الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذاتيّة المُبصَر الجمالي تمرّع أو تُنطّع

طلال الصالحي

2017 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


مرّعت مرّة سطر كتابي (ثلث) لخطّاط تقليدي تركي متعاطى اسمه لغاية اليوم اسمه سامي ؛
قارنته بعدها بسطر كتابي (آشوري) لجواد سليم المنتصب وسط بغداد.
لا غرابة في ذلك
فبين قَدَمِيّة
وبين معاصرة, بقدميّة.
غن مُعّن بحروف (ثلث) سطر سامي بعمليّة استتباع تاريخي متوارث:
معبّر عن المحتوى
ملازمة الحروف للاستبطان بالمفاهيميّه الملحميّة المتماهية حقبويًّا مع النصّ
نتائجه تشكّل فاصل وعووي هنا بين فهم النص لنفسه ,وبين فهم كاتبه (الخطّاط) له.
فلو أراد سامي مثلًا كتابة النص يعي تأريخيّته واستشفافه الصوتي عبر الحقب, بما يخطّ ,لاستحال عليه ذلك إلّا بإعادة هيكلة الاستبطان لديه؛ أوّلها فهم التحوّل الصوري إلى رمزي للحرف عبر التاريخ
ومع ذلك احتوى السطر ما تركه التاريخ للنصّ (كلّ من عليها فان ويبقى ..) , كيف؟
ذلك أنّ سامي اعتمد الموروث باللاوعي فتشكّل السطر معبّرًا في عين الممعّن رغم انتفاء قصديّة الكاتب وهو يمارس عمليّة الخطّ
ولذا فالتعبير (الفنّي) جاء من (خصوصيّة) لكنّها ستتقمّصه أمّيّة الخطّاط التقليدي بلغة أشدّ ضيقًا من المحلّيّة.
من سيقرأ التضمّنيّة التاريخيّة للملاحم للسطر (الآشوري) لنصب الحرّيّة لجواد سليم المضمّنه أساطير آشوريّته انعكست على مفرداته الصوريّة (قبل تحوّلها للرمزيّة) أي الكتابيّة ؛دون حاجة لتمعّن؛
تسأل؟
ذلك لأنّ سليم يعي ما (يكتب)
المستخلص:
السطرين ذاتيّتهما تغطّي مساحة محيطيهما جماليًا فقط بحاجة لإظهار مرونق, مع فارق:
الأوّل كتب باللا وعي للاستبطان المضمّن شكل الحروف وآليّاتها التعبيريّة التلاحميّة (الملحميّة) وفق الاستتباع.
الثاني (سليم) وعي استمكانه ,ولذا فأعماله الفنّيّة لغة عالميّة بصيغة الاستتباع المرمّز.
المستخلص:
المفردة التعبيريّة قيمة ذاتيّة التأثير الجمالي لا زمن لها أخضعها الفنان المعاصر لعمليّة التصيّغ.
(الخطّاط) يريد نقل ماضيه (موروثه) كما هو ,ثمّ يريد به مزاحمة الحاضر –المتمكنن المتنكلج- ذو الاستنباطات البصريّة المتصيّغة بعصرها دون استنطاق لموروثه: (من أين لك هذا).
من ضاعت بصريّته التأثيريّة الجماليّة متّفق على أنّه لم يعد يمرّع
فمن بحاجة لتزيين أو تلوين ؛اعتراف مضمّن بعجز (في الذاتيّة التعبيريّة) بتوقّفها عن النموّ, فلم تعد تستوعب, فلتطمئنّ فهي خارج التمرّع
الجميل بحاجة فقط لعمليّة إظهار, كالوجه الآدمي الجميل يظهر حسنه الاختيار ب"أناقة ستر العورة"
وللملاطفة السوداء: كان (الشهيد) يكرّم بسيّارة تويوتا ,المستلم "بيئي" ,يعكس إرثه البيئي الجمالي لتمريع داخلها -مسبحة خيوط خضراء آية الكرسي مذهّبةغطاء من ألوان صارخة ل"الدشبول", كلينكس مطرّز ب(نمنم) الخ- حداثيّة تصميم السيّارة ذهبت ضحيّة تلك "الوساوس"..
الحرف العربي (الثلثي) مثلًا:
مؤسِسَ بجماليّة مُهندَسة
أصبح الحرف بعدها جميلًا لذاته بموضوعيّة وفق قيم قاعديّة تجنّس بها لحاجة عصرها لها
فإن شككت ,بلا وعي منّي ,بجماليّته, والتشكيك الأغلب يأتي من العقل الباطن ولأسباب منها خمول الموائمة البصريّة
ومنها عاطفيّ, أكتم صوت الباطن بمضاهات الحرف بجماليّات أخرى بدل تأنيقه بستر عورة من نفس القيمة التجنّسيّة ومؤشّراتها الزمنيّة كما يفعل الفنّان (المبضع) عبد الحسين تويج.. وآخرون ممرّعون سبقوه(*).
أن نخلط "فلسفة" ب"فلسفة" أخرى ,يعني (اتّفاق) فلسفتين:
واحدة تغمق لاستنباط مقاصد نظريّة عن الهندسة المكانيّة, مثلًا
وأخرى تتحدّث عن اللامكانيّة؟
لاشكّ عطب فكري
هو ما يجري لحرف أعطب جميع من حاول تنشيطه
أنشأوا مستنبطات نشروها ببيئة معطوبة
اطمإنّوا لن تجدوا ممرّعًا لأعمالكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) جماعة البعد الواحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تفض بالقوة اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة


.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: مسودة الاتفاق بين حماس وإسرائيل




.. جيروزاليم بوست: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ا


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. فلسطيني يعيد بناء منزله المدمر في خان يونس