهم للعدوان الامريكي على فيتنام.

لا انسى كيف همس في اذني احدهم: هل قرأت هذا الكتاب ؟؟؟ قلت لا، قال اقرأ صفحه 27 ، كان المقصود رواية العراب التي كتبها عام 1969 ماريو بوزو عن رئيس مافيا ايطاليه في امريكا وهو فيتو كورليوني، لفت نظري الكلام وطلبت الكتاب وفتحت على الصفحة المنشوده، لاحظت ان الكتاب قد رمم اكثر من مره لكثرة الاستعمال.

بالأمس تابعت على موقع التواصل الاجتماع ردود الفعل الارتجالية على قرار النائب العام بمنع تداول رواية جريمه في رام الله، كانت ردود حاسمه اما مع او ضد، وقد يذهب البعض للخازوق الذي ترافقه رقصة الانتصار، لست بصدد تفنيد ما قرأت من اراء والوقوع في فخ مع او ضد لأنني اعتقد جازماً لو ان المنع جاء وعلى سبيل المثال من حكومة حماس لاختلفت المواقف.

اعترف انني لم اطلع على الرواية بعد، لكنني اطلعت على بعض الفقرات الصارخه التي بعثها لي احد الاصدقاءحيث وجدت انها لا علاقة لها بالفهم الادبي حتى لو جاءت في سياق معين، لكن هذا لا يمنعني من المجاهره بان قرار النائب العام المحترم ارتجالياً ولا ينسجم مع المستجدات التي عصفت بمجتمعنا.

في السياق علينا ان نعترف ان المساحه التي تمنح للكاتب واسعه وبلا قيود، وان الفكر الابداعي نسبي لأنه يوضع على مشرحة الايدولوجيا والأخلاق، واقصد بالأخلاق القوانين لان الاخلاق نتاج واقع اقتصادي وسياسي وأيدلوجي ولذلك نرى عدم التناغم في ردود الفعل على قرار النائب العام، مثلاً عندما غيب الموت شاعرنا محمود درويش الم يخرج البعض ليقول نفق محمود درويش.

من اروع الروايات التي تجاوزت الايحاءات الجنسيه حب في زمن الكوليرا للروائي الكولومبي غاربيل غارسيا ماركيز التي نشرت عام 1985، وتعتبر هذه الروايه وروايات اخرى لماركيز الحائز على جائزة نوبل من امهات الكتب وجزء اساسي من البوم امريكا اللاتينيه، كان ماركيز مباشراً وبدون ايحاءات في روايته.

انظروا للروائي السوري الكبير حنا مينا الذي حفر له اسماً في عالم الادب، ادعي ان من لم يقرأ مجموعة روايات مينا لم يقرأ شيئاً، لم تخلوا اية روايه لمينا من الحديث عن والده الشبق جنسياً، كان هناك ايحاءات وكان مباشراً في بعض الجوانب.

حتى انهي وانتقل لما هو اعمق، استحضر الروائي السعودي وخماسية مدن الملح التي تحكي في اجزاءها الاولى تيه الصحراء والثقافة الجنسيه القاسية بقساوة الصحراء وكعامل من عوامل البنيه المرتبكة للبنية الاجتماعية السعوديه في اوساط الامراء، روايات عبد الرحمن منيف منعت من التداول والنشر.

مربط الفرس، ونحن نتاج ثقافه جنسيه شبقه عمرها اكثر من الف وخمسماية عام وقوامها خلفاء وغلمان وتكديس النساء بالجملة في القصور، هي ثقافه تعبر عن واقع نقله لنا ابو النواس والمتنبي وغيرهم من الشعراء والكتاب، لكن السؤال هل علينا ان نتخذ من شذوذ المجتمع الصحراوي قوة مثل لنا ؟؟؟ الاجابة وبالقطع لا.

فلسطينياً وبما يخص ما نحن بصدده، شخصياً لا اؤمن بالانتقائية، لان الانتقائية لا تقودنا للهدف المنشود، كما انني لا اؤمن بعسكرة الثقافة لان هذا يعني الانقضاض على الفكر والإبداع ويختلط هنا الهابط بالراقي، واذكر انها وجهة نظر، فكما لا امتشق العصا لأقنعك بوجه نظري فعليك ان لا تسمح بدخول العسكر على خط الفكر بصرف النظر عن طبيعته.

اطلت على غير عادتي ولا بد من ذلك لأهمية الحدث، وهنا احاول ان اختصر ببضع تساؤلات، هل ما جاء في الروايه يتنافى مع ثقافتنا ؟؟؟ اذا كان الجواب نعم هل هناك اجراء بحق بيوت الدعارة المأجورة المنتشره في ألوطن اجابتي بالقطع لا وهناك شواهد وإثباتات، هل هناك فانون يعاقب على ممارسة الرذيله اذا ابتعت عن الشارع والقصد عيون الماره ؟؟؟؟ لا اريد ان اسهب في ذلك لاصل الى الشذوذ.

جريمه في رام الله وبغض النظر عن هبوط الجمله الادبية هي جريمه تحدث في بيت لحم والخليل وجنين ونابلس، هي جريمة انتشار المخدرات والاتجار بالجنس، انا بصراحه ارغب بان يخرج على احد ويقول لي لا توجد دعاره مأجوره في البلد، ارغب بان انضم لجمهور المناهضين للواقع الهابط ولكن بعيداً عن ضيق الافق السياسي والأيدلوجي، لان محاربة الافات ايها الاخوة يتفق عليها الفتحاوي والحمساوي والماركسي، ولذلك لا داعي ان يقودنا الادب الهابط للحوار الهابط كأن يخرج علينا احدهم ويختصر وجهة نظره من الموضوع بلعم.

في المحصله يا سيدي النائب العام، ألا تعتقد ان الزج بقطاع من المثقفين والصحفيين والكتاب للبورصة التطبيعية والارتهان للمال القذر جلب لنا ألانحطاط ألا تعتقد بأنكم ساهمتم كسلطه تنفيذيه في تكاثر الاوكار التي تعمل انجزه شعبنا كمقدمه لإنتاج انسان مشوه فكرياً وثقافياً ؟؟؟ ألا تعتقد سيدي احمد براك وأنت الاعرف بحكم موقعك اننا وفي بعض الامور وصلنا الى مكان لا رجعة منه، لدرجة ان الاختفاء وراء القيم والعادات والتقاليد لم يعد ينفعنا لسبب بسيط وهو اضمحلال كل ما ذكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل