الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الملف النووي الأيراني الى أين ؟
ضياء السورملي
2006 / 1 / 14مواضيع وابحاث سياسية
المتتبع للسياسة الأيرانية وتسارع الأحداث فيها وخصوصا بعد وصول الرئيس احمدي نجاد الى سدة الحكم واثارته للزوبعات الكلامية الفارغة التي بدأت بازالة اسرائيل ومسحها من الخارطة ومن ثم نقل اسرائيل الى بلاد اخرى ووضع نفسه في موضع المدافع عن الفلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم
بدأ الساسة الأميركان ومن خلفهم كل حلفائها بالتحرك لخنق الحكم الأيراني او الأقتصاد الأيراني وفتح ملفات ضغط هائلة من كل الأتجهات ضد ايران التي تريد مواجهة هذه القوة الهائلة باسلوب الكلام الأجوف والثرثرة التي خبرناها من زمن محمد سعيد الصحاف الناطق الرسمي باسم الطاغية صدام وكيف لعبت السياسة الدولية حتى وجد نفسه في حفرة لا تصلح الا لصغار الحيوانات التي تحتمي في جحورها
وانا اسأل اذا كان صدام قد احتمى بحفرة صغيرة وحقيرة فاين سيحتمي الرئيس الهمام الشاب احمدي نجاد وباي مستنقع سيغطس وهل سيعمل على تحميل الشعب الأيراني حصارا اقتصاديا جديدا لمدة عشرين سنة قادمة بسبب تصريحاته الهوجاء والخرقاء وهل سيجبر الشعب الأيراني بان يستعد لبرنامج النفط مقابل المخدرات او برنامج النفط مقابل الصلوات او برنامج النفط مقابل تحمل الكفخات والضربات لا لشئ الا لكي يرضي القادة الأيرانيون غرورهم بمعادات شعوبهم والوقوف بوجه التلاحم بين الشعوب المتحررة والشعوب المتطورة
اريد ان اذكر ايران بان خمسة دول رئيسية نووية بدأت تعمل معا من اجل الضغط عليها لوقف ملفها النووي وان هذه الدول تريد الوصول الى مخرج سلمي من دون حروب من خلال التفاهم مع المسؤولين الأيرانيين لكي يوقفوا برنامجهم النووي باسلوب متحضر ومن خلال التفاهم وهم لديهم كل الحق في ذلك لآن معتوها مثل نموذج المعتوه صدام او شبيها لسلوكه كيف يمكن ان يسلم بيده مفاتيح سلاح نووي وهل ستأمن الشعوب الحرة مثل هذا الطيش بان تكون مقاليد الأمور المهمة مثل السلاح النووي بيد شخص متهور وهو لا يملك اي سند أو وازع يمنعه من استخدام اسلحته النووية بشكل طائش ضد ابناء جلدته اولا وليس ضد الاخرين وهذا ما فعله المجرم صدام في حلبجة عندما استخدم السلاح الكيمياوي ضد شعبه فمن يمنع الرئيس احمدي نجاد او من يشابهه في المواصفات من ان يقصف الكرد في ايران مثلما فعل صدام او ان يقصف البلوش في شرق ايران او ان يقصف اي قوة تخالفهم الراي من ابناء الشعب الأيراني وبالسلاح النووي المزمع انتاجه لاغراض سلمية مثلما يدعون
ان اصرار ايران على زيادة المواجهة ورفضها التنديدات الصادرة عن المجتمع الدولي سوف يوقعها
بورطة لا تحمد عقباها وستواجه تهديدا صعبا من المجتمع الدولي وبقيادة الولايات المتحدة ذات القوة الهائلة والتي يقف في مساندتها اضافة الى الدول النووية الخمس الرئيسية في العالم دول الثمان الصناعية والتي تتراس دورتها الحالية روسيا وعلى الأيرانيين ان لا ينجروا الى مواقف متصلبه من قياداتها غير الحكيمة والتي لا تستند الا على الوهم وان ياخذوا العبرة من الحكم العفلقي الصدامي البائد في العراق
وفي جهود للتاثير بوضع ضغوط جديدة على الموقف الأيراني قبل ساعات من اتخاذ ايران لخطوة ربما تكون الخطوة المصيرية القاتله بالنسبة لها ، عملت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين على توجيه خطاب يعارض التحرك الأيراني ويدعو طهران للعودة بسرعة للمفاوضات للوصول الى قرار توفيقي مشترك
ان الخطوات الأميركية مدروسة وتعمل بتأني وتحاول اميركا ان تستفيد من تجاربها السابقة في الأطاحة بنظام صدام ونظام ميلسوفيج من قبله وكذلك اجبار نظام القذافي على الرضوخ والخنوع والأستسلام وتسليم كل المفاتيح التي كانت بيده والتي سلمها صاغرا الى الأدارة الأميركية ولا نتمنى ان يصل النظام الأيراني الى ما وصلت اليه الجماهيرية الليبية العظمى وان تكون الحكمة سبيلا في معالجة امور شعبها وتلبيه احتياجاتهم ، نعم لقد استجابت الجماهيرية لكل المطالب الأميركية بالقوة وكم تمنينا لو لم يدخل القذافي في هذا النفق من البداية تمنينا لو استطاع ان يحفظ ماء الوجه فهل سيتعض المسؤولون الأيرانيون من الملفات السابقة لحكام الدول المشابهه لحكم دولهم ام انهم لا يستقرأون الا ما يرد في مخيلتهم
مايثير الشفقه هو عناد المسؤولين الأيرانيين تجاه دول نووية ذات جبروت وقوة وهي نفسها الدول الأعضاء الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة علما بان هذه الدول تريد ان تشكل ضغطا لا يتجاوز الأربع وعشرين ساعة من اجل الضغط على ايران وجعلها ترضخ للشروط التي تفرضها هذه الدول العملاقة
ان روسيا التي ساهمت في بناء حقل بوشهر النووي والصين التي تمانع من تشكيل ضغط على ايران انتبهت الى التحرك الأميركي ومعها الدول الأوربية الثلاث المتمثلة بفرنسا والمانيا وبريطانيا ولهذا لن تجد مخرجا او حلا للخروج من هذه الأزمة الا ان ترضخ للسياسة الأميركية والضغوط التي تمارسها مما جعلها تدخل في تشكيل جبهة صلدة تقف بوجه العناد الأيراني وتحاول اجباره على القبول بالشروط التي تهدف الى ايقاف البرنامج النووي والأبحاث التي تتعلق بالبرنامج الذري وتخصيب اليورانيوم
تقول ايران انها تحتاج التقنية النووية لتوليد الكهرباء وانكرت الأتهامات الغربية بانها تهدف للبحث عن الأسلحة النووية وعلى الرغم من ان منظمة الطاقة الدولية العالمية لم تتوصل بعد سنوات من التقصي الى اثبات واضح بوجود انشطة تسليحية ولكن تم ابلاغ ايران بانها عملت بشكل حثيث وبشكل سري في برامج تتعلق بالطاقة النووية او بشكل غير ظاهر ومموه منذ ثمانية عشر عاما
وبالرغم من محاولة روسيا ان تخفف من الأزمة باقتراحها ان تكون شريكة مع ايران في تخصيب اليورانيوم في روسيا الا ان السلطات الأيرانية ردت على المقترح ووصفته بانه غير مقبول وهذا مما عقد الأمور واعتبر الروس ان هذه الخطوة محرجة لهم وخصوصا مع الأميركان مما جعل الروس يطلبوا التفاوض من جديد مع المسؤولين الأيرانيين وسيتقابل المسؤولون الروس والأيرانيون في العاصمة طهران في غضون اسبوع ويقول الدبلوماسيون ربما ستكون المحادثات ذات مغزى مهم وكبير فيما لو وافقت روسيا ان تساند وتدعم الأجراءات الدبلوماسية المستقبلية التي ربما يتم إتخاذها بحق ايران مثل احالة ايران الى مجلس الأمن في الأمم المتحدة ولكن المصالح الروسيةالأميركية لن تتوقف او تتأثر من اجل مصالح ايران ولن تضحي روسيا في يوم من الأيام بمصالحها المتنامية مع الدول الكبرى واوربا واميركا في سبيل برنامج ايران النووي وعلى ايران ان تعي ذلك والا تصاب بنفس الأحباط الذي اصاب الحكومة العراقية المندثرة وكذلك الحكومة السورية التي تسير بخطى متسارعة الى السقوط بسبب طيشها وغرورها ووقوفها ضد ارادة شعبها
ان روسيا حاليا تترأس ولاول مرة مجموعة الدول الثماني الصناعية الرئيسة ، ولهذا فان الأضواء مسلطة عليها حول كيفية اظهار دورها القيادي وقابلياتها للتحرك في هذا الشان يضاف الى ذلك الضغوط من واشنطن والتي مضى عليها سنتان تهدد ايران وتحاول ان تدرس الطريقة المناسبة للوقوف بوجه التوجهات الأيرانية للوصول الى السلاح النووي و لكن بسبب تجربتها في تطبيق استراتيجيات اخرى او دعم من دول اخرى لايران تجعلها تؤجل خططها او تعدل في استراتيجياتها
يصر المسؤولون الأميركيون بان الأحالة الى مجلس الأمن يبدو في تزايد محتمل ونحن نقول ان الفلم النووي العراقي لا يزال شاخصا امام الأعين ويعرض كل يوم امام العالم وملف برنامج النفط مقابل الغذاء وضرب المفاعل النووي العراقي ومن ثم التخلص من البرنامج النووي العراقي فهل سيعتبر العلماء الأيرانيون في مجال الطاقة الذرية والنووية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة
.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز
.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب
.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف
.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ